دراسة تؤكد أن عوادم السيارات قد تشكل مخاطر أكبر على النساء

منوعات

اليمن العربي

أشار باحثون في دراسة جديدة  إلى أن تلوث الطرق قد يؤثر على النساء أكثر من الرجال، إذ ترفع عوادم الديزل مستويات البروتينات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

دراسة  تؤكد أن عوادم السيارات قد تشكل مخاطر أكبر على النساء

 

وطُلب في الدراسة من عشرة متطوعين، خمسة رجال وخمس نساء، استنشاق الأدخنة لمدة أربع ساعات في المرة الواحدة، وتم إجراء التجربة في ثلاث مناسبات مختلفة كل شهر باستخدام تركيزات مختلفة من الديزل.

وجد الباحثون في كلا الجنسين تغيرات في مكونات الدم مرتبطة بالالتهابات والعدوى وأمراض القلب والأوعية الدموية، لكن النساء لديهن مستويات أعلى من البروتينات المرتبطة بتصلب الشرايين.

وقد يزيد هذا من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد ذلك حسب الباحثين.

وقال البروفيسور المؤلف المشارك للدراسة من جامعة مانيتوبا في كندا نيلوفر موخيرجي: "هذه نتائج أولية، ومع ذلك فقد أظهروا أن التعرض لعادم الديزل له تأثيرات مختلفة في أجساد الإناث".

وظهرت الأدلة السابقة أن النساء لديهن استجابة مناعية أعلى للمواد التي تهيج الشعب الهوائية، مثل الغبار المنزلي، بالمقارنة مع الرجال هناك دليل منفصل على أن النساء أكثر عرضة للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي والربو.

جمعت الدراسة الجديدة رجالا ونساء أصحاء لا يدخنون، أمضوا في البداية أربع ساعات يستنشقون هواء نقيا ومفلترا.

ثم تم تحويل الهواء المستنشق إلى أبخرة مخففة من عادم الديزل لتحديد الفرق في دم المشاركين في الدراسة بعد استنشاق الهواء الملوث.

تبرع المتطوعون بعينات الدم بعد 24 ساعة من استنشاق عوادم الديزل في كل مناسبة، ثم قام الباحثون بتحليل الجزء السائل من الدم للبحث عن التغيرات في مستويات البروتينات المختلفة.

بمقارنة عينات البلازما، وجد الباحثون مستويات من 90 بروتينا تختلف اختلافا واضحا بين المتطوعين من الإناث والذكور.

ومن بين هذه البروتينات، بعض البروتينات المعروف عنها أنها تلعب دورا في الالتهاب وإصلاح التلف وتجلط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز المناعي، وأصبحت بعض هذه الاختلافات أكثر وضوحا عندما تعرض المتطوعون لمستويات أعلى من عادم الديزل.

قالت رئيسة لجنة البيئة والصحة التابعة لجمعية الجهاز التنفسي الأوروبية ولم تشارك في البحث البروفيسورة زورانا أندرسن، من جامعة كوبنهاغن:" تقدم هذه الدراسة بعض الأفكار المهمة حول كيفية تفاعل الجسم مع عوادم الديزل وكيف يحدث ذلك، وقد تختلف بين الإناث والذكور".

قال المحاضر في علم الأوبئة البيئية بجامعة ليستر الدكتور صمويل كاي، إنه يجب تفسير النتائج بحذر، حيث إنها تأتي فقط من 10 أشخاص تعرضوا لتلوث قصير المدى، والذي لم يكن على مستويات العالم الحقيقي.

وتظهر  العديد من القصص ارتباطا أقوى بين تلوث الهواء وأمراض الجهاز التنفسي لدى النساء أكثر من الرجال، إلا أن كاي  قال: "الاختلافات بين الجنسين في دراسات تلوث الهواء والصحة معقدة حقا، لأنها تنطوي على العديد من الجوانب المختلفة من حيث السلوك، والمهنية، والفسيولوجية، والاختلافات النفسية بين الجنسين".

وختم كاي قائلا: "ما إذا كانت التأثيرات أقوى في جنس معين يعتمد حقا على أنواع ملوثات الهواء، والنتائج الصحية المدروسة وسكان الدراسة  لذلك لن أبالغ في التكهنات في هذه المرحلة".

يوصف تلوث الهواء بأنه سبب محتمل للخرف والتدهور المعرفي العام لدى كبار السن، وفقا لبحث جديد رئيسي أجري نيابة عن حكومة المملكة المتحدة وصدر يوم الاثنين.

وتوصلت لجنة الآثار الطبية لملوثات الهواء (COMEAP) إلى استنتاجها بعد فحص ما يقرب من 70 دراسة على البشر، والتي كانت تبحث عن روابط بين تلوث الهواء وتراجع القدرات العقلية.

ويقول التقرير: "من المحتمل أن يساهم تلوث الهواء في تراجع القدرة العقلية والخرف لدى كبار السن".

ويعتقد الباحثون أن الطريقة الأكثر احتمالا لحدوث ذلك هي من خلال الدورة الدموية. وتقول الدراسة: "من المعروف أن ملوثات الهواء، وخاصة الجزيئات الصغيرة، يمكن أن تؤثر على القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك الدماغ".

ويقول التقرير إن الدليل الذي يربط التعرض لملوثات الهواء بالتأثيرات على الدماغ أصبح أقوى "خلال الخمسة عشر إلى العشرين عاما الماضية". ومن بين الآليات المحتملة لإحداث تأثير سلبي على نشاط الدماغ "انتقال الجزيئات الصغيرة من الرئة إلى مجرى الدم وبالتالي إلى الدماغ".
وقال الباحثون إن تلوث الهواء قد يحفز أيضا الخلايا المناعية في الدماغ التي قد تلحق الضرر بالخلايا العصبية، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان عاملا مهما في مستويات التلوث الحالية في المملكة المتحدة.

وفي الوقت نفسه، بينما وجد البحث صلة بين الخرف وتلوث الهواء، يقول مؤلفوه إنه ليس لديهم بيانات كافية لتحديد عدد حالات الخرف التي ترجع إلى هذا السبب.

ويقول التقرير أيضا أن "هناك دليلا على أن تلوث الهواء يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك أمراض الأوعية الدموية الدماغية"، والتي من المعروف أن لها تأثيرا سلبيا على القدرات العقلية.

وفي ضوء هذه النتائج، أوصت COMEAP بإجراء مزيد من البحث للتعمق في هذه القضية.

ووفقا لخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة (NHS)، يعاني أكثر من 850 ألف شخص في بريطانيا من الخرف، ويعتبر كبار السن الفئة السكانية الأكثر تعرضا. ويُعتقد أن واحدا من كل 14 شخصا فوق سن 65 عاما مصاب بالخرف، وتؤثر الحالة على واحد من كل ستة أشخاص فوق سن 80.