دراسة: المشروبات السكرية يمكن أن تزيد من احتمالات الإصابة بالسرطانات القاتلة

منوعات

اليمن العربي

قدمت دراسة حديثة سببا جديدا يدفعنا إلى تقليص استهلاك الكثير من المشروبات السكرية، حيث وجدت أن هذه المشروبات قد تزيد من خطر الوفاة بسبب السرطان.

دراسة: المشروبات السكرية يمكن أن تزيد من احتمالات الإصابة بالسرطانات القاتلة


وأوضحت مؤلفة الدراسة الرئيسية مارجوري ماكولو، مديرة علمية أولى لأبحاث علم الأوبئة في جمعية السرطان الأمريكية: "لسوء الحظ، يتجاوز الأمريكيون الحدود الموصى بها لاستهلاك السكر من قبل المبادئ التوجيهية الغذائية الأمريكية، والمشروبات المحلاة بالسكر هي عوامل خطر معروفة لزيادة الوزن والسمنة".

ويبدو أن النتائج مرتبطة بارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI)، للمشاركين الذين يشربون بانتظام هذه المشروبات المحلاة بالسكر، وفقا للدراسة.

واستخدم الباحثون بيانات من دراسة للوقاية من السرطان، بحثا عن الارتباطات بين هذه المشروبات وجميع أنواع السرطان والسرطانات المرتبطة بالسمنة و20 نوعا من السرطان.

وتابع الباحثون المشاركين من عام 1982، عندما قدم أكثر من 934 ألف شخص غير مصاب بالسرطان معلومات عن استهلاك المشروبات، حتى عام 2016.

ووجد االفريق أن أكثر من 135 ألف مشارك لقوا حتفهم بسبب السرطان بحلول عام 2016.
وفي حين أن شرب أكثر من مشروبين محلين بالسكر يوميا لم يكن مرتبطا بجميع وفيات السرطان، مقارنة بمن لم يشربوا أيا من هذه المشروبات، فقد ارتبط ذلك بزيادة خطر الإصابة بأمراض السرطان المرتبطة بالسمنة. ووقع إبطال هذه النتائج بعد تعديل مؤشر كتلة الجسم.

وارتبطت المشروبات المحلاة بالسكر بزيادة معدلات الوفيات من سرطان القولون والكلى، والتي ظلت متطابقة حتى بعد تعديل مؤشر كتلة الجسم.

كما كان المشاركون الذين تناولوا المشروبات المحلاة صناعيا أكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس، حتى بعد تعديل مؤشر كتلة الجسم.

ونُشرت النتائج في 15 سبتمبر في مجلة Cancer، Epidemiology، Biomarkers & Prevention، والتي ذكرت نقلا عن ماكولو: "يجب أن تنظر الأبحاث المستقبلية في دور مؤشر كتلة الجسم في دراسات المشروبات المحلاة وخطر الإصابة بالسرطان. وهذه النتائج يجب أن توجه السياسة العامة فيما يتعلق باستهلاك المشروبات المحلاة، لتقليل خطر الإصابة بالسرطان لدى الرجال والنساء في الولايات المتحدة".

تمكن العلماء أخيرا من حل اللغز الكامن وراء كيفية تسبب تلوث الهواء في الإصابة بالسرطان لدى أولئك الذين لم يدخنوا قط، واصفين النتائج بـ "الحقبة الجديدة" في أبحاث السرطان.

وتثير أبخرة المرور الأورام بطريقة مشابهة للسجائر، وقد حدد العلماء آلية يتم من خلالها تأجيج المرض.
ووجد العلماء من معهد فرانسيس كريك في لندن أنه بدلا من إتلاف الخلايا بشكل مباشر، فإن تلوث الهواء "يوقظ" الطفرات الخاملة ويؤدي إلى تحولها إلى سرطانية.

وفيما يمثل خطوة تاريخية إلى الأمام، تعني الدراسة أنه قد يكون من الممكن الآن للخبراء الطبيين تطوير عقاقير تمنع البشر من الإصابة بالسرطان.

وفي السابق، اعتقد العلماء أن السرطان يتكون من خلية سليمة، تتحول بعد ذلك إلى مصابة مع تلف الحمض النووي.

لكن النتائج الجديدة تشير بدلا من ذلك إلى أن الضرر الذي يلحق بخلايانا، والذي يمكن أن يصبح سرطانيا، موجود بالفعل قبل أن يتطور السرطان، والذي ينمو مع تقدمنا ​​في العمر بينما يبقى في العادة غير مؤذ.

ومع ذلك، فإن تلوث الهواء بدلا من ذلك "يوقظ" هذه الخلايا التالفة، مع تسارع الضرر ثم التحول إلى خلايا سرطانية.

وبينما نعرف جيدا أن التدخين يسبب سرطان الرئة، أطلق العلماء هذه الدراسة للتحقيق في سبب استمرار إصابة غير المدخنين بالمرض.

واكتشف علماء كريك أن مناطق المملكة المتحدة التي بها مستويات أعلى من تلوث الهواء والمزيد من حالات سرطان الرئة التي لم تكن ناتجة عن التدخين.

وقال البروفيسور تشارلز سوانتون، الذي قدم نتائج الدراسة: "لقد غيرت دراستنا بشكل أساسي كيف ننظر إلى سرطان الرئة لدى الذين لم يدخنوا قط".
ويشار إلى أن الخلايا ذات الطفرات المسببة للسرطان تتراكم بشكل طبيعي مع تقدمنا ​​في العمر، لكنها عادة ما تكون غير نشطة.

وأضاف: "أثبتنا أن تلوث الهواء يوقظ هذه الخلايا في الرئتين، ويشجعها على النمو وربما تكون أوراما. والآلية التي حددناها يمكن أن تساعدنا في نهاية المطاف على إيجاد طرق أفضل للوقاية من سرطان الرئة وعلاجه لدى غير المدخنين".

ويرتبط تلوث الهواء بسرطان الرئة لكن الناس تجاهلوه إلى حد كبير لأن الآليات الكامنة وراءه لم تكن واضحة.

كيف يتسبب تلوث الهواء في الإصابة بسرطان الرئة؟

وفقا للنتائج الرائدة التي توصل إليها معهد كريك، ​​فإن استنشاق تلوث الهواء يؤدي إلى إطلاق إنذار كيميائي في الرئتين.

وتعمل هذه العملية على تنشيط الخلايا في الرئتين التي تحاول إصلاح الضرر الناتج عن تلوث الهواء.

ولكن مع فهمهم الجديد أن تلوث الهواء "يوقظ" الطفرات السرطانية الحالية، يُعتقد الآن أن هذه العملية هي السبب وراء تطور السرطان.

تحتوي خلية واحدة من كل 600 ألف خلية في رئتي شخص يبلغ من العمر 50 عاما بالفعل على طفرات سرطانية محتملة.

ويقال إن النتائج تعني أن البشر قد يكونون قادرين على تناول حبوب منع السرطان، حيث اكتسب الخبراء الطبيون فهما جديدا للوقاية من الأورام وعلاجها.

وركز علماء كريك دراستهم على شكل من أشكال التلوث يسمى PM 2.5، وهو أصغر من عرض شعرة الإنسان.
وقالت إميليا ليم، عضو آخر في فريق أبحاث كريك: "يعيش 99% من سكان العالم في مناطق تتجاوز الحدود السنوية لمنظمة الصحة العالمية لـ PM2.5، ما يبرز تحديات الصحة العامة التي يفرضها تلوث الهواء في جميع أنحاء العالم".

واستندت الدراسة إلى التحليل البشري والمختبر للطفرات في جين يسمى EGFR - شوهد في نحو نصف المرضى الذين لم يدخنوا قط.

وشارك في الدراسة ما يقارب نصف مليون شخص يعيشون في إنجلترا وكوريا الجنوبية وتايوان.

وقال البروفيسور سوانتون: "إن الجسيمات نفسها الموجودة في الهواء والتي تنجم عن احتراق الوقود الأحفوري، والتي تؤدي إلى تفاقم تغير المناخ، تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان من خلال عامل مهم تم إغفاله سابقا يسبب السرطان، وهو آلية في خلايا الرئة".

وأظهر العلماء أن جسيمات PM2.5s عززت تغيرات سريعة في خلايا مجرى الهواء التي كانت بها طفرات في EGFR.

وأثرت أيضا على جين آخر مرتبط بالمرض يسمى KRAS، ما دفعهم نحو حالة تشبه الخلايا الجذعية السرطانية.


ووجدوا أيضا أن تلوث الهواء يدفع خلايا الدم البيضاء التي تمنع بدء الإصابة بسرطان الرئة.

وشرح سوانتون: "عندما تعرضت خلايا الرئة المصابة بهذه الطفرات إلى ملوثات الهواء، رأينا المزيد من السرطانات التي حدثت بسرعة أكبر مما كانت عليه عندما لم تتعرض خلايا الرئة المصابة بهذه الطفرات للملوثات، ما يشير إلى أن تلوث الهواء يعزز بدء الإصابة بسرطان الرئة في الخلايا التي تأوي الطفرات الجينية".

وتتمثل الخطوة التالية في اكتشاف سبب تحول بعض خلايا الرئة المصابة بطفرات إلى خلايا سرطانية عند تعرضها للملوثات بينما لا تصبح خلايا أخرى سرطانية.