الولايات المتحدة الامريكية ترحب بانتهاء التحقيق في استشهاد شيرين أبو عاقلة وتطلب المحاسبة

عرب وعالم

اليمن العربي

رحبت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، بانتهاء التحقيق في استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة وشددت على أهمية محاسبة مرتكبي الواقعة.

الولايات المتحدة الامريكية ترحب بانتهاء التحقيق في مقتل شيرين أبو عاقلة وتطلب المحاسبة

ودعت الولايات المتّحدة، إسرائيل، إلى تحديد المسؤولين عن مقتل الصحفية الفلسطينية-الأمريكية في مايو/أيار الماضي.


وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان: "نرحّب بالتحقيق الإسرائيلي في هذا الحادث المأسوي ونشدّد مجدّدًا على أهمية تحديد المسؤولين في هذه الحالة".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، الإثنين، نتائج التحقيق في مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مرجحا أن تكون قد قتلت بـ "نيران خاطئة" لأحد جنوده، أثناء إطلاق النار على من تم تشخيصهم كمسلحين فلسطينيين، وقتها.

وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيان،"بعد سلسلة التحقيقات التي أجراها فريق مهني متخصص، لا يمكن تحديد بصورة جازمة، من كان وراء مقتل شيرين أبو عاقلة، رغم وجود احتمال كبير في أن تكون الصحفية قد قتلت بنيران خاطئة للجيش".

وأضاف أنه "إلى جانب هذا كله، من الجدير ذكره مع التأكيد والتوضيح، أن نيران جنود الجيش صوبت تجاه الذين أطلقوا النار على قواتنا".

وفتحت نتائج تحقيق الجيش احتمالا آخر، حين أكد بالقول: "هناك احتمال آخر لا يزال قائما، بأن تكون أبو عاقلة قد قتلت بنيران المسلحين الفلسطينيين".

وأشار بيان الجيش الإسرائيلي إلى أنه "مع انتهاء التحقيق، تم نقل جميع المعطيات إلى فحص النيابة العامة العسكرية، حيث تم عرض تحليل مفصل للبيانات التي تم جمعها، وإعطاء استجابة للأسئلة التوضيحية التي وجهت إلى فريق التحقيق".

وخلص تحقيق الجيش إلى أنه "بعد دراسة وفحص شامل للحادثة واستنادًا إلى كل المعطيات المتوفرة، وجدت المدعية العسكرية العامة أنه ووفقًا لظروف الحادثة، لا يوجد اشتباه في ارتكاب مخالفة جنائية يبرر فتح تحقيق جنائي لدى الشرطة العسكرية".

وبينما أعرب الجيش الإسرائيلي عن أسفه لمقتل الصحفية الفلسطينية، قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي آفيف كوخافي: "إن مقتل شيرين أبو عاقلة هو حدث مؤسف".

وخضعت الرصاصة التي أصابت أبو عاقلة، في مستهل يوليو/تموز الماضي لفحص باليستي في مختبر الطب الشرعي، من قبل هيئات مهنية إسرائيلية حضرها ممثلون أمريكيون مختصون من قبل منسق الأمن الأمريكي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وحدد الفحص أنه ونظرًا لوضع الرصاصة ونوعية العلامات التي كانت عليها فهناك صعوبة حقيقية بعملية التشخيص؛ حيث لم يستطع الجزم فيما إذا أطلقت أو لم تطلق الرصاصة من سلاح الجيش.

وتعليقا على بيان الجيش الإسرائيلي، قالت عائلة أبو عاقلة، في بيان، إن إسرائيل "أصدرت بيانًا حاول إخفاء الحقيقة وتجنب المسؤولية عن مقتل شيرين أبو عاقلة".

وتابع البيان "ما زلنا متألمين ومحبطين وخائبين بعمق. ومنذ مقتل شيرين، دعت أسرتنا إلى إجراء تحقيق أمريكي شامل ومستقل وذو مصداقية يؤدي إلى المساءلة، وهو الحد الأدنى الذي يجب أن تفعله الحكومة الأمريكية مع أحد مواطنيها".

ومضى قائلا "بما أن إسرائيل غير قادرة على محاسبة نفسها، فإننا نضغط أيضًا من أجل إجراء تحقيق شامل من قبل المحكمة الجنائية الدولية".
.

فرغم حديث الوزير بلينكن مرتين مع عائلة شيرين أبو عاقلة، عبر الهاتف، إلا أنه عقد اليوم الثلاثاء، أول لقاء شخصي مع شقيق أبو عاقلة، أنطون وابنته لينا في مقر وزارة الخارجية الأمريكية بالعاصمة واشنطن.


