ثلاث حالات صحية لم تؤخذ في الاعتبار سابقا قد تزيد من خطر الوفاة بكورونا

منوعات

اليمن العربي

جددت دراسة أجراها باحثون من جامعة أكسفورد حالات صحية موجودة مسبقا، يمكن أن تزيد من خطر وفاة شخص ما بـ "كوفيد-19".

 

ثلاث حالات صحية لم تؤخذ في الاعتبار سابقا قد تزيد من خطر الوفاة بكورونا

 

وبشكل عام، تقول الدراسة، التي نُشرت في مجلة Biology Methods & Protocols، إن ثلاثة أنواع من الحالات الكامنة يمكن أن تزيد من خطر الموت بـ "كوفيد-19"، وهي الخرف، والأمراض العصبية التنكسية، والإعاقات الشديدة.
وتشير النتائج الحديثة إلى أن هذه الحالات لها أهمية أكبر بكثير عندما يتعلق الأمر باحتمالية بقاء شخص ما على قيد الحياة أكثر مما كان يعتقد في البداية. ويمكن أن تؤثر الأمراض المصاحبة الأخرى أيضا، مثل السمنة، على البقاء على قيد الحياة.

والسبب في ذلك هو أن العديد من الأمراض يمكن أن تضعف جهاز المناعة، وبالتالي تجعل من الصعب على الجسم أن يتفاعل مع الأجسام الغريبة التي قد تهدد بقاءه.

وفي محاولة لفهم ما يمكن أن يزيد من خطر وفاة شخص ما بـ "كوفيد-19"، أجرى باحثو دار نشر جامعة أكسفورد تحليلا من أجل تحديد الظروف السائدة التي زادت من خطر الوفاة من الفيروس إلى أقصى حد، وذلك من خلال متابعة مرضى "كوفيد-19" من أجل التنبؤ بالوفيات.

وبشكل عام، وقعت متابعة 347220 مريضا من مرفق شؤون المحاربين القدامى كجزء من نموذج جديد للتنبؤ بالوفاة يُعرف باسم PDeathDx.

وما وجدوه كان مفاجئا، حيث أن الخرف والأمراض التنكسية العصبية والإعاقات الشديدة ساهمت بشكل كبير في زيادة خطر الموت بـ "كوفيد-19". ومع ذلك، غالبا ما لا يأخذها الأطباء في الاعتبار لأنها ليست أمراضا تنفسية.

ما الذي يجب عمله بعد هذه الدراسة؟


لأن الدراسة تتضمن مجموعة من القيود، خلص الباحثون إلى أنه ينبغي إجراء مزيد من الدراسات على المجموعات السكانية والظروف الأخرى قبل أن يتم تطبيق الطريقة على نطاق واسع. وإذا تم التحقق من تطابق النتائج، يمكن أن يوفر هذا طريقة بديلة للتعامل مع الظروف الموجودة مسبقا في مرضى "كوفيد-19".

وعلاوة على ذلك، توفر الدراسة المعنية نظرة ثاقبة حول كيف يمكن للظروف الموجودة مسبقا أن تزيد من خطر الوفاة من "كوفيد-19". وفي حين أنه كان من المعروف أن بعض أمراض الجهاز التنفسي يمكن أن تزيد من خطر إصابة شخص ما، إلا أنه نادرا ما يتم النظر في حالات العدوى غير التنفسية.

وبينما قد يزيد الخرف من خطر وفاة شخص من "كوفيد-19"، فقد يزيد الفيروس أيضا من خطر إصابة شخص ما بمرض التنكس العصبي.

ويشير الباحثون إلى أن المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما والذين نجوا من "كوفيد-19" هم أكثر عرضة بنسبة 80% للإصابة بمرض ألزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعا للخرف، في غضون عام من الإصابة بالفيروس.

لكن هذه النتائج لا تعني بالضرورة أن "كوفيد-19" يسبب مرض ألزهايمر، وبالتالي فإن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لإثبات هذه النقطة أو دحضها.
يُظهر كبار السن الذين أصيبوا بـ "كوفيد-19" خطرا أكبر بكثير - بنسبة تصل إلى ما بين 50% و80% أعلى من المجموعة الضابطة - للإصابة بألزهايمر في غضون عام.
وفي دراسة نشرت في مجلة Alzheimer's Disease، أفاد الباحثون من جامعة كيس وسترن ريسرف، بأن الذين يبلغون من العمر 65 عاما أو أكبر، والذين أصيبوا بـ "كوفيد-19" كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر في العام التالي لتشخيص "كوفيد-19". ولوحظت أعلى نسبة خطر عند النساء بعمر 85 سنة على الأقل.

وأظهرت النتائج أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر لدى كبار السن تضاعف تقريبا (0.35% إلى 0.68%) خلال فترة عام واحد بعد الإصابة بفيروس كورونا. ويقول الباحثون إنه من غير الواضح ما إذا كان "كوفيد-19" يؤدي إلى تطور جديد لمرض ألزهايمر أو يسرع من ظهوره.

وقالت باميلا ديفيس، الأستاذة الجامعية المتميزة ومؤسسة The Arline H. and Curtis F، أستاذة البحث في مدرسة كيس ويسترن ريزيرف للطب، المؤلفة المشاركة في الدراسة: "نظرا لأن الإصابة بفيروس SARS-CoV-2 ارتبطت بتشوهات الجهاز العصبي المركزي بما في ذلك الالتهاب، فقد أردنا اختبار ما إذا كان كوفيد-19، حتى على المدى القصير، يمكن أن يؤدي إلى زيادة التشخيص".

وقام فريق البحث بتحليل السجلات الصحية الإلكترونية مجهولة المصدر لـ 6.2 مليون بالغ ممن تصل أعمارهم إلى 65 عاما أو أكبر في الولايات المتحدة، والذين تلقوا العلاج الطبي بين فبراير 2020 ومايو 2021، ولم يكن لديهم تشخيص مسبق لمرض ألزهايمر.
ثم قسموا هؤلاء المشاركين إلى مجموعتين: واحدة تتكون من أشخاص أصيبوا بـ "كوفيد-19" خلال فترة الدراسة، والأخرى من أشخاص ليس لديهم حالات موثقة لـ "كوفيد-19".

وقال رونغ شو، المؤلف المشارك في الدراسة، وأستاذ المعلوماتية الطبية الحيوية في كلية الطب ومدير مركز الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الأدوية، إن الفريق يخطط لمواصلة دراسة آثار "كوفيد-19" على مرض ألزهايمر والاضطرابات التنكسية العصبية الأخرى - خاصة أيّ المجموعات السكانية الفرعية قد تكون أكثر عرضة للإصابة - وإمكانية إعادة استخدام الأدوية المعتمدة من قِبل إدارة الغذاء والدواء لعلاج تأثيرات "كوفيد-19" طويلة المدى.

وأشارت الدكتورة

عامل الخطر للإصابة بألزهايمر يزيد بنسبة 50-80% لدى كبار السن الذين أصيبوا بـ "كوفيد-19"

ديفيس: "إذا استمرت هذه الزيادة في التشخيصات الجديدة لمرض ألزهايمر، فإن موجة المرضى الذين يعانون من المرض الذي لا علاج له حاليا ستكون كبيرة، ويمكن أن تزيد من إجهاد موارد الرعاية طويلة الأجل لدينا".