بسبب أوكرانيا.. مواجهة محتدمة بين روسيا والغرب في مجلس الأمن

عرب وعالم

اليمن العربي

شهدت جلسة مجلس الأمن الدولي، الخميس، مواجهة جديدة بين روسيا والغرب على خلفية عملية موسكو العسكرية في أوكرانيا.

 

وطالبت الأمم المتحدة وأمريكا ودول غربية بتحقيق في جرائم حرب تقول إن روسيا ارتكبتها في أوكرانيا، وهو ما نفاه سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي في نفس الجلسة.

 

ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال الجلسة، التي عقدت بناء على طلب فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس، دول العالم إلى محاسبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية غزوه لأوكرانيا.

وقال بلينكن، في الاجتماع الذي حضرته روسيا، إن النظام العالمي الذي اجتمعنا هنا لدعمه يٌدمَر أمام أعيننا لن ندع بوتين يفلت من المحاسبة، مضيفا: "نحن مستمرون في دعم أوكرانيا للدفاع عن نفسها وتعزيز موقفها لتحقيق حل دبلوماسي على طاولة المفاوضات".

 

وأضاف الوزير الأمريكي أنه إذا توقفت روسيا عن القتال ستنتهي الحرب، أما إذا توقفت أوكرانيا عن القتال فستنتهي هي، مشيرا إلى أن بوتين مستمر في التصعيد من خلال التلويح باستخدام الأسلحة النووية، مؤكدا ضرورة توقف التهديدات النووية الروسية فورًا.

 

وأشار بلينكن إلى أن واشنطن ستواصل دعم الجهود لجمع أدلة تتعلق بجرائم الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن جهود روسيا للسيطرة على المزيد من الأراضي الأوكرانية تمثل تصعيدًا خطيرًا آخر، متهما موسكو بحجب المواد الغذائية عن العالم لأشهر.

بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى إجراء تحقيق في الحرب في أوكرانيا.

 

وقال غوتيريش خلال جلسة مجلس الأمن، إن تقارير هيئات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان "تظهر قائمة من الأعمال الوحشية.. إعدامات بإجراءات تعسفية وعنف جنسي وتعذيب، وغيرها من الممارسات اللاإنسانية والمهينة بحق مدنيين وأسرى حرب".

 

وأضاف أنه يجب التحقيق في كل هذه المزاعم بشكل شامل لضمان المساءلة، دون أن يتّهم روسيا بشكل مباشر.

 

ودعا إلى محاسبة الجناة عبر إجراءات قضائية عادلة ومستقلة.

أما وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفري، فحذر في كلمته خلال مجلس الأمن من أن تداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تتفاقم يوميًا.

 

وقال إن هناك 14 مليون أوكراني ما بين لاجئين في الخارج ومشردين في الداخل، مشيرا إلى أن العملية العسكرية الروسية أدت إلى انعدام الأمن الغذائي في العالم كله، مضيفا أن "تصرفات روسيا تحول دون وصول الأغذية إلى الدول النامية.

 

واضاف أن روسيا تريد إجراء استفتاءات زائفة لضم أراض أوكرانية دون أي أساس قانوني، معتبرا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم الاستفتاءات كذريعة لتصعيد هجومه على أوكرانيا.

 

وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حاضرًا لجلسة مجلس الأمن، إلى جانب نظيره الأمريكي بلينكن الذي رفض إجراء محادثات ثنائية معه منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا.


روسيا ترفض الاتهامات الغربية

 

من جانبه، أعرب لافروف عن رفضه للاتهامات الغربية لبلاده بارتكاب جرائم حرب أوكرانيا.

 

وقال لافروف إن النظام الأوكراني قوض اتفاقات مينسك ويفلت من العقاب بسبب الدعم الغربي له.

 

واتهم أوكرانيا بالسعي إلى تأجيج الأحقاد ضد روسيا، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي لم يشجب البيانات الأوكرانية المناهضة لروسيا.

 

واعتبر الوزير الروسي أن الاستفتاءات في مناطق من أوكرانيا هي استجابة لنداءات من المضطهدين، متهما أوكرانيا بالاستمرار في اضطهاد المعارضين.

ووجه لافروف انتقاداته للدول الغربية قائلا إن الغرب يؤجج نزاعنا مع أوكرانيا ويواصل الإفلات من العقاب، متهما أوكرانيا بالسعي لتدمير روسيا، معتبرا أن ضلوع الدول الغربية في هذا الأمر يجعلها طرفًا في النزاع.

 

وقال إن استمرار القصف الأوكراني لمحطة زابوروجيا النووية يظل دون عقاب، ولدينا شهادات ومعلومات بشأن ما ترتكبه أوكرانيا من انتهاكات لحقوق الإنسان منذ سنوات.

 

وأضاف أن أوكرانيا تُستخدم كصرح لمواجهة روسيا ولن نسمح بذلك.

 

من جانبه، أكد وزير الخارجية الصيني وانج يى أن بلاده دعت لاحترام السيادة الإقليمية لكل الدول، مشيرا إلى أن بكين قدمت مساعدات إنسانية لأوكرانيا وساهمت في تخفيف الأزمة الغذائية العالمية.

 

وقال وانج يي خلال جلسة مجلس الأمن، إنه علينا أن نعمل على خفض التصعيد بين روسيا وأوكرانيا، ونؤكد على ضرورة ضبط النفس وتأمين المنشآت النووية في أوكرانيا.

 

وأضاف أنه يجب أن يعمل الموردون والمستهلكون على استقرار سوق الطاقة العالمي.