وقالت العائلة في بيان نشرته لينا أبو عاقلة، ابنة شقيق شيرين، في سلسلة تغريدات عبر حسابها بـ "تويتر": "انتهت عائلتنا للتو من الاجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن"، مشيرة إلى أنه رغم أن الأخير قدم بعض الالتزامات بشأن مقتل شيرين، إلا أن العائلة لا زالت تنتظر لترى ما إذا كانت هذه الإدارة سترد بشكل هادف على دعواتنا من أجل العدالة لشيرين.

مساءلة حقيقية
وأضافت: "أخبرنا وزير الخارجية الأمريكي بلينكن أن من واجبه حماية كل مواطن أمريكي، سنحمله هذا الواجب. لا شيء مقبول أقل من تحقيق أمريكي يؤدي إلى مساءلة حقيقية"، مشيرة إلى أن العائلة لن تتوقف حتى لا تتحمل أي عائلة أمريكية أو فلسطينية نفس الألم الذي نعاني منه.

وتابعت: "عبرنا لوزير الخارجية الأمريكي بلينكن عن أهمية لقاء الرئيس جو بايدن، إن اللقاء معه سيثبت لعائلتنا أن قضية شيرين هي أولوية لهذه الإدارة. نظرًا لأنه لم يقابلنا في القدس، أتينا إلى واشنطن العاصمة. نريده أن يسمع منا مباشرة".

وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي بلينكن "التزم بالشفافية مع عائلتنا في المستقبل، ونتوقع استشارتنا واطلاعنا كل خطوة على الطريق".

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قالت في الرابع من يوليو/تموز الماضي، إن منسق الأمن الأمريكي، أكد أن إطلاق النار من مواقع الجيش الإسرائيلي كان مسؤولا على الأرجح عن مقتل شيرين أبو عاقلة في 11 مايو/أيار الماضي بمخيم جنين في شمالي الضفة الغربية.

وفيما أشارت إلى أن منسق الأمن الأمريكي لم يجد أي سبب للاعتقاد بأن ذلك كان متعمدا، أكدت أن الولايات المتحدة تقدر وتواصل تشجيع التعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في هذه القضية البالغة الأهمية".
دعت الولايات المتحدة إلى "المساءلة" بخصوص مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبوعاقلة قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للضفة الغربية.

وبحسب وكالة رويترز فإنه من المتوقع أن يكون مقتل "أبوعاقلة" خلال مداهمة إسرائيلية في الضفة الغربية مسألة رئيسية خلال زيارة الرئيس جو بايدن الحالية للشرق الأوسط.

وخلصت واشنطن إلى أن "أبوعاقلة" أُصيبت برصاصة إسرائيلية على الأرجح، لكنها تقول إنه ليس لديها سبب للاعتقاد بأنها كانت متعمدة.

وفي تصريحات للصحفيين على متن طائرة الرئاسة مع بايدن خلال توجهه إلى المنطقة، كرر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان هذا الموقف لكنه قال إن واشنطن لا تعتبر القضية أُغلقت.

وأضاف: "الإدارة، بتوجيه من الرئيس، كانت منخرطة للغاية في المساعدة في محاولة تحديد ما حدث بالضبط بخصوص الظروف المأساوية لوفاتها".

"يتعين أن تُبذل جهود في المساءلة والتأكد من أن نجد طريقة لطي هذه الصفحة بشكل عادل. كانت صحفية، مواطنة أمريكية. الرئيس، وزير الخارجية، الفريق بأكمله يشعر بحزن من أجل الأسرة".

وأصيبت شيرين أبوعاقلة برصاصة في رأسها يوم 11 مايو/ أيار الماضي في أثناء تغطيتها لمداهمة إسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

ويعتقد الفلسطينيون أنها قُتلت عمدا على يد القوات الإسرائيلية فيما تنفي إسرائيل أن جنودها أطلقوا عليها الرصاص عمدا وتقول إنها ربما قُتلت إما بنيران خاطئة للجيش أو رصاصة أطلقها مسلح فلسطيني.

وقال سوليفان إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تحدث مع أسرتها ودعاها إلى اجتماع في واشنطن.

وستكون محادثات بايدن مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية يوم الجمعة هي الأولى بين رئيس أمريكي ورئيس فلسطيني منذ عهد إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.

وقاطع الفلسطينيون إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بسبب انحيازها لإسرائيل.

وتقول إسرائيل إن مسلحين فلسطينيين كانوا في اشتباك مع قواتها في مكان مقتل أبوعاقلة، ما جعل من الصعب تحديد الظروف بشكل دقيق لكن قواتها لم تطلق النار عليها عمدا.

وقدمت مراجعة للحادث من قبل مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الدعم لروايات الشهود عن مقتل أبوعاقلة بنيران إسرائيلية.

ويقول الفلسطينيون إن إطلاق الرصاصة على رأسها وأدلة أخرى تفيد بأنها استُهدفت عمدا. وتعهدوا بمتابعة القضية أمام المحكمة الجنائية الدولية.