ارتفاع حدة التوتر بين روسيا وواشنطن (الأسباب)

عرب وعالم

اليمن العربي

مع التقدم العسكري الأوكراني المفاجئ، برواية كييف لا برواية موسكو، ترتفع حدة التوتر بين روسيا وواشنطن، لتصل إلى "الخطوط الحمراء".

ففي إفادة لها اليوم الخميس، حذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، من أن بلادها تحتفظ بحق الرد المناسب، في حال قررت الولايات المتحدة تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى.

ارتفاع حدة التوتر بين روسيا وواشنطن (الأسباب)


تحذيرٌ يأتي بعد أسبوع على إعلان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أن بلاده ستسلم أوكرانيا مساعدة عسكرية جديدة بقيمة 675 مليون دولار، مشيدا بما أسماه "نجاح" الحلفاء في "ميدان المعركة".

ومنذ مطلع الشهر الجاري، تشن أوكرانيا هجوما مضادا في جنوب أراضيها، وقد أعلن رئيسها فولوديمير زيلينسكي، في أكثر من مناسبة، أن قواته استعادت عشرات المناطق التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء العملية في فبراير/شباط الماضي.

وأمام هذه التطورات، قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن واشنطن وحلفاءها "الذين يزودون نظام كييف بالسلاح، أصبحوا في الواقع شركاء في جرائم الحرب".

مضيفة "إذا قررت واشنطن تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى، فسيعد ذلك تجاوزا للخطوط الحمراء، كما أنه سيجعل الولايات المتحدة طرفا مباشرا في الصراع".

ووفقا للمتحدثة باسم الخارجية الروسية، فإنه "في مثل هذا السيناريو، سنضطر إلى الرد بشكل مناسب، في رأيي، هذا واضح"، مؤكدة أن بلادها "تحتفظ بحق الدفاع عن أراضيها".

واعتبرت أن الخطوة الأمريكية التي وصفتها بأنها "غير مسؤولة" ستؤدي إلى "زعزعة الاستقرار إلى حد كبير، وستساهم في زيادة التوتر واستفزازات تؤدي إلى سباق تسلح".

ومع دخول الحرب شهرها السابع، استنفدت أوكرانيا أسلحتها روسية الصنع، وبات دفاعها يعتمد كليا على المساعدات العسكرية الغربية.

وتعتبر الولايات المتحدة هي المورد الأول للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، بتقديم قرابة 15 مليار دولار.

مساعدات شملت مختلف الأسلحة لا سيما صواريخ جافلين المضادة للدبابات، وأنظمة مدفعية دقيقة من طراز "هيمارس"، إلى جانب صواريخها الموجهة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المعروفة باسم GMLERS.

لكن أوكرانيا ترغب في أسلحة بعيدة المدى من نوع ATACMS القادرة على الوصول إلى 300 كم.

لكن الولايات المتحدة ترفض ذلك، وهو ما عبّرت عنه سابقا، خشية أن تستهدف هذه الصواريخ أهدافا في الأراضي الروسية ما قد يؤدي إلى اتساع رقعة الصراع الذي أشعل في الأساس توترا بين موسكو والغرب.
دعم أوروبي وهجمات صاروخية على كييف فيما الدبلوماسية ما زالت تتلمس طريقها إلى الأزمة الأوكرانية التي تشهد تحولات جذرية في شهرها السابع.

فخارجيًا تجري روسيا والصين مناورات بحرية وتدريبات مشتركة، فيما يعقد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينج لقاء وصف بـ "الهام"، ستكون الأزمة الأوكرانية محور اهتمامه، فيما وصلت الخميس إلى العاصمة كييف رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في رسالة دعم لا تخطئها العين للبلد الأوراسي.


تلك التطورات الخارجية والداخلية، تأتي في الوقت الذي أكدت فيه تقارير أن القوات الروسية "تعاني" من "انتكاسة" هذا الشهر بعد هجوم مباغت للقوات الأوكرانية في منطقة خاركيف، شمال شرق البلاد.

كانت الـ24 ساعة الماضية حُبلى بالأحداث على طريق الأزمة الأوكرانية المُلبد بالأشواك، والتي بدأها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بزيارة مفاجئة إلى إيزيوم التي كانت حتى قبل أربعة أيام معقل روسيا الرئيسي في منطقة خاركيف، وأشرف على رفع العلم الأوكراني بلونيه الأزرق والأصفر أمام مبنى مجلس المدينة المتفحم.

وقال الرئيس الأوكراني، إن "سلطات إنفاذ القانون لدينا يتلقون بالفعل أدلة على أعمال قتل وتعذيب واختطاف على أيدي المحتلين"، مشيرًا إلى أن هناك "أدلة على إبادة جماعية ضد الأوكرانيين".