الكويت.. الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيسا لمجلس الوزراء

عرب وعالم

اليمن العربي

أعلنت الكويت، اليوم الأربعاء، تعيين الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيسا لمجلس الوزراء.

وكلف المرسوم الأميري الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح بترشيح أعضاء الوزارة الجديدة وعرض أسمائها على أمير البلاد لإصدار مرسوم بتعيينهم.

 

الكويت.. الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيسا لمجلس الوزراء


وقدم الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، استقالته في وقت سابق، وذلك فور إعلان النتائج النهائية لاختيار أعضاء مجلس الأمة (البرلمان).

وتنص المادة 57 من الدستور الكويتي على إعادة تشكيل الوزارة مع بداية كل فصل تشريعي لمجلس الأمة.

والأحد الماضي، قضى أمر أميري بقبول استقالة رئيس الحكومة والوزراء، ونص على أن يستمر كل وزير في الحكومة بتصريف العاجل من شؤون منصبه لحين تشكيل الوزارة الجديدة.

 

ففي 22 يونيو/حزيران الماضي، أعلن أمير الكويت في خطاب ألقاه نيابة عنه ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، قرار حل مجلس الأمة حلا دستوريا والدعوة إلى انتخابات عامة وفقا للإجراءات والمواعيد والضوابط الدستورية والقانونية.

وقال في كلمته إن "هدفنا من هذا الحل الدستوري الرغبة الأكيدة والصادقة في أن يقوم الشعب بنفسه ليقول كلمة الفصل في عملية تصحيح مسار المشهد السياسي من جديد باختيار من يمثله الاختيار الصحيح".


كما تأتي تلك الرؤية امتدادا لمبادرته التي أعلنها مجلس الوزراء في 7 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021، حيث استخدم حقه الدستوري بالعفو عن بعض أبناء الكويت ممن صدرت عليهم أحكام حرصا منه على توحيد الجهود وتعزيز التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وتوجيه كل الطاقات والإمكانات لخدمة البلاد ومواطنيها.

وحدة الوطن
ولعل واحدة من أقوى الرؤى الوطنية للشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح هي حرصه على الحفاظ على الوحدة الوطنية باعتبارها السياج الذي يحمي الكويت والكويتيين والحصن لمجابهة الشدائد ومواجهة التحديات وضرورة المضي في عملية الإصلاح ودفع عملية التنمية في البلاد.

 

ففي 24 أبريل/نيسان الماضي، ألقى ولي العهد الكويتي كلمة نيابة عن أمير البلاد بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان، قال فيها: "إنكم تدركون أن للإصلاح خطوات ومسارات وأنه لا يحدث بين ليلة وضحاها وسيظل في حاجة إلى جهد جهيد وصبر جميل وتكاتف وتلاحم من شعب وفيّ أصيل، فالكويت بكم وبجهودكم ستظل واحة أمن وأمان ومنبع خير وسلام تتطلع دائما إلى مزيد من النهضة والتقدم قائمة بدورها الخليجي والدولي مع الأشقاء والأصدقاء في شتى بقاع العالم".

وأضاف: "إننا لن ندخر وسعا وجهدا في سبيل حماية مقدرات ومكتسبات وطننا الحبيب ولن نتوانى في اتخاذ أي قرار يضمن للبلاد أمنها واستقرارها في ظل نهجنا الديمقراطي الأصيل ودستورنا القويم وعاداتنا وأعرافنا العريقة".
وخلال العامين الماضيين، شهدت الكويت في عهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح إكمالا لمسيرة البناء والعطاء التي بدأها أسلافه الكرام، كما شهدت خططا جديدة في إدارتها تعتمد فيها على معطيات الحاضر لبناء مستقبل زاهر تواكب فيه مستجدات العصر وتطوراته وتتبوأ المكانة التي تستحقها عربيا وإقليميا وعالميا.

وشغلت القضايا المحلية الاهتمام الأكبر لديه، خلال العامين الماضيين، نظرا لما عرف عنه من اهتمام بالغ بالتفاصيل التي تتعلق بشؤون الوطن وأمور الكويتيين، لا سيما ما يتعلق بالأمور الخاصة بالسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.

وكان يقدم الدعم للجهات المعنية للعمل على كل ما يسهم في دفع عملية التنمية في البلاد وتعزيز قدرات الكوادر الوطنية في شتى المجالات وتحفيز القطاعات الاقتصادية المتنوعة وتوفير فرص استثمارية تنافسية ورعاية الشباب وتأهيلهم بأفضل الوسائل العلمية والأكاديمية ودعم قطاعات التعليم والصحة والإسكان.

العلاقات الخارجية

ومنذ 2020، استمر أمير الكويت في النهج الذي سارت عليه الكويت فيما يخص علاقاتها مع أشقائها العرب فكان يحرص على التنسيق مع القادة العرب في كل ما يخص القضايا العربية والتعاون البناء معهم لحل المشكلات التي تواجه الأمة العربية مع التركيز على القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى.

 

وسار الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في علاقات الكويت مع دول العالم على النهج الذي دائما عهدته الكويت طوال العقود الماضية لناحية احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والتمسك بالشرعية الدولية والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وحل وتسوية النزاعات بين الدول عبر الحوار والطرق السلمية.

وكانت الكويت قد بايعت في الـ29 من سبتمبر/أيلول عام 2020، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميرا للبلاد خلفا للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وتتويجا لمسيرته الحافلة بالإنجازات والمحطات المتميزة من المناصب الرسمية والمواقف الوطنية المشرفة.

وفي ذلك اليوم نودي بأمير البلاد ليكون الحاكم السادس عشر للكويت في ظل إجراءات سلسة لعملية انتقال مسند الإمارة كما عهدتها البلاد عند تولي حكام الكويت الإمارة خلفا لأسلافهم.

واجتمع مجلس الوزراء في ذلك اليوم ونادى بالشيخ نواف الأحمد أميرا للكويت باعتباره وليا للعهد ووفقا لأحكام الدستور الكويتي والمادة الرابعة من القانون رقم 4 لسنة 1964 في شأن أحكام توارث الإمارة بما عرف عنه من حكمة وعفة وإخلاص وتفان لكل ما فيه رفعة الكويت ومصلحتها وأمنها وازدهارها.

وهكذا توج أميرا للكويت بعد نحو 58 عاما من العطاء في مناصب عدة خدم خلالها البلاد في عهد عدد من أمرائها ونال تزكيتهم وثقتهم جميعا وبدأها بتعيينه محافظا لمحافظة حولي ثم وزيرا للداخلية ثم وزيرا للدفاع فوزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل ثم نائبا لرئيس الحرس الوطني فنائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية.

وكانت محطته الأخيرة قبل توليه مسند الإمارة هي ولاية العهد وفقا للأمر الأميري الذي أصدره الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في السابع من فبراير/شباط عام 2006 بتزكية الشيخ نواف الأحمد لولاية العهد لما عهد فيه من صلاح وجدارة وكفاءة تؤهله لتولي هذا المنصب، واستمر فيه 14 عاما سندا أمينا للأمير الراحل ومشاركا في اتخاذ القرارات التي تسهم في تطور البلاد والمحافظة على استقرارها.

وفي 30 سبتمبر/أيلول 2020، أدى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح اليمين الدستورية أميرا للكويت، أمام جلسة خاصة لمجلس الأمة وفق المادة (60) من الدستور التي تنص على أن "يؤدي الأمير قبل ممارسة صلاحياته في جلسة خاصة لمجلس الأمة اليمين الآتية: أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه".

الشيخ نواف الأحمد في سطور
ولد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في 25 يونيو/حزيران 1937 وكان الابن السادس من الأبناء الذكور للأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت العاشر، الذي تولى الحكم في الكويت ما بين عامي 1921 و1950 وكان القدوة لأبنائه وللحكام الذين أتوا بعده.

ومنذ استقلال الكويت كان للشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بصمة في العمل السياسي ففي 12 فبراير/شباط عام 1962 عينه الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح محافظا لحولي وظل في هذا المنصب حتى 19 مارس/آذار عام 1978 عندما عين وزيرا للداخلية في عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح حتى 26 يناير/كانون الأول 1988 عندما تولى وزارة الدفاع.

وبعد تحرير الكويت من الغزو العراقي عام 1991 تولى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 20 أبريل/نيسان 1991 واستمر في ذلك المنصب حتى 17 أكتوبر/تشرين الأول 1992.

وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول 1994 تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني واستمر فيه حتى 13 يوليو/تموز 2003 عندما تولى وزارة الداخلية ثم صدر مرسوم أميري في 16 أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته بتعيينه نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية وبقي في هذا المنصب حتى تعيينه وليا للعهد في عام 2006.

ويتميز أمير الكويت بالحرص الشديد على تعزيز الفضائل والقيم، ويؤمن بأهمية وحدة وتكاتف أبناء الكويت، باعتبار أن قوة الكويت في وحدة أبنائها وأن تقدمها وتطورها مرهون بتآزرهم وتلاحمهم ووحدتهم وتفانيهم وإخلاصهم في أعمالهم.