فرنسا تعتزم إحالة اشتباكات أرمينيا وأذربيجان إلى مجلس الأمن الدولي ( الأسباب)

عرب وعالم

اليمن العربي

أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون يعتزم إحالة ملف الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان إلى مجلس الأمن الدولي.

فرنسا تعتزم إحالة اشتباكات أرمينيا وأذربيجان إلى مجلس الأمن الدولي ( الأسباب)

 

وقتل 49 جنديًا أرمينيًا على الأقل، اليوم الثلاثاء، في مواجهات حدودية هي الأكثر دموية مع أذربيجان منذ الحرب بين الدولتين الواقعتين في القوقاز في 2020، حسبما أعلنت يريفان التي شجبت "عدوان" باكو.


من جهتها، أقرّت أذربيجان بوقوع "خسائر" خلال هذه المواجهات التي اندلعت في الليل، من دون إعطاء رقم محدد.

وفي خريف 2020، توسّطت روسيا بين يريفان وباكو بعد حرب استمرت 44 يومًا، وجرى التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، كما نُشرت قوات حفظ سلام في ناجورني قره باغ.

ولكن الوضع بقي غير مستقر منذ ذلك الحين، رغم مساعي الوساطي من قبل الاتحاد الأوروبي.


نقلت وكالة "رويترز" عن وسائل إعلام، أن أذربيجان وأرمينيا توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد اشتباكات حدودية عنيفة.

وأشارت الوكالة، إلى أن وزيري دفاع أرمينيا وروسيا، اتفقا أيضا، على اتخاذ خطوات لتثبيت الوضع على الحدود الأرمينية الأذرية.


وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنها توسطت لوقف لإطلاق النار عند الساعة 09:00 بتوقيت موسكو (06:00 بتوقيت غرينتش) هذا الصباح وتتوقع أن يلتزم الجانبان بشروطه.

لكن يبدو الاتفاق هشا؛ حيث ذكرت أذربيجان أن غريمتها أرمينيا خرقته بعد دقائق من دخوله حيز التنفيذ.

فيما نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان قوله إن 49 جنديا قتلوا خلال اشتباكات ليلية مع أذربيجان.

وقال باشينيان في خطاب أمام البرلمان إن باكو هاجمت مواقع أرمينيا خلال الليل وإن القتال مستمر.

وتبادلت باكو ويريفان اللوم في التوترات التي اندلعت خلال الليل، في أحدث تصعيد في الأعمال القتالية المستمرة منذ عقود بسبب منطقة ناجورنو قرة باغ المتنازع عليها.

وصباح اليوم الثلاثاء، اندلعت عدة اشتباكات على الحدود بين البلدين، أسفرت عن مقتل عدد من العسكريين، في أحدث تصعيد للعنف بين الدولتين.

وقالت وزارة الدفاع الأرمينية، في بيان، إن "قوات الجيش شنت عدة هجمات على الحدود مع أذربيجان ردا على استفزازات أذربيجانية".

وأضافت أن "القوات الأذربيجانية قصفت عدة مدن حدودية ما أسفر عن سقوط جرحى وقتلى".

وتابعت: "القوات الأذربيجانية هاجمت مواقع أرمينية في ثلاثة أماكن بالمدفعية والأسلحة ثقيلة العيار".

ومن جانبها، أشارت وزارة الدفاع الأذربيجانية في باكو، في بيان، إلى أن "محاولة تخريب أرمينية واسعة النطاق" قد تسببت في اندلاع القتال.

وأضافت أنّ القصف الأرميني أسفر عن "خسائر في صفوف العسكريين (الأذربيجانيين)"، من دون تحديد عددهم.

من جانبه أكد وزير خارجية أذربيجان جيهون بيراموف، أن أرمينيا قامت بعمليات تحشيد عسكري خلال الفترة الماضية على الحدود، محذرا من أن هذا يؤكد عزمها التحضير لـ "عملية عسكرية واسعة النطاق".

وأشار بيراموف، خلال اتصال هاتفي مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبا، إلى أن "بلاده حريصة على خفض التصعيد على الحدود مع أرمينيا".

وكانت أرمينيا اتهمت أذربيجان الأسبوع الماضي، بقتل أحد عسكرييها في تبادل لإطلاق النار على الحدود بين البلدين.

وتهدّد أعمال العنف هذه بإعادة إشعال النزاع في منطقة ناغورني قره باغ، على الرّغم من وجود قوات روسية مكلّفة الإشراف على وقف إطلاق النار الساري بين أرمينيا وأذربيجان منذ انتهت الحرب الثانية بينهما.

محاولات للتهدئة
ومن جانبه، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي مع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان إلى ضرورة خفض التصعيد على الحدود مع أذربيجان.

وفي سياق متصل، أكد رئيس وزراء أرمينيا هاتفيًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لن تقبل "استفزازات" أذربيجان على الحدود.

بدوره، عبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن القلق الشديد إزاء الاشتباكات على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، داعيا إلى خفض التصعيد فورا.

وأرمينيا وأذربيجان بلدان من القوقاز وتنازعا في حرب العام 2020 من أجل السيطرة على منطقة ناغورني قره باغ الجبلية التي انفصلت عن أذربيجان قبل ثلاثة عقود.

وقتل في النزاع نحو 6500 شخص وانتصرت فيه باكو، واسترجعت مساحات واسعة من الأراضي، ولكن استمر التوتر يعزز المخاوف بعودة الصراع.

وأعلنت أذربيجان مطلع أغسطس/آب الماضي سيطرتها على العديد من المواقع وتدمير أهداف أرمينية في ناغورني قره باغ، خلال تصعيد قتل فيه 3 أشخاص وعزز مخاوف من عودة الحرب.

واندلعت الحرب الأولى عام 1990 وأودت بحياة أكثر من 30 ألف شخص في ناغورني قره باغ.