مليار طن كربون وأسعار مرتفعة.. ماذا لو حُرم العالم من حبوب أوكرانيا؟

اقتصاد

اليمن العربي

قد يجابه العالم ظروفا بيئية واقتصادية شديدة الصعوبة حال توقفت صادرات حبوب أوكرانيا، وفقا لما توقعته دراسة لمجلة "نيتشر فود".

 

وذكرت الدراسة أن الحرب الروسية الأوكرانية قد تتسبب برفع أسعار الحبوب بنسبة 7% على الأمد البعيد، مشيرة إلى أن توسيع نطاق الإنتاج في دول أخرى لتعويض النقص سيؤدي إلى ازدياد انبعاثات غازات الدفيئة.

 

وتعد روسيا وأوكرانيا سلتي خبز العالم إذ تصدّران معا حوالى 28% من إمدادات القمح العالمية.

 

وأدى الحصار الروسي لموانئ البحر الأسود والعقوبات على موسكو إلى ارتفاع الأسعار على الأمد القصير وأثار مخاوف من أزمة جوع خطيرة.


التأثير المحتمل

 

ووضع باحثون في الولايات المتحدة والأوروجواي نماذج للتأثير المحتمل للنزاع على أسعار القمح والذرة مدى الأشهر الـ12 المقبلة، بناء على مجموعة مختلفة من السيناريوهات.

 

وخلص أحد هذه النماذج إلى أنه في حال تراجعت صادرات الحبوب الروسية إلى النصف مع انخفاض الصادرات الأوكرانية بشكل كبير خلال تلك الفترة، فسيكون الذرة أغلى ثمنا بنسبة 4،6 % والقمح بـ7،2 %، حتى مع فرضية تدخل مصدّرين آخرين لسد النقص.

 

وأفادوا بأن ارتفاع الأسعار سيتواصل ما دام أن الصادرات بقيت مقيدة.

 

وفي مسعى لسد الثغرة في الإمدادات، خلصت الدراسة إلى أن منتجين كبارا آخرين سيحتاجون إلى توسيع المساحات التي يخصصونها لزراعة الحبوب.


من يعوض حبوب أوكرانيا؟

 

وفي حال توقف جميع صادرات الحبوب من أوكرانيا، سيتعيّن على أستراليا توسيع مساحة القمح لديها بنسبة 1% والصين بنسبة 1،5 % والاتحاد الأوروبي بنسبة 1،9 % والهند بنسبة 1،2 %، حسب النموذج.

 

وسيؤدي التغير في استخدام الأراضي إلى إضافة أكثر بقليل مما يعادل مليار طن من ثاني أكسيد الكربون إلى الجو، حسب دراسة نشرت في مجلة "نيتشر فود".

 

وقال جيروم دومورتييه، المشرف على التقرير والباحث في "كلية أونيل للشؤون العامة والبيئية" في إنديانابوليس في الولايات المتحدة "يتم توسيع أراضي المحاصيل نتيجة الحرب في أوكرانيا على حساب مزيد من الانبعاثات الكربونية".

 

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في يوليو تموز من أن الحرب تتضافر مع التداعيات التجارية الناجمة عن كوفيد لخلق "أزمة جوع عالمية غير مسبوقة".

 

وتظهر أرقام صادرة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (ف أو ) أن أسعار الأغذية حاليا باتت أعلى بنسبة 10 % مما كانت عليه قبل عام.

 

ورغم توصل موسكو وكييف إلى اتفاق في يوليو تموز لاستئناف بعض صادرات الحبوب، تسري مخاوف من إمكان تسبب النزاع بارتفاع أسعار الأغذية مدى سنوات.

 

وأفاد دومورتييه بأنه ما زال غير واضح حاليا إن كان منتجو الحبوب الآخرون سيتمكنون من الإيفاء بالطلب، ما يعني أن الأسعار قد ترتفع أكثر مما هو متوقع في النماذج.

 

وقال لفرانس برس "هناك ظروف جفاف في أمريكا الجنوبية وأوروبا والصين وقيود على الصادرات من عدة بلدان".

 

وأضاف "نظرا إلى هذه العراقيل للتعديل الكامل، قد تكون أسعار السلع الأساسية أعلى مما تشير إليه التقديرات على الورق".