باحثون: تلوث الهواء يؤثر على أمعاء الرضيع

منوعات

اليمن العربي

اقترح بحث جديد من جامعة كولورادو أن التعرض لتلوث الهواء في الأشهر الستة الأولى من الحياة يؤثر على العالم الداخلي لبكتيريا الأمعاء أو الميكروبيوم لدى الطفل بطرق قد تزيد خطر الإصابة بالحساسية والسمنة ومرض السكري، وحتى التأثير على نمو الدماغ.

باحثون: تلوث الهواء يؤثر على أمعاء الرضيع


ونُشرت الدراسة في مجلة "جت ميكروبس"، وهي الأولى من نوعها التي تشير إلى وجود صلة بين الملوثات المستنشقة الناتجة عن حركة المرور والمصانع وحرائق الغابات وبين التغيرات في صحة الميكروبات عند الرضع.
وقالت الباحثة تانيا ألديريت الأستاذة المساعدة في علم وظائف الأعضاء التكاملي: "تضيف هذه الدراسة إلى مجموعة الأدبيات المتزايدة التي تظهر أن التعرض لتلوث الهواء، حتى أثناء الطفولة، قد يغير ميكروبيوم الأمعاء، ويترك آثارًا هامة على النمو".
وعند الولادة، يستضيف الرضيع القليل من البكتيريا المقيمة. وعلى مدى أول سنتين إلى ثلاث سنوات من العمر، فإن التعرض لحليب الأم والطعام الصلب والمضادات الحيوية والتأثيرات البيئية الأخرى تشكل تأثيرًا على الكائنات الحية الدقيقة في أمعائه.
وهذه الميكروبات والمستقلبات، أو المنتجات الثانوية، التي تنتج عند تكسر الطعام أو المواد الكيميائية في الأمعاء، تؤثر على مجموعة من أنظمة الجسم التي تشكل الشهية، وحساسية الأنسولين، والمناعة، والمزاج والإدراك.
وقالت ألديريت: "هذا يجعل الحياة المبكرة نافذة حرجة، حيث للتعرض لتلوث الهواء آثار صحية