اختبا يحدد شدة مرض فيروس كورونا

منوعات

اليمن العربي

من غير المرجح، القضاء تماما على فيروس كورونا المستجد، لذلك يستمر العلماء في تطوير أدوات لاكتشاف تأثيراته على المرضى.

اختبا يحدد شدة مرض فيروس كورونا

 

ويمكن لهذه الأدوات أن تمكن العلماء من التمييز بين الحالات التي سيتطور معها المرض، لما بات يعرف باسم "كوفيد طويل الأمد"، وتلك التي ستتعافى منه سريعا.
وقبل أيام سلطت دراسة لباحثين من كلية لندن الجامعية الضوء على اختبار دم قاموا بتطويره، يمكنه التمييز بين الحالات الخفيفة والشديدة، استنادا إلى بعض البروتينات في الدم، وهو إجراء قد لا يكون مقبولا بالنسبة للكثيريين، لحاجة مثل هذه الاختبارات لعينة دم.

لكن دراسة جديدة لجامعة سري البريطانية، نشرت الأربعاء بدورية "بلوس وان "، حلت هذه المشكلة عن طريق تطوير اختبار يميز بين الحالات اعتمادا على عينات اللعاب.


ووجد فريق البحث أن الأحماض الأمينية في اللعاب يمكن أن تساعد الأطباء على فصل المرضى الذين يعانون من شكل حاد من "كوفيد -19 "عن أولئك الذين يعانون من حالات أكثر اعتدالًا.

وتقول البروفيسور ميلاني بيلي، المؤلفة المشاركة للدراسة من جامعة ساري: "لقد وجدت دراستنا التجريبية أن هذه الطريقة غير الغازية لجمع لعاب شخص ما يمكن أن تحدد بدقة ما إذا كان شخص ما سيصاب بحالة شديدة أم لا، ما قد يدعم إعطاء الأولوية للتدخلات الطبية السريعة في المستقبل".

وجمعت الدراسة عينات لعاب من 75 فردا في أحد المستشفيات، وبينما تم تجنيد جميع المشاركين مع الاشتباه على الأقل في وجود (كوفيد -19)، قدم 47 منهم فقط اختبار (بي سي آر) إيجابيا.

ومن بين المشاركين الإيجابيين، تم تصنيف 10 على أنهم يظهرون أعراض شديدة من "كوفيد -19"، و34 تم تصنيفهم على أنهم معرضون لـ "كوفيد -19" منخفض الخطورة، و3 يفتقرون إلى المعلومات السريرية الكافية لتسجيل درجة الخطورة.

ووجد الفريق أن الأحماض الأمينية قد تغيرت أكثر من غيرها عند النظر إلى الاختلاف في عينات اللعاب بين المرضى الذين يعانون من انخفاض أو ارتفاع شدة (كوفيد -19)، وهذا يجعل المستقلب مرشحا واعدا للاختبار المستقبلي الذي يمكن أن يساعد في تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة.

وتقول سيسيل فرامباس، الباحثة المشاركة في الدراسة من جامعة ساري، إنهم "فوجئوا حقا بأن اللعاب يمكن أن يكون مفيدا للغاية، والطريقة غير الغازية لتحديد المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج يمكن أن تكون مفيدة حقا في أماكن الرعاية الصحية في المستقبل".

ويعد التحقيق في الاختبارات غير الغازية لـ "كوفيد -19" محورًا رئيسيًا للفريق في جامعة ساري، حيث سبق لهم أن نشروا عملًا حول إمكانية استخدام عينات مسحة لجمع الزهم، وهي مادة زيتية تنتجها الغدد الدهنية في الجسم لتحديد ما إذا كان شخص ما مصابًا بـ "كوفيد -19".
باحثون يؤكدون أن اختبارات اللعاب أدت دورا أفضل من مسحة الأنف في الكشف الفيروس الذي يعرف رسميا باسم "سارس-كوفيد-2"

توصلت دراستان حديثتان إلى أن الاختبارات التي تبحث عن فيروس كورونا المستجد في عينات اللُعاب، يمكن الاعتماد عليها تقريبا مثل اختبارات مسحة الأنف، حسب تقرير نشرته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية.


ومن المؤكد أن مثل هذا التطور سيكون أمرا مرحبا به من أي شخص يفضل تجنب مشقة إدخال أداة طويلة وقاسية بعمق كبير في تجويف أنفه لدرجة الشعور بأنها تدغدغ مخه.

وليست هذه هي الفائدة الوحيدة لاختبارات اللُعاب، فإلى حد كبير، يمكن لأي شخص إجراء اختبار اللُعاب للكشف كورونا، لذلك ليست هناك حاجة إلى الذهاب إلى مركز إجراء الاختبار، كما أن ذلك يوفر الوقت بالنسبة للعاملين في المجال الطبي، ويجنبهم التعرض المحتمل للإصابة بالفيروس.

وفي إحدى الدراستين الجديدتين، قام فريق من "جامعة ييل" البحثية الأمريكية بتحديد 70 من مرضى "كوفيد-19" في المستشفيات، والذين تأكدت إصابتهم بالفيروس عبر مسحة الأنف التقليدية، وكان الباحثون يطلبون في كل مرة يتم فيها إجراء مسحة الأنف لأي من هؤلاء المرضى، بأن يجري نفس المريض اختبارا باستخدام عينة لُعاب أيضا.

وتوصل الباحثون إلى أن اختبارات اللُعاب أدت دورا أفضل في الكشف الفيروس الذي يعرف رسميا باسم "سارس-كوف-2"، وخلال الأيام الخمسة الأولى بعد تشخيص الإصابة، جاءت 81% من اختبارات اللُعاب إيجابية، مقابل 71% لاختبارات مسحة الأنف، وتواصلت هذه الفجوة على مدار الأيام العشرة التي تلت التشخيص.

وإلى جانب ذلك، عثر الباحثون على نسخ من المادة الوراثية لفيروس كورونا في لعاب المرضى، أكثر مما عثروا عليه في العينات المأخوذة عبر الأنف.

ومن أجل التوصل لكيفية عمل الاختبارات مع المصابين بعدوى كورونا ولم تظهر عليهم أعراض، اختار الباحثون 495 من العاملين في مجال الرعاية الصحية ممن لم تظهر عليهم أي أعراض إصابة بـ "كوفيد-19" وقاموا بإجراء اختبارات لُعاب لهم. وجاءت نتائج 13 من هؤلاء إيجابية.

وكتب فريق الباحثين من "جامعة ييل" أنه "في ظل الحاجة المتنامية لإجراء الاختبارات، تدعم النتائج التي توصلنا إليها إمكانية استخدام عينات اللُعاب في تشخيص الإصابة بعدوى سارس-كوف-2."

وفي الدراسة الثانية، قام الباحثون في كندا باستخدام نحو ألفي شخص ظهرت عليهم أعراض خفيفة مرتبطة بـ "كوفيد-19"، أو لم تظهر عليهم أي أعراض ولكنهم كانوا معرضين لخطورة الإصابة. وكتب الباحثون أن خطة دراستهم كانت تهدف إلى محاكاة ظروف عمليات الفحص الجماعي.

وخضع كل مشارك لاختباري مسحة الأنف، وعينة اللُعاب، ومن بين الاختبارات الثنائية التي جرت على 1939 شخصا، جاءت نتائج 34 إيجابية بإصابتهم بفيروس كورونا. وكانت هناك 14 حالة تم فيها اكتشاف الإصابة بالفيروس من خلال عينة اللُعاب فقط، دون المسحة، و22 حالة جاء الأمر فيها عكس ذلك.

ورغم أن اختبار مسحة الانف ساعد في اكتشاف حالات عدوى على نحو أكثر من اختبار اللُعاب، جاء أداء النوع الثاني طيبا بدرجة تكفي لاعتباره أداة فحص، حسب ما كتبه فريق الباحثين من "جامعة أوتاوا"، و"جامعة دالهوسي" و"مختبر الأحياء الدقيقة"، في كندا.

وكتب معدو الدراسة: "يوفر اختبار اللُعاب مزايا محتملة"، وأضافوا: "جمع (العينات) لا يتطلب أفرادا مدربين أو معدات للحماية الشخصية، ويمكن إجراؤه بعيدا عن مراكز الاختبار، كما يمكن السماح به على نحو أفضل وسط الجموع السكانية الصعبة، أو بين الأطفال".