توتر يلوح بين لندن وواشنطن.. تراس تقطع الشك باليقين

عرب وعالم

اليمن العربي

في مؤشر على مزيد من التوتر يلوح في الأفق مع واشنطن، قالت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس إن صفقة هامة مع أمريكا ليست من أولوياتها.

 

ويتناقض موقف ليز تراس هذا مع موقف أسلافها المباشرين، بوريس جونسون وتيريزا ماي، اللذين لوح كلاهما بعقد صفقة مع أكبر اقتصاد العالم ( واشنطن)  كواحدة من الجوائز الرئيسية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

 

وقالت تراس للصحفيين على متن طائرتها المتجهة إلى نيويورك: "لا توجد حاليًا أي مفاوضات تجري مع الولايات المتحدة، وليس لدي توقع أن تبدأ تلك المفاوضات على المدى القصير والمتوسط.

 

وقالت تراس إنها تركز، بدلا من ذلك، بشكل أكبر على الانضمام إلى الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ وإبرام الصفقات التجارية مع الهند ومجلس التعاون الخليجي بما في ذلك المملكة العربية السعودية وقطر.

 

وقالت "هذه هي أولوياتنا التجارية".

وجاءت تصريحات تراس بشأن التجارة عبر الأطلسي قبل اجتماعها الفردي الأول مع الرئيس جو بايدن منذ توليها المنصب قبل أسبوعين.

 

ومن المقرر أن يجتمع الزعيمان غدا الأربعاء على هامش اجتماع الأمم المتحدة في نيويورك.

 

وقالت تراس إن أولوياتها للقاء بايدن كانت "التأكد من أننا قادرون على التعامل الجماعي" مع الحرب الروسية فى أوكرانيا، وضمان "أننا لا نعتمد استراتيجيًا على الأنظمة الاستبدادية"، غي إشارة لروسيا.

 

وقالت: "أريد أن أعمل مع حلفائنا مثل الولايات المتحدة، مثل فرنسا والاتحاد الأوروبي ودول البلطيق وبولندا لمواجهة التحدي الذي نواجهه" من روسيا.

 

وكان من المقرر أن يلتقى الجانبين يوم الإثنين الماضي على هامش جنازة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، لكن اللقاء أرجئ، وأعلن الجانبان أن ذلك هو "أفضل لهما"، حيث سيكون بامكانهما التحدث في نيويورك في اجتماع الأربعاء "دون توتر".

 

وفى حين يضع هذا الموقف المملكة المتحدة على نطاق واسع في توافق مع موقف بايدن المتشدد تجاه روسيا والصين، لكن المأزق التجاري يترك "العلاقة الخاصة" التي يتم الترويج لها غالبًا بين بريطانيا والولايات المتحدة في مأزق هي الأخرى.

 

ويقول مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إن إحدى الفوائد الرئيسية لمغادرة الكتلة، وسوقها الحر الواسع لما يقرب من نصف مليار شخص، هي فرصة المملكة المتحدة لعقد صفقات تجارية جديدة حول العالم.


محادثات مأمولة

 

وبدأت المحادثات التجارية وسط ضجة كبيرة بعد فترة وجيزة من مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي في عام 2020، لكن المفاوضات تعثرت وسط مخاوف متزايدة في الإدارة الأمريكية بشأن تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وخاصة على أيرلندا الشمالية.

 

وأيرلندا الشمالية هي الجزء الوحيد من المملكة المتحدة الذي يشترك في الحدود مع عضو في الاتحاد الأوروبي، وقد جلب خروج بريطانيا عمليات فحص جمركية وأوراق جديدة لتجارة أيرلندا الشمالية، وهي قضية تحولت إلى أزمة سياسية لحكومة تقاسم السلطة في بلفاست.

 

وردًا على ذلك، أعلنت بريطانيا عن خطط لتعليق عمليات الفحص وتمزيق جزء من معاهدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع الاتحاد الأوروبي - وهي خطوة أثارت غضب الكتلة وأثارت قلق واشنطن.

 

وحذر بايدن من أنه لا ينبغي لأي طرف أن يفعل أي شيء لتقويض اتفاقية الجمعة العظيمة لعام 1998، وهي حجر الزاوية في عملية السلام في أيرلندا الشمالية.

 

وتقول تراس إنها تريد التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، لكنها ستمضي قدمًا في إعادة كتابة المعاهدة إذا فشل ذلك. قالت إنه لا يمكن السماح للوضع "بالانجراف".