نوعين من السمنة "أحدهما أسوأ بالنسبة لصحتنا"

منوعات

اليمن العربي

تقسم دراسة جديدة السمنة إلى نوعين فرعيين مختلفين، لكل منهما آثاره الخاصة على أداء الجسم.

ولا يمكن للنتائج فقط أن تشير إلى نهج أكثر دقة لتشخيص الحالات المرتبطة بالوزن، بل قد تؤدي إلى طرق أكثر تخصيصا لعلاجها.

 نوعين من السمنة "أحدهما أسوأ بالنسبة لصحتنا"

 

وفي الوقت الحالي، يتم تشخيص السمنة باستخدام قياسات مؤشر كتلة الجسم (BMI)، لكن الفريق الذي يقف وراء البحث الجديد يقول إن هذا النهج مفرط في التبسيط ويخاطر بالتضليل من خلال تجاهل الاختلافات البيولوجية الفردية.

ويتميز أحد أنواع السمنة التي تم تحديدها حديثا بوجود كتلة دهنية أكبر، بينما يتميز الآخر بكتلة عضلية دهنية وكتلة دهنية. ولدهشتهم، وجد الباحثون أن النوع الثاني مرتبط بزيادة الالتهاب، والتي ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى.

ويقول جيه أندرو بوسبيسيليك، باحث في علم الوراثة يدرس مرض التمثيل الغذائي في معهد فان أنديل في ميشيغان: "إن ترجمة هذه النتائج إلى اختبار قابل للاستخدام سريريا يمكن أن يساعد الأطباء على توفير رعاية أكثر دقة للمرضى".

واستفاد العلماء من بيانات 153 زوجا من التوائم التي تم جمعها بواسطة مشروع TwinsUK البحثي، وتوصلوا إلى أربعة أنواع فرعية استقلابية تؤثر على كتلة الجسم: اثنان عرضة للنحافة، واثنان عرضة للسمنة.
وتم التحقق من هذه النتائج بعد ذلك في نماذج الفئران في المختبر، باستخدام فئران متطابقة وراثيا، نشأت في نفس البيئة، وأكلت نفس الكمية من الطعام.

وتشير هذه الضوابط إلى أن شيئا آخر يحدث خارج تلك الأنظمة الغذائية، والمناطق المحيطة. ويتضمن أحد التفسيرات المحتملة الواسمات اللاجينية - تعديلات غير مشفرة تم إجراؤها على جزيئات الحمض النووي التي تغير كيفية قراءة الجينات. وعلم التخلق هو السبب وراء عدم تطابق التوائم التي تحمل نفس رمز الحمض النووي دائما.

ويقول بوسبيسيليك: "رأينا مرة أخرى نوعين فرعيين متميزين من السمنة، أحدهما بدا أنه يمكن تحريضه جينيا، وتميز بكتلة هزيلة أعلى ودهون أعلى، وإشارات التهابية عالية، ومستويات إنسولين عالية، وبصمة جينية قوية". وما يمكن للباحثين إخباره حتى الآن، أنه يبدو أن النوع الثاني من السمنة - النوع المرتبط بالالتهاب - ينشأ عن طريق الصدفة. وهذا يعني أن هذه النتائج يمكن أن تكون مفيدة أيضا في دراسة ما يُعرف باسم التباين الظاهري غير المبرر (UPV)، وهي الفكرة القائلة بأن العوامل الأخرى غير الجينية وبيئتنا تجعلنا ما نحن عليه.

وكان العلماء يفكرون في UPV لأكثر من مائة عام، وتلمح هذه الدراسة إلى أن علم التخلق مرتبط بـ UPV.

ويقول بوسبيسيليك: "تؤكد نتائج اليوم على قوة التعرف على هذه الاختلافات الدقيقة بين الناس لتوجيه طرق أكثر دقة لعلاج المرض".

وإذا أمكن تأكيد نوعين (أو أكثر) من السمنة في دراسات التحقق البشرية المستقبلية، فسيترتب على ذلك أن علاجات السمنة المختلفة - التغييرات في النظام الغذائي، على سبيل المثال، أو جراحات إنقاص الوزن - قد يكون لها تأثيرات مختلفة اعتمادا على نوع السمنة.

ويريد الباحثون الآن دراسة نوعي السمنة بمزيد من التفصيل - ما قد يؤدي لاحقا إلى إرشادات يمكن للأطباء استخدامها لتشخيصهم بشكل مختلف.

ويقول بوسبيسيليك: "ما يقرب من ملياري شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من زيادة الوزن وهناك أكثر من 600 مليون شخص يعانون من السمنة، ومع ذلك ليس لدينا إطار لتقسيم الأفراد وفقا لمسببات المرض الأكثر دقة".
توصلت دراسة جديدة إلى أن ما يقارب نصف الأشخاص الذين وقع تشخيص إصابتهم بمرض السكري من النوع الثاني يعانون أيضا من الاكتئاب.

ونظرت الدراسة في سجلات 230932 مريضا بالغا. ووجد العلماء أن المستويات المتزايدة من داء السكري من النوع الثاني يمكن أن ترتبط بزيادة معدل الاكتئاب، خاصة بين الشباب.
ووجدت بيانات من عام 2017 أن 43% من المصابين بداء السكري من النوع الثاني يعانون من الاكتئاب، مقارنة بنسبة 29% قبل عقد من الزمن.

ويصيب النوع الثاني من السكري عادة كبار السن، ولكنه أصبح أكثر شيوعا لدى الشباب.

وغالبا ما يكون الأشخاص، الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما مع ارتفاع متوسط ​​مستوى السكر في الدم عند التشخيص يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور سانجوي بول من جامعة ملبورن الأسترالية: "تسلط النتائج التي توصلنا إليها الضوء بوضوح على الآثار المترتبة على الصحة العقلية لتطوير مرض السكري من النوع الثاني في سن مبكرة، وأهمية الجهود المبذولة للوقاية من مرض السكري في وقت مبكر من الحياة".

وتابع: "يمكن تفسير ارتفاع مخاطر الإصابة بالاكتئاب مع مرض السكري في سن الشباب جزئيا عن طريق زيادة عبء عوامل الخطر الأخرى بما في ذلك السمنة والتدخين".

وقالت الدكتورة فاي رايلي من جمعية السكري الخيرية في المملكة المتحدة لصحيفة "التايمز" إن مرض السكري يمكن أن يسبب "ضررا جسديا خطيرا" ولكن "غالبا ما يتم التغاضي عن التأثير النفسي للعيش مع هذه الحالة القاسية".
وأضافت: "يعاني الكثير من مرضى السكري من النوع الثاني من مشاكل في الصحة العقلية، وتكشف هذه الدراسة أن الاكتئاب لدى المصابين بهذه الحالة أمر شائع ومتزايد. وتشير هذه الدراسة أيضا إلى أن الأشخاص الأصغر سنا المصابين بداء السكري من النوع الثاني، والذين غالبا ما يعانون من شكل أكثر حدة من الحالة، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بأولئك الذين تم تشخيصهم لاحقا في الحياة".

ويمكن أن تشمل الأسباب التي تجعل الناس يعانون من الاكتئاب بسبب هذه الحالة صعوبة في مواكبة تناول الأدوية، وانخفاض نوعية الحياة بالإضافة إلى زيادة خطر حدوث مضاعفات صحية والخوف من الموت المحتمل.