كيف يمكن لموجة الحر أن تجعل الرجال أكثر بدانة؟.. دراسة تكشف

منوعات

اليمن العربي

أفادت دراسة جديدة أن موجة الحر يمكن أن تجعل الرجال أكثر بدانة. وقد يأكل الرجال سعرات حرارية أكثر في الصيف، بينما شهية النساء لا تتغير.

كيف يمكن لموجة الحر أن تجعل الرجال أكثر بدانة؟.. دراسة تكشف 

 

واستخدمت جامعة تل أبيب في إسرائيل بيانات نحو 3 آلاف شخص قاموا بملء استبيان غذائي مفصل على مدار 12 شهرا.

وأظهرت نتائج الدراسة أنه في الفترة ما بين مارس وسبتمبر، استهلك الرجال نحو 17% من السعرات الحرارية في اليوم أكثر مما استهلكوا خلال بقية العام.
وذكرت مجلة New Scientist، التي نشرت الزرقة البحثية، أن تناول الطعام للنساء ظل على حاله.

وقالت الدكتورة كارميت ليفي، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إن أشعة الشمس قد تجعل الرجال يفرزون المزيد من هرمون الغريلين، أحد الهرمونات العديدة التي تحفز الشهية.

وأجرت ليفي وفريقها اختبارا لهذه النظرية على الفئران في قسم علم الوراثة الجزيئية البشرية والكيمياء الحيوية بجامعة تل أبيب.

وخلال التجارب، عرض الفريق مجموعة من ذكور الفئران للإشعاع فوق البنفسجي - الموجود في ضوء الشمس - واكتشفوا أن القوارض رفعوت مستويات إفراز هرمون الغريلين بواسطة الخلايا الدهنية في جلدها. بينما مُنع هذا الإفراز من قبل هرمون الإستروجين الجنسي الأنثوي، وهو ما قد يفسر سبب عدم تناول النساء المزيد من السعرات الحرارية في الصيف.

وأفاد باحثون في دورية Nature Metabolism أن الفئران زادت من تناولها للطعام وسلوكها في البحث عن الطعام.

ودعمت الدراسات البشرية هذه النتائج بشكل أكبر، حيث تعرض خمسة رجال للأشعة فوق البنفسجية في المختبر لمدة 25 دقيقة لمدة خمسة أيام.

وكان لديهن هرمون غريلين أعلى في خلايا جلدهن، لكن المشاركات الإناث لم يتفاعلن بنفس الطريقة.

واقترحت ليفي أن هذه الظاهرة كانت أداة تطورية يتم فيها دفع الجسم للتزود بالطاقة بالطعام عندما يكون الطقس دافئا، أو لتوفير الطاقة لمزيد من النشاط البدني.
وتابعت: "الجلد هو أكبر عضو في الجسم، لذا فمن المنطقي أن هذا العضو الضخم يمكنه الإحساس بالبيئة، مستشعرا بوجود الأشعة فوق البنفسجية الآن، وهذا هو الوقت المناسب للخروج".

ولم ينظر الفريق فيما إذا كان الرجال اكتسبوا وزنا إضافيا بالفعل في الصيف بسبب احتدام هرمونات الجوع وزيادة استهلاك الطعام.

وقال الدكتور مير علي، المدير الطبي لمركز ميموريال كير الجراحي لإنقاص الوزن في مركز أورانج كوست الطبي بولاية كاليفورنيا، والذي لم يشارك في الدراسة، لمجلة ميديكال نيوز توداي: "يؤثر العمر والاستعداد الوراثي ومستوى النشاط والظروف الصحية المتزامنة جميعها على إفراز الهرمونات. والمزيد من البحث ضروري لفهم كيف يمكننا استخدام هذه المعلومات لمساعدة شخص ما على الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه".

وأشارت كارولين جورفين من جامعة برمنغهام إلى أنه لم يظهر من قبل أن يكون الجلد متورطا في الشهية. وأضافت: "إذا كان الأمر حقيقيا، فهو مثير للغاية".
يشير خبراء التغذية إلى أن معظم الاشخاص يتناولون في اليوم ضعف الكمية الموصى بها من السكر والحلويات التي قد تسبب الإدمان مثل الكوكايين.

ويقول مدرب إدمان الطعام، الدكتور بونمي أبوانا، إنه لا ينبغي إضافة السكريات إلى أكثر من 5% من نظامنا الغذائي، وهذا يعني أن البالغين يجب ألا يستهلكوا أكثر عن 30 غراما يوميا، ويجب ألا يتجاوز استهلاك الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و10 سنوات 24 غراما والأطفال من 4 إلى 6 أعوام، 19 غراما.

ويؤدي تناولنا للسكر إلى زيادة الإصابة بمرض السكري من النوع 2 والكبد الدهني وأمراض القلب وتسوس الأسنان وارتفاع ضغط الدم وزيادة الكوليسترول، ويمكن أن يكون وراء وباء السمنة أيضا.

وقال الدكتور بونمي أبوابا، لصحيفة صن: "إنني أساعد الأشخاص الذين يعانون من الإدمان على الطعام وأرى العديد من المدمنين على السكر، ليس لدي شك في أن السكر يسبب الإدمان وهناك دراسات تثبت ذلك".

وأضاف أبوابا: "السكر المكرر والأدوية تحفز الدوبامين والمواد الكيميائية الأخرى التي تحفز المتعة في الدماغ،يعطي السكر والكوكايين دفعة مماثلة من الدوبامين، لهذا السبب لدينا مشكلة السمنة. يريد الناس التوقف، لكنهم يجدون صعوبة لأنهم مدمنون".

وأردف أبوابا: "حتى لو توقفوا لفترة قصيرة، فإن مسار الإدمان لا يزال ساريا ويعودون إلى السكر، عندما يشعر المصابون بالتوتر أو الوحدة، فإنهم يبحثون عن شيء حلو".

وبحسب الأخصائي يعيد الدماغ الأسلاك لإنشاء مسارات بحيث يصبح السكر آلية التأقلم الوحيد، بمجرد أن يتشكل هذا الإدمان، يكون من الصعب التخلص منه دون تعليم واستراتيجيات ودعم بسبب الزيادة الهائلة في الدوبامين التي يسببها في الجسم، عندما تنخفض المستويات، تبدأ الرغبة الشديدة في تناول الطعام ويحتاج المدمنون إلى المزيد من السكر ليشعروا بالسعادة.

وأضاف أبوابا: "يمكن أن يؤثر إدمان السكر على العمل والعلاقات والصحة العقلية، لكن ليس كل السكر متساويا، السكر الطبيعي في الفاكهة (الفركتوز) والحليب (اللاكتوز) لا يحتسب من المدخول اليومي".

وقالت أخصائية التغذية أماندا أورسيل: "بهذه الأشياء، يحبس السكر في خلية داخل الطعام، إنها ترفع مستويات السكر في الدم بشكل أبطأ بكثير ولكنها تقدم أيضا الألياف والمعادن ومئات من المغذيات النباتية الفائقة التي لها فوائد لا توصف، لكن هناك سكريات في العسل الطبيعي وعصائر الفاكهة غير المحلاة والعصائر، على سبيل المثال، لا تختلف عن سكر المائدة لأن جميع المغذيات الدقيقة تتم إزالتها أثناء المعالجة".

وختمت أورسيل: "نصيحتي هي التمسك بحلوى واحدة في اليوم مثل عصير الفاكهة أو الحبوب أو الحلوى، أي غير هذا سوف تبدا بتجاوز حدودك والاتجاه نحو الإدمان".