كوفيد طويل الأمد يحير العلماء.. ما القصة؟

منوعات

اليمن العربي

كشف معهد المقاييس الصحية والتقييم يالولايات المتحدة، أن نحو 145 مليون شخص عانوا من أحد أعراض "كوفيد طويل الأمد" خلال عامي 2020 و2021.

كوفيد طويل الأمد يحير العلماء.. ما القصة؟

 

ووفقا لنموذج وضعه المعهد لمنظمة الصحة العالمية، ونشر في وقت سابق هذا الشهر، أن 17 مليون شخص في أوروبا عانوا من عارض "كوفيد طويل الأمد" لمدة 3 أشهر على الأقل، بعد إصابتهم في تلك الفترة.


وأشار المعهد إلى أن الناس الذين كانت إصاباتهم في الأساس أكثر شدة، وبينهم الذين استدعت حالاتهم نقلهم إلى المستشفيات، هم الأكثر عرضة للإصابة بـ "كوفيد طويل الأمد".
يأتي ذلك فيما أوضحت دراسة لكلية لندن الجامعية، أن أكثر من 200 عارض صحي مختلف عزي إلى "كوفيد طويل الأمد" حتى الآن.
وقال أوليفييه روبينو، المنسق المعني بـ "كوفيد طويل الأمد" لدى الوكالة الفرنسية للأمراض المعدية الناشئة: "لا توجد أعراض تقتصر حقا على كوفيد طويل الأمد، لكن لديه سمات تتباين".


وأفاد روبينيو بأن "الإرهاق يبقى في الخلفية"، بينما تتفاقم الأعراض على ما يبدو بعد أي جهد فكري أو جسدي، وتصبح أقل تكرارا مع مرور الوقت، وفقا لفرانس برس.

وذكرت دراسة نُشرت في مجلة "الأمراض السريرية المعدية" في سبتمبر/ أيلول، أن بروتين فيروس كورونا الشوكي، وهو المفتاح الذي يسمح له بالدخول في خلايا الجسم، كان ما زال موجودا لدى بعض المرضى بعد عام كامل من إصابتهم.

ويشير ذلك إلى بقاء مخزون فيروسي لدى بعض الأشخاص، قد يؤدي في نهاية المطاف إلى التهاب يسفر بدوره عن أعراض طويلة الأمد تشبه أعراض "كوفيد"، حسب باحثين، وإذا صحّ ذلك يمكن تطوير اختبار قادر على تحديد الشوكة، وهو أمر يقود إلى أحد أهم أهداف أبحاث "كوفيد طويل الأمد"، وهو التوصل إلى طريقة واضحة يمكن عبرها تشخيص الحالة.

وتشير العديد من النظريات إلى أن تلف الأنسجة الناجم عن إصابات "كوفيد" الشديدة، يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز المناعي تستمر فترة طويلة، كما تشير إلى أن الإصابة الأولى تتسبب بتجلطات دموية دقيقة للغاية، قد تكون مرتبطة بأعراض "كوفيد طويلة الأمد"، إلا أن روبينو يرى أن "البيانات غير مؤكدة بالنسبة لكل هذه النظريات".

وأضاف: " ما زال التوصل إلى طريقة لعلاج كوفيد طويل الأمد أمرا بعيد المنال.. على الأرجح لم نجد سببا واحدا لتفسير ذلك.. الأسباب قد لا تكون حصرية.. قد تكون مرتبطة أو متعاقبة في الفرد نفسه، أو مختلفة لدى مختلف الأفراد".

خلال العام الماضي، وفر مستشفى "أوتيل- ديو" في باريس برنامجا علاجيا يطلق عليه "كاسبر"، مدته نصف يوم للمرضى الذين يعانون من "كوفيد طويل الأمد"، وقالت مديرة البرنامج بريجيت رانك، إن المرضى يلتقون اختصاصيا بالأمراض المعدية وطبيبا نفسيا ومن ثم طبيبا متخصصا في إعادة التأهيل الرياضي.

وتابعت: "يمكن إرجاع معظم الأعراض إلى متلازمات وظيفية جسدية"، موضحة أنه يتم اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي ونهج نفسي للتعامل مع هذه الأعراض، من أجل علاج كوفيد طويل الأمد، إلى جانب النشاط الجسدي الخاضع للإشراف"، مضيفة: "بعد 3 أشهر يتحسن معظمهم.. ويقول أكثر من نصفهم إنهم تعافوا.. لكن نحو 15% لم يتحسنوا إطلاقا".

كشفت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا عودة ظهور سلالة قاتلة من فيروي الإنفلونزا قادرة على التسبب في مرض خطير بالتزامن مع تزايد "كوفيد-19".

وأعرب مسؤولو وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) عن قلقهم بشكل خاص من سلالة إنفلونزا H3N2 التي التقطتها المراقبة العالمية، والتي غذت العودة المبكرة للإنفلونزا في أستراليا هذا العام.

ويمكن أن يسبب H3N2 مرضًا أكثر خطورة من سلالات الأنفلونزا الأخرى، وهي السلالة التي كانت مسؤولة عن عن آخر موسم للإنفلونزا السيئة في المملكة المتحدة في 2017-2018، حيث كان هناك نحو 22000 حالة وفاة زائدة ومضاعفة عدد حالات دخول المستشفيات.

 

تتعرض الخدمة الصحية في المملكة المتحدة لضغوط كل شتاء حيث يؤدي الطقس البارد إلى زيادة دخول المستشفيات، لكن إذا انتشرت الإنفلونزا على نطاق واسع في وجود فيروس كورونا في نفس الوقت، فقد تواجه NHS موسمًا صعبًا بشكل خاص.

ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن الدكتورة سوزان هوبكنز، كبير المستشارين الطبيين في UKHSA، قولها: "هناك مؤشرات قوية على أننا قد نواجه خطر انتشار الإنفلونزا على نطاق واسع".


وأضافت: "يأتي هذا مع انخفاض مستويات المناعة الطبيعية بسبب قلة التعرض خلال فصول الشتاء الثلاثة الماضية، وزيادة في انتشار فيروس كورونا، مع الكثير من المتغيرات التي يمكن أن تتجنب الاستجابة المناعية".

وحذرت من خطورة الفترة التي تقبل عليها البلاد، قائلة: "هذا المزيج يشكل خطرا جسيما على صحتنا، لا سيما في الفئات المعرضة للخطر".