هدنة اليمن في مفترق الطرق.. ومليشيات الحوثي تهدد بعودة الحرب

أخبار محلية

اليمن العربي

تصل الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن، إلى مفترق طرق مع انتهاء فترة تمديدها الأخيرة مساء اليوم الأحد، بعد إعلان مليشيات الحوثي رفضها للمقترح المحدّث المُقدم من المبعوث الأممي إلى اليمن، ما يهدد بعودة الحرب.

 

وكانت الحكومة اليمنية، أكدت أنها ستتعامل بإيجابية مع المقترح الجديد الذي تلقته السبت، من مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز غروندبرغ، بشأن تمديد الهدنة وتوسيعها، بعد دراستها، انطلاقًا من حرصها ودعمها للجهود الرامية إلى تخفيف المعاناة الإنسانية لجميع اليمنيين دون تمييز.

 

وعلى الرغم من حالة الحراك الدبلوماسي والجهود الدولية الداعمة لتمديد الهدنة في اليمن وتوسيعها لفترة أطول، إلا أن مليشيات الحوثي أعلنت رفض مقترح الأمم المتحدة الأخير، مصرة على تنفيذ شروطها وتضمينها ضمن بنود توسعة الهدنة وتمديدها.

 

وأصدر الفريق الممثل عن مليشيات الحوثي، مساء السبت، بيانًا أعلن فيه عن وصول تفاهمات الهدنة إلى طريق مسدود، تزامنًا مع تهديدات أطلقها المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، على تويتر، عن إمكانية عودة الحرب مجددًا، فور انتهاء الهدنة.

واشترط فريق الحوثيين، بأن يتم صرف مرتبات موظفي قطاعات الدولة، في مناطق سيطرتها، من عائدات مبيعات النفط الخام والغاز في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، إلى جانب تمسكهم بفتح طرق فرعية في مدينة تعز المحاصرة منذ 8 سنوات، غير التي تم التوافق عليها قبيل انطلاق الهدنة في إبريل/ نيسان الماضي.

 

وتمثّل نقطتا صرف مرتبات موظفي الدولة في مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرقات في مدينة تعز والمحافظات الأخرى، جوهر الخلاف بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي، إذ تتهم الحكومة الشرعية، الحوثيين بالاستيلاء على الإيرادات المالية لموانئ الحديدة الخاضعة لسيطرتهم، بدلًا من تسخيرها لدفع مرتبات المواطنين وفقًا لكشوفات الرواتب في العام 2014، إلى جانب رفضها فتح طرق تعز والمدن الأخرى، وفق التزاماتها تجاه الهدنة.

 

في غضون ذلك، دعا رئيس ما يسمى بـ“المجلس السياسي الأعلى“ التابع للحوثيين، الشركات النفطية والملاحية الأجنبية العاملة في اليمن، إلى إيقاف أنشطتها بشكل كامل في البلاد، ابتداءً من مساء اليوم الأحد، موعد انتهاء الفترة الأخيرة من الهدنة، وفقًا لما نقلته النسخة الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي من وكالة الأنباء اليمنية ”سبأ“.

 

وهدد المتحدث العسكري لمليشيات الحوثي، يحيى سريع، عبر تويتر، الشركات الأجنبية العاملة في اليمن، بأن القوات المسلحة بصدد الاستعداد والجاهزية لأية تطورات، محمّلًا الشركات الأجنبية مسؤولية تجاهل ما سيصدر خلال الساعات المقبلة.

وشددت كل من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والصين، على ضرورة تمديد الهدنة وتوسعتها، نظرًا لانعكاساتها الإيجابية على حياة اليمنيين خلال الأشهر الماضية، داعية جميع الأطراف إلى انخراط بناء مع جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن.

 

وقال وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، في بيان له السبت، إن الحوثيين يواصلون تعريض المحادثات للخطر، وحرمان اليمنيين من مستقبل سلمي. مشيدًا في الوقت نفسه بالتزام الحكومة اليمنية في تعاطيها تجاه الهدنة.

 

وطوال الأشهر الستة الماضية من عمر الهدنة اليمنية، لم تبد مليشيات الحوثيين أي التزام تجاه بنودها، خاصة فيما يتعلق بفتح الطرقات في مدينة تعز المحاصرة والمحافظات الأخرى، ورفضها دفع مرتبات موظفي الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرتها من عائدات سفن المشتقات النفطية الواصلة إلى ميناء الحديدة، إلى جانب استمرارها في ارتكاب خروقات ضد الجيش اليمني، ومواصلتها عمليات التحشيد العسكري في أكثر من محافظة.