ملكة بريطانيا تكلف ليز تراس بتشكيل الحكومة الجديدة خلفا لبوريس جونسون

عرب وعالم

اليمن العربي

كلفت الملكة إليزابيث الثانية، ليز تراس بتشكيل الحكومة البريطانية الجديدة خلفا لبوريس جونسون.

وقطعت ليز تراس مسافة 1600 كم للتوجه إلى منتجع الملكة النائي في بالمورال في مرتفعات اسكتلندا لتسلم دعوة تشكيل الحكومة.

ملكة بريطانيا تكلف ليز تراس بتشكيل الحكومة الجديدة خلفا لبوريس جونسون


ويعد تسليم السلطة في بريطانيا عادة عملية سريعة، إذ يتوجّه القادة الذين يغادرون مناصبهم والقادمين على حد سواء إلى قصر باكينجهام في وسط لندن.


واختارت الملكة عدم العودة من عطلتها الصيفية السنوية لحضور مراسم تسليم السلطة المقتضبة بعدما واجهت مشاكل صحية أثّرت على قدرتها على المشي والوقوف.

وخلال اجتماع استمر لنحو 30 دقيقة، طلبت الملكة من تراس، زعيمة أكبر حزب في البرلمان، تشكيل حكومة.

وأُعلن فوز تراس (47 عاما) بعد انتخابات داخلية ضمن صفوف الحزب المحافظ الإثنين، في أعقاب حملة انتخابية بدأت في يوليو/تموز الماضي.

وستتركّز جميع الأنظار على عودتها إلى العاصمة البريطانية ويُتوقع أن تدلي بأول خطاب لها كرئيسة للوزراء، خارج داونينج ستريت بعد ظهر الثلاثاء إذا سمح الطقس بذلك.

ويتوقع هطول أمطار غزيرة وهبوب عواصف، وهي أجواء تعكس الوضع الاقتصادي القاتم الذي سيتعيّن عليها وعلى كبار وزرائها الجدد التعامل معه من اليوم الأول.

ومن المقرر أن يتم الانتهاء من التعيينات قبل استضافتها أول اجتماع للحكومة الجديدة وإجابتها عن أسئلة النواب في البرلمان الأربعاء.

لن يكون مستقبلو رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس من الشخصيات العامة فقط، وإنما هناك مقيم دائم بمقر الحكومة يستعد للمناسبة أيضا.

ولأكثر من عقد من الزمن، ظل القط لاري، ولقبه الرسمي "صائد الفئران الأول"، يتابع عمل رؤساء الحكومات البريطانية في صمت، غير أن الصمت أحيانا ليست علامة على الرضا، ما جعل رؤساء الحكومات يسعون لإرضاء "تميمة الحظ".


وخلال هذه الفترة من الزمن "ودع" لاري ثلاثة رؤساء للحكومات، وأصبح مؤهلا للترحيب برئيسة الحكومة الرابعة، ليز تراس وزيرة الخارجية السابقة، والتي انتخبها حزب المحافظين خلفا لبوريس جونسون.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإن هذا القط الرمادي اللون المزدان بخطوط سوداء منح البريطانيين قدرا من الاستقرار، وسط جو من الاضطرابات السياسية التي اندلعت منذ أن جلبه إلى وستمينستر، رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون عام 2011، من مأوى باترسي للكلاب والقطط.


ومنذ قدوم القط لاري إلى مقر الحكومة، صارت "الهدايا والأطعمة المحببة إليه" تنهال يوميا على 10 دوانينج ستريت.

ويرجع الاهتمام الشعبي بالقط لاري جزئيا، إلى عادة القطط التي ورثها لحب الاستعراض، والتي جعلته يسرق الأنظار والاهتمام من رواد مقر الحكم.

فقد اعتاد الجلوس أمام مدخل مقر الحكومة، الذي يشهد غالبا اصطفاف مصوري الصحف والتلفاز بآلات التصوير، في انتظار خروج السياسيين من الاجتماعات المنعقدة بالداخل.

كما يدفع رجال الشرطة الذين يحرسون المبنى لأن يفتحوا الباب له، ليطارد أسراب الحمام، أو ليرقد مسترخيا في كسل على عتبة نافذة مستمتعا بأشعة الشمس، ما يعد في الغالب خطوة مرحبا بها من جانب الصحفيين، تبعدهم مؤقتا عن مشاغل متابعة التصريحات التي يدلي بها السياسيون بعد الاجتماعات.

شعبي أكثر من تراس
ويعد لاري أكثر من مجرد حيوان أليف يتمتع بالشعبية، حيث إن حسابه على تويتر الذي يتم تشغيله نيابة عنه، يجذب ما يقرب من 650 ألف متابع.

وهذا الحساب يتجاوز عدد متابعيه ما كان يحظى به حساب كل من المتنافسين على خلافة بوريس جونسون، وهما وزيرة الخارجية السابقة ليز تراس ووزير الخزانة السابق ريشي سوناك.

وانتخب حزب المحافظين البريطاني ليز تراس كزعيمة جديدة للحزب، وبالتالي رئيسة جديدة للحكومة، ويتوقع المراقبون أن تواجه تراس العديد من المشكلات الاقتصادية، وأهمها ارتفاع معدلات التضخم وتكلفة فواتير الطاقة.

ومن ناحية أخرى لا يعرف أحد، من الذي يدير حساب القط لاري على تويتر نيابة عنه، غير أن نجاحه لا يثير الدهشة، وفقا لما قاله الشخص الذي يقف وراء إدارة هذا الحساب لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

وأضاف "قد تكون الكلاب أفضل صديق للإنسان، ولكن القطط هي التي تحظى بالاهتمام الأكثر على منصات الإنترنت، ومن هنا فإنني لا أشعر بالدهشة إزاء شعبية حساب لاري، واتضح أن صور القط والسياسة هي مزيج يثير الإعجاب".

انتقادات
وتتجه التعليقات التي تكتب على حساب لاري، لتوجيه الانتقادات إلى رئاسة الحكومة البريطانية، أو تقديم نظرة تتسم بالفكاهة حول قضايا اليوم، ووضع البيانات التي يصدرها رئيس الوزراء جنبا إلى جنب مع صور لاري وتحركاته.

ويوحي ما ينشر على الحساب، بأن لاري ليس معجبا حقيقيا برؤساء الوزراء الذين يشاركهم الإقامة بالمبنى.

كما قال المسؤول عن إدارة حساب لاري على تويتر، لـ(د.ب.أ)، "عاش لاري مع ثلاثة من رؤساء الحكومات وكلهم كانت لهم أخطاء، غير أن جونسون كان مقدرا له دائما أن يفشل في أداء دوره المكلف به، بسبب عيوب في شخصيته".

وأضاف أن المستقبل لن يكون بالضرورة أكثر إشراقا، حيث إن "القطط تكون بطبيعتها منتقدة دائما، ولكن بنفس القدر ستدعم من يروق لها، ولسوء الحظ أنه يبدو أن من سيخلف جونسون ليس من المرجح أن يقدم تحسينات للأوضاع، ومع ذلك تشير الإحصائيات إلى أن البريطانيين يستحقون زعيما جيدا في مرحلة ما".

تملق!
من ناحية أخرى، سعت تراس إلى تملق القط لاري، وقالت في أثناء إحدى الحملات الانتخابية مؤخرا "إنني واحدة من الوزراء المفضلين لديه".

وأضافت أن "أحد الأسباب الكثيرة التي جعلتني أريد أن أتولى منصب رئيس الوزراء، هو أنني أرغب في البناء على تلك العلاقة مع لاري".

ولا يزال القط لاري البالغ من العمر 15 عاما، يبدو في حالة صحية جيدة، بحيث يمكن أن يشهد رئيس آخر للحكومة البريطانية، بما أنه من المقرر إجراء انتخابات عامة في غضون عامين.

وقال الشخص الذي يدير حساب لاري، إن زعيم المعارضة العمالية كير ستامر، أمامه فرص طيبة للفوز في الانتخابات القادمة، وأضاف إن ذلك لا يعني أن القط سيصبح معجبا بزعيم حزب العمال إذا أصبح رئيسا للوزراء.

غير أنه إذا فارق لاري الحياة، فسيختفي حسابه من الوجود أيضا.