ما هو تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الطاقة في أوروبا؟

اقتصاد

اليمن العربي

ضربت أزمة الوقود بالاتحاد الأوروبي على وقع الأزمة الأوكرانية، اقتصادات الدول الأكثر ضعفا ما يهدد بوقوع ملايين الأسر تحت خطر فقر الطاقة.

ما هو تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الطاقة في أوروبا؟

 

وازدادت أسعار الغاز في أوروبا بشكل سريع في الأشهر الماضية، وبالطبع كانت هناك تداعيات اقتصادية في الدول الموردة للطاقة، وستشعر بها في الأصل الدول الأكثر ضعفا. وبحسب الأمم المتحدة إن تجاوز فاتورة الكهرباء للأسرة لـ 10% من دخل الأسرة سيؤدي إلى فقر الطاقة.


ذكرت دراسة أجرتها جمعية الحرفيين والشركات الصغيرة في إيطاليا أن حوالى 4 ملايين أسرة (أكثر من 9 ملايين شخص) معرضون لخطر فقر الطاقة.

وذكرت وكالة "إيه جي آي" الإيطالية للأنباء أن الدراسة أجريت على الأسر التي تواجه صعوبات بسبب زيادة فواتير الكهرباء والغاز.
وتوضح الدراسة أن الأسر التي توصف بأنها في حالة فقر في الطاقة هي التي لا تستطيع استخدام نظام التدفئة في الشتاء، ونظام التبريد في الصيف بسبب الظروف الاقتصادية غير المستقرة.
ووفقا للدراسة فإن العاملين لحسابهم الخاص هم الأكثر عرضة لخطر فقر الطاقة. ويمكن أن تؤدي الزيادة الهائلة المتوقعة في قيمة فواتير الكهرباء والغاز في الخريف المقبل إلى تفاقم الوضع الاقتصادي للعديد من العائلات، خاصة المكونة من عاملين لحسابهم الخاص.

وتفيد الدراسة بأن الحرفيين والتجار الذين يعملون لحسابهم الخاص يدفعون الفواتير مرتين الأولى كمستخدمين منزليين، والثانية كرواد أعمال صغيرة لتدفئة أو تبريد أو إنارة محال عملهم.

وجغرافيا، تكشف الدراسة أن جنوب إيطاليا أكثر عرضة لفقر الطاقة، حيث يؤثر على ما بين 24% و36% من الأسر.

وعلى الرغم من التدابير التي اتخذتها حكومة ماريو دراجي في الأشهر الأخيرة لتخفيف حدة الأزمة، فقد ارتفعت تكاليف الطاقة بشدة، ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة في الماضي القريب.

قال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إن هناك حاجة ماسة لتحرك أوروبي عاجل للتعامل مع أزمة الطاقة التي بلغت ذروتها، وأصبحت إحدى أهم القضايا في الوقت الراهن.

وذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء أن ماتاريلا بعث رسالة إلى منتدى أمبروسيتي التجاري السنوي، اعتبر فيها أن الدول منفردة لا يمكنها التعامل بفاعلية مع أزمة الطاقة.

ودعا الرئيس الإيطالي أوروبا إلى المضي قدما من أجل تحرير نفسها من الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية.

واعتبر أن الاتحاد الأوروبي هو التكتل القاري الوحيد القادر على تهدئة أسعار الطاقة، ودعم أنشطة الإنتاج وضمان الخدمات للمواطنين.
وأشار إلى أن أزمة الطاقة فاقمت المشاكل والصعوبات الناجمة عن جائحة كورونا التي لم تنته بعد.

وأضاف ماتاريلا: "في الوقت ذاته، علينا العمل على تعظيم قطاع الطاقة المتجددة، وتأكيد التضامن الملموس مع أوكرانيا."
وأغسطس / آب الماضي، كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة يورك بإنجلترا، أن ثُلثي الأُسر في المملكة المتحدة سيعانون من فقر الطاقة بحلول يناير/كانون الثاني 2023، الذي سيأتي بالتزامن مع الدعم الذي من المقرر أن تقدمه الحكومة البريطانية.

ووجدت الدراسة، حسبما نقلت صحيفة (الجارديان) البريطانية عبر موقعها الإلكتروني، أن 18 مليون أسرة بريطانية (أي ما يعادل 45 مليون شخص) سيكافحون لتغطية نفقاتهم بعد الزيادات المتوقعة في أسعار الطاقة في أكتوبر/تشربن الأول ويناير/كانون الثاني المقبلين.

وأوضحت الدراسة البريطانية أن نحو 86.4% من الأزواج المتقاعدين سيواجهون فقر الطاقة، الذي يجري تحديده تقليديًا عندما تتجاوز تكاليف الطاقة 10% من صافي دخل الأسرة، فيما سيواجه 90.4% من الأسر بعائل واحد ولديهم طفلان أو أكثر فقر الوقود.

وتشير إلى أن هناك تباينًا إقليميًا كبيرًا في أزمة تكلفة المعيشة؛ حيث تتوقع 57.9% من الأسر في الجنوب الشرقي أن تكافح مع فواتير الطاقة بحلول يناير المقبل مقارنة بـ 70.9% غرب ميدلاندز و76.3% في أيرلندا الشمالية.

حسب موقع الأمم المتحدة، فإن نقص الطاقة هو عدم وجود ما يكفي من الطاقة لإحداث فرق في حياتك. أو عدم وجود طاقة على الإطلاق. هناك ما يقارب 800 مليون شخص على مستوى العالم ليس لديهم كهرباء، ونحو 2.6 مليار، أي ثلث سكان العالم، لا يحصلون على وقود الطهي النظيف. وفي زمن كوفيد-١٩، لا يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص البقاء في المنزل فقط، إذ لا تتوفر لديهم وسائل البقاء في ظل افتقارهم إلى الطاقة الكافية للعيش بشكل مريح في منازلهم والازدهار في أعمالهم.

ورغم أن الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة (SDG) يستهدف حصول جميع سكان الكوكب على طاقة نظيفة ومستدامة بأسعار معقولة. لكن كوفيد-١٩ أعاد 150 مليون شخص إلى الفقر المدقع، حيث تتزايد احتمالات عدم حصولهم على الطاقة. أو ربما كان لديهم الحد الأدنى من الطاقة والآن ليس لديهم أي شيء على الإطلاق. في إفريقيا، تتوفر الكهرباء في 24-25 بالمائة فقط من مرافق الرعاية الصحية الأولية، مما يشكل عقبةً جوهرية في توزيع اللقاحات.

في سبتمبر/أيلول الجاري، ستعقد الجمعية العامة حوارًا رفيع المستوى حول الطاقة لأول مرة منذ 40 عامًا. وسيكون الغرض منه شرح مدى أهمية الطاقة للمناخ والتنمية المستدامة، وطرح الابتكارات والأفكار لإخراج الناس من فقر الطاقة.