الشيخ محمد بن زايد يغادر سلطنة عمان

عرب وعالم

اليمن العربي

غادر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الأربعاء، سلطنة عمان، فيما كان السلطان هيثم بن طارق في مقدمة مودعيه.

الشيخ محمد بن زايد يغادر سلطنة عمان

 

وأمس الثلاثاء، وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى سلطنة عمان، في "زيارة دولة" تستمر يومين.


وسيطرت مشاهد الاحتفاء الشعبي والرسمي بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان على المشهد، وتنوعت بين تزيين شوارع العاصمة العمانية "مسقط" وميادينها بأعلام دولة الإمارات، وسلطنة عمان.

وخلال الزيارة، أجرى قائدا البلدين مباحثات معمّقة سادتها روح الأخوة والانسجام، جرى خلالها التأكيد على تعزيز التعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، والإشادة بما تم تحقيقه من تعاون وتنسيق في المجالات النافعة للبلدين الجارين.

وأصدرت الإمارات وسلطنة عمان، بيانا مشتركا، عبرتا فيه عن إرادتهما الراسخة لتطوير مختلف جوانب العلاقات الثنائية، والعمل على تنسيق مواقف البلدين، بما يخدم مصالحهما ويدعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.


زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى سلطنة عمان تعد أرفع أنواع الزيارات الرسمية، وتبادل خلالها الزعيمان هدايا وأوسمة تؤكد عمق العلاقات ومتانتها.

وتعد أول "زيارة دولة" يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى دولة عربية وخليجية منذ توليه مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي، وتأتي تتويجا لعلاقة استثنائية لبلدين جمعهما مصير واحد وإرث يضرب بجذوره في التاريخ.  


تلك العلاقة ترجمها الاحتفاء "الاستثنائي" بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والذي بدأ الثلاثاء، زيارة دولة إلى سلطنة عمان، تستمر يومين.  

ويعد اللقاء بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والسلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، هو الثاني خلال 4 أشهر بعد اللقاء الذي جمعهما خلال زيارة سلطان عمان إلى الإمارات مايو/أيار الماضي، لتقديم التعازي بوفاة رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.  

وفي اليوم الأول للزيارة، سيطرت مشاهد الاحتفاء الشعبي والرسمي بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان على المشهد، والتي تنوعت بين تزيين شوارع العاصمة العمانية "مسقط" وميادينها بأعلام دولة الإمارات، وسلطنة عمان، والاستقبال الرسمي الأخوي الذي يبرز قوة العلاقة بين قادة البلدين، وبمجرد وصول طائرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى المطار السلطاني، كان السُّلطان هيثم بن طارق في مقدّمة مستقبليه عند سُلم الطائرة.

كما تصدرت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عناوين الصحف العمانية التي أفردت صفحاتها الأولى للإشادة بالزيارة التي تأتي انطلاقا من العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة التي تربط البلدين وتعزيزا لأواصر المحبة ووشائج القربى التي تجمع الشعبين، ودعما للتعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتنموية ودفعها إلى الأمام بما يلبي تطلعات البلدين ويحقق أهدافهما على صعيد التنمية المستدامة.

كما تبادل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع السلطان هيثم بن طارق، في قصر العلم العامر في مسقط الأوسمة والهدايا التذكارية.

ومنح السلطان هيثم بن طارق، وسام "آل سعيد" الذي يعد أرفع وسام عماني تقديرًا للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، واعتزازًا بعمق الروابط الأخوية المتينة التي تجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين.

فيما منح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سلطان عُمان، "وسام زايد" الذي يعدّ أرفع الأوسمة الإماراتية تقديرًا للسلطان هيثم بن طارق وتعبيرًا عن عمق العلاقات الأخوية بين البلدين.

كما قدم السلطان إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هدية تذكارية عبارة عن سيف عماني، فيما قدم رئيس دولة الإمارات هدية تذكارية إلى السلطان هيثم بن طارق، عبارة عن مجسم لجامع الشيخ زايد الكبير.

وبحسب إصدار هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية "الأوسمة والنياشين والميداليات في سلطنتي عُمان وزنجبار"، يعد وسام آل سعيد أرفع الأوسمة العمانية ويتم تصنيعه من قبل شركة "سبينتك".

ويتألف الوسام من القلادة والشعار والنجمة والوشاح، حيث صُنعت القلادة من الذهب وبها على التوالي من الأسفل للأعلى التاج السلطاني يحيط به إكليل من السعف وشعار السلطنة، ويتدلى من القلادة نجمة من 8 أذرع تتوسطها عبارة "سلطنة عُمان" مزخرفة بالذهب على مينا حمراء تحيط بها حلقة دائرية مرصعة بالألماس.  

 

ويخرج من النجمة ثلاثة عشر شعاعًا ذهبيًا يتوسط ما بين كل ذراع وأخرى 3 أذرع صغيرة مرصّعة بالأحجار الكريمة، وميا أخضر عليها طغرائية السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه.

فيما يتألف الوشاح من اللونين الأحمر والأخضر عليه نجمة مماثلة لنجمة القلادة يعلوها التاج السلطاني وحلقة دائرية لتثبيتها على الوشاح.


ويُعد "وسام زايد" الذي يحمل اسم شخصية إنسانية عظيمة ملهمة للعالم، وهو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أعلى وسام تقدمه دولة الإمارات لملوك الدول ورؤسائها وقادتها، وذلك تقديرا وتثمينا لدورهم في دعم العلاقات الأخوية معها.

ويتوج "وسام زايد" دبلوماسية الإمارات القائمة على نشر السلام في العالم وتعزيز العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة، ويعبر عن احتفاء وتقدير رفيع المستوى تكنه الإمارات للحاصلين عليه.  

 

ويعد تبادل الأوسمة والهدايا تعبيرًا عما يجمع البلدين والشعبين من أواصر أخوة ووشائج قربى، ورسالة بأن العلاقات الإماراتية- العُمانية لن تظل قوية فحسب، بل ينتظرها مستقبل مزدهر، وستمضي خلاله إلى آفاق أرحب على مختلف الأصعدة، تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وأخيه السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، سلطان عمان.
وتتوج تلك الزيارة العلاقات التاريخية بين البلدين، التي أسسها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي عمل مع سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971 على إرساء جذور الصداقة والأخوة القائمة بينهما وتطويرها في إطار من المبادئ والأهداف المشتركة.

وشكلت الزيارة التاريخية للشيخ زايد إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفًا مهمًا في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية "الهوية" بدلًا من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة.

وازدادت العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين تماسكًا ورسوخًا في ظل قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات الراحل، وسلطان عمان هيثم بن طارق.

وزيارة الشيخ محمد بن زايد تحمل رسالة هامة مفادها بأن العلاقات الإماراتية - العُمانية لن تظل قوية فحسب بل ينتظرها مستقبل زاهر.