تأثيرات سلبية لمرض السكري على الصحة العقلية

منوعات

اليمن العربي

كشف عدد من الخبراء الصحيين أن مرض السكري يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الصحة العقلية.


ومن المعروف أنه عند الإصابة بالنوع الأول من مرض السكري، لا ينتج البنكرياس الإنسولين أما في النوع الثاني، فتصبح خلايا الجسم مقاومة للإنسولين، لذلك هناك حاجة إلى كمية أكبر من الإنسولين للحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم ضمن المعدل الطبيعي.

ونظر الباحثون إلى بيانات مجموعة من المصابين بداء السكري من النوع الثاني، ووجدوا أن خطر الإصابة بهذه الحالة المزمنة يزداد لدى أولئك الذين يعانون من معظم الاضطرابات النفسية.

كما وجدت أبحاث سابقة أن المصابين بداء السكري من النوع الثاني لديهم معدلات أعلى من الحالات المرضية مثل الاضطراب ثنائي القطب والفصام والاكتئاب الشديد، مقارنة ببقية السكان.

 

 تأثيرات سلبية لمرض السكري على الصحة العقلية

ويقول الخبراء في جامعة جنوب الدنمارك، الآن، إن هناك مجموعة واسعة من مشاكل الصحة العقلية التي يمكن أن يعاني منها مرضى السكري.

وأوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة، نانا لينديكيلد، أن فريقها راجع البيانات من الدراسات حول العلاقة بين مرض السكري والصحة العقلية من عام 1980 حتى عام 2020.

وقالت: "من المثير للاهتمام أن نرى أنه في جميع الاضطرابات النفسية التي تم فحصها، نرى انتشارا مرتفعا نسبيا لمرض السكري من النوع الثاني.
وصرحت لمجلة "ميديكال نيوز توداي": "في السابق، ركزت معظم الأبحاث بشكل خاص على الأفراد المصابين، على سبيل المثال بالفصام أو الاكتئاب، لكن مراجعتنا تسلط الضوء على أهمية التركيز على نطاق أوسع من الاضطرابات النفسية".

ووجد الفريق أن إحدى المشكلات الرئيسية التي يعاني منها مرضى السكري من النوع الثاني هي اضطرابات النوم.

وقالوا إن 39.7% من مرضى السكري يعانون من اضطرابات النوم.

ويوضح الخبراء في مؤسسة النوم البريطانية أن قلة النوم عامل خطر لزيادة مستويات السكر في الدم. و"حتى الحرمان الجزئي من النوم على مدى ليلة واحدة يزيد من مقاومة الإنسولين، ما يؤدي بدوره إلى زيادة مستويات السكر في الدم. ونتيجة لذلك ارتبطت قلة النوم بمرض السكري واضطراب سكر الدم".

وتمثل مشكلة الصحة العقلية الثانية، التي يعاني منها مرضى السكري، في الإفراط في تناول الطعام.

ووجدت دراسة أجريت عام 2020 أن داء السكري من النوع الثاني غالبا ما يرتبط بزيادة مخاطر سلوكيات الأكل المضطربة.

وتوصل الخبراء إلى أن 20.7% من مرضى السكري يعانون أيضا من اضطراب الأكل بنهم.

وأما الاضطراب النفسي الثالث، فهو اضطرابات القلق، حيث يُعتقد أن نحو واحد من كل خمسة أشخاص يعانون من مرض السكري من النوع الثاني المعالج بالإنسولين يعانون من مشاعر القلق.
وأفاد الخبراء أن 13.7% من مرضى السكري يعانون من اضطراب القلق.

وترتبط هذه الحالة عادة بالمضاعفات التي تصاحب الإصابة بمرض السكري وكيف تتأثر جودة الحياة بهذه الحالة.

ومن بين مشاكل الصحة العقلية الأخرى التي يعاني منها مرضى السكري، هي الاضطراب ثنائي القطب (11.4%) والذهان (11.1%).

وقال الخبراء إن نتائج المراجعة "ليست مفاجئة" بالنظر إلى الأعداد الكبيرة من مرضى السكري الذين يعانون أيضا من اضطرابات نفسية.

ووجد الخبراء أن المشكلات الرئيسية الأخرى التي يعاني منها مرضى السكري هي اضطرابات تعاطي المخدرات والإعاقة الذهنية.

ومع ذلك، يذكر الخبراء أن المراجعة لا تشرح الأسباب الكامنة وراء المرض كما تم إجراؤها في وقت ما، لذلك ليس من الواضح ما إذا كان مرض السكري قد جاء قبل أو بعد التشخيص وأعراض مشاكل الصحة العقلية.
تضاعفت حالات السكري في جميع أنحاء العالم منذ ثمانينيات القرن الماضي وما زالت مستمرة في الارتفاع.

وفي الغالب، لا يمكن ملاحظة أعراض مرض السكري من النوع الثاني دائما، حيث يعاني الكثيرون من هذه الحالة دون أن يدركوا ذلك.
ورغم ذلك، فإن هناك أعراضا شائعة لمرض السكري وهي التبول أكثر من المعتاد، والشعور بالعطش طوال الوقت، وعدم وضوح الرؤية.

ووفقا للكيميائي ومؤسس SOS Serum، بروس غرين، يمكن أن يؤثر مرض السكري أيضا على الجلد. وأوضح: "إن مؤشرات بشرة مرضى السكري مماثلة للشيخوخة المبكرة، فقدان المرونة وجفاف الجلد وانخفاض الدورة الدموية الدقيقة ولون البشرة المصفر".

وتابع: "إن عملية تغيير الجلد المسماة الغلوزة (الغلكزة غير الإنزيمية)، وهي عملية يتم فيها ربط البروتينات والسكريات بنواتج غلوزة نهائية متقدمة (age) - هناك تأثير سلبي على مرونة الجلد، عندما يتم تقوية الكولاجين والإيلاستين. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تحفز العملية عمليات الالتهاب".

وقال غرين إن العلامات التحذيرية على الجلد هي:

1- بقع أو نتوءات صفراء / بنية اللون على الجلد
2- منطقة داكنة من الجلد ذات ملمس مخملي خاصة حول الرقبة والإبط

3- بقع سميكة من الجلد - خاصة على أصابع اليدين والقدمين

4- الظهور المفاجئ للبثور أو مجموعات البثور

5- بقع الجلد - انخفاضات صغيرة وبالكاد ملحوظة على الجلد

6- بقع جلدية شديدة الجفاف ومسببة للحكة خاصة على الذراعين

وأشار غرين: "مشاكل الجلد أكثر احتمالا بين مرضى السكري بسبب ضعف الدورة الدموية وانخفاض حساسية الأعصاب - من الصعب التعرف على المشاكل الناشئة. البشرة الجافة هي واحدة من أكبر المشاكل خاصة في الساقين والمرفقين والقدمين".

ويعد اتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على النشاط من أفضل الطرق لمرضى السكري من النوع الثاني للتحكم في مستويات السكر في الدم. ويجب أيضا مناقشة العلاج مع الطبيب عند التشخيص.

وتنص هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) على ما يلي: "لا يوجد شيء لا يمكنك تناوله إذا كنت مصابا بداء السكري من النوع الثاني، ولكن عليك الحد من بعض الأطعمة. ويجب أن تأكل مجموعة كبيرة من الأطعمة، بما في ذلك الفاكهة والخضروات وبعض الأطعمة النشوية مثل المعكرونة، وتقليل السكر والدهون والملح إلى الحد الأدنى، وتناول الإفطار والغداء والعشاء كل يوم، ولا تفوت وجبات الطعام".
وأضاف: "تساعد التمارين البدنية على خفض مستوى السكر في الدم. ويجب أن تهدف إلى 2.5 ساعة من النشاط في الأسبوع". ويمكن أن يشمل ذلك المشي السريع أو صعود السلالم أو القيام بمزيد من الأعمال المنزلية الشاقة أو أعمال البستنة.

ويعد فقدان الوزن مهما أيضا، حيث تقول الهيئة: "إن خسارة الوزن (إذا كنت تعاني من زيادة الوزن) سيسهل على الجسم خفض مستوى السكر في الدم، ويمكن أن يحسن ضغط الدم والكوليسترول".

وهناك أدلة على أن اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية (800 إلى 1200 سعرة حرارية في اليوم) على أساس قصير الأمد (نحو 12 أسبوعا) يمكن أن يساعد في علاج أعراض مرض السكري من النوع الثاني.

وقدم غرين أيضا بعض النصائح حول كيفية مكافحة جفاف الجلد:

- التطهير بمنظف معتدل خال من الصابون ودرجة حموضة معتدلة ومنظف خال من الكحول.

- استخدم مرطبا عالي الجودة مع عامل حماية من الشمس بدرجة 30 كحد أدنى، وتجنب المنتجات المعطرة والمكونات البتروكيماوية.

- ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، مثل المشي أو التنزه مع الكلاب.

- استخدم واقيا من الشمس يحتوي على عامل الحماية من الشمس بدرجة 50 (SPF 50) خاليا من العطور.

- ارتد ملابس قطنية بنسبة 100% عندما تستطيع، وهذا يسمح بالتدفق الصحي للهواء ويساعد على تقليل التعرق الموضعي.