مصر تعبر بإفريقيا لعصر الطاقة النظيفة.. استثمارات ضخمة في 2022

اقتصاد

اليمن العربي

تعد مصر قوة إقليمية كبرى بمجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث تولد مشروعاتها في هذا الشأن قدرات إجمالية تصل إلى 3.5 جيجاوات سنويا.

 

القدرات المصرية كشف عنها تقرير جديد صادر عن منظمة مرصد الطاقة العالمي غير الربحية ومقرها الولايات المتحدة، وهي منظمة تتعقب مشاريع الطاقة المتجددة حول العالم.

 


مصر ممر عبور الطاقة النظيفة لإفريقيا

 

أكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن مصر تسعى لتكون ممرا لعبور الطاقة النظيفة التي تتمتع بها القارة الأفريقية، وتحرص مصر على دعم جهود الدول الأفريقية للنفاذ للطاقة النظيفة من المصادر المتجددة.

 

وأوضح أن هناك خطة لتوطين الصناعة المحلية الخاصة بمهمات محطات الطاقة المتجددة سواء الشمسية أو الرياح وذلك لخفض التكلفة وتشجيع المستثمرين على التوسع في استثمارتهم على أرض مصر مع تقديم كافة التسهيلات لهم.

 

وقال شاكر، خلال حديث مع "اليوم السابع" المصرية، إن استثمارات قطاع الطاقة المتجددة في مصر تنمو بشكل متسارع، حيث شهدت قدرات المشروعات قيد التطوير ارتفاعًا ملحوظًا بلغت 3570 ميجاوات، باستثمارات أجنبية مباشرة تقارب 3،5 مليار دولار، أي ضعف نظيرتها عام 2020 ومنها 78% لمشروعات طاقة الرياح بمنطقة خليج السويس على ساحل البحر الأحمر ذات سرعات الرياح العالية، و22% للطاقة الشمسية.

 

وأضاف شاكر أن الفترة الماضية شهدت استيراد العديد من مهمات الطاقة المتجددة، خاصة مستلزمات محطة طاقة الرياح بخليج السويس والخلايا الشمسية، حيث تم استيراد عدد 9246 من البطاريات وعدد 5843 من مغيرات التيار، مما يشير إلى الدور المتنامي لهذه المشروعات في تلبية جانب من الطلب على الطاقة الكهربائية.


جهود مصر في الطاقة النظيفة بإفريقيا

 

بدأت الحكومة المصرية تنفيذ مشروع كبير لإقامة محطات طاقة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في عدة دول أفريقية، تقع أغلبها في "حوض النيل"، ويقوم المشروع بتنفيذ المحطات بمختلف مراحلها كاملة، حسب مسؤولين عن تنفيذه في مصر.

 

والهيئة العربية للتصنيع المصرية هي الجهة القائمة على تنفيذ محطات الطاقة الشمسية بدول القارة السمراء، وتعمل على تلبية احتياجات السوق المصرية والأفريقية من الطاقة الشمسية، وتضع كافة إمكاناتها في خدمة الأشقاء الأفارقة.

 

وانتهت "العربية للتصنيع" من تنفيذ محطة طاقة كهربائية بالطاقة الشمسية في دولة أوغندا، عبر المبادرة المصرية للتنمية بدول حوض النيل.

 


محطة أوغندا

 

المحطة الكهربائية المُنفذة في "أوغندا" تم تأسيسها للعمل بنظام الخلايا الكهربائية "الفوتوفولتية"، وهي ألواح لتوليد الطاقة الكهربائية عبر الشمس ومُصنعة محليًا داخل مصر، وجرى تصميم المحطة لتعمل بقدرة 4 ميجاوات.

 


مشروعات إريتريا والكونغو

 

بعد الانتهاء من محطة أوغندا تم توقيع عقود مع دولة إريتريا لتنفيذ مشروعات طاقة نظيفة، وتعمل الهيئة على إنتاج المهمات الخاصة بتنفيذ المحطة.

 

كما أكدت الهيئة وجود تنسيق مع دولة الكونغو لتنفيذ مشروع للطاقة الشمسية بها أيضًا، بخبرات مصرية ذاتية كاملة، فيما تعمل "الهيئة العربية للتصنيع" المصرية على تذليل أي عقبات أمام تنفيذ المشروعات، فضلا عن المتابعة من مسؤولي وزارتي الخارجية والكهرباء، وسفراء مصر بالدول التي يتم تنفيذ المحطات بها.

 


مصر رائدة طاقة الرياح في المنطقة

 

تعد مصر "رائدة الرياح في المنطقة"، وفقا لتقرير منظمة مرصد الطاقة العالمي، بقدرات حالية تبلغ 1.6 جيجاوات.

 

وفيما يتعلق بالطاقة الشمسية، فمصر تنتج 1.9 جيجاوات، إذ تأتي في المرتبة الثانية بعد دولة الإمارات، التي تنتج نحو 2.6 جيجاوات من الطاقة المتجددة من أشعة الشمس.

 

وتشير التقديرات إلى أن مشاريع الرياح المرتقبة في مصر ستجلب قدرات جديدة بنحو 2.3 جيجاوات بحلول عام 2030، مع وجود نحو 750 ميجاوات منها قيد الإنشاء أو التطوير بالفعل، والباقي جرى الإعلان عنه ولكن لم ينفذ بعد.


قدرات الطاقة المتجددة في مصر

 

من المقرر أن يرتفع إجمالي قدرات الطاقة المتجددة في مصر بنحو 68% أو 4 جيجاوات خلال السنوات الخمس المقبلة، وفقا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة أواخر العام الماضي.

 

وسيرفع ذلك إجمالي قدرات البلاد من الطاقة المتجددة إلى نحو 10.1 جيجاوات من 6.1 جيجاوات حاليا، بما في ذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية والوقود الحيوي والطاقة الكهرومائية.

 


تخزين الطاقة الخضراء

 

فيما يتعلق بتخزين الطاقة الخضراء، تبدو مصر المرشح الأوفر حظا في مجال الطاقة المتجددة بالمنطقة، حسبما ورد في تقرير منظمة مرصد الطاقة العالمي في enterprise، بالإشارة إلى خطط صندوق مصر السيادي جنبا إلى جنب مع سكاتك وفيرتيجلوب وأوراسكوم كونستراكشون لتدشين أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في البلاد بالعين السخنة في أقرب وقت هذا العام.

 

ووقعت الحكومة المصرية اتفاقيات أولية بقيمة 14 مليار دولار لمزيد من مشاريع الأمونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر، مما يمنحها طاقات إنتاجية محتملة تبلغ 11.6 جيجاوات (أي ما يعادل نحو 1.57 مليون طن من الهيدروجين سنويا).

 

ويتجاوز ذلك ثلاثة أضعاف التوسعات في إنتاج الطاقة من الرياح والشمس المخطط له، مما يعطي نظرة واضحة حول كيفية تحول أولويات مصر بالطاقة الخضراء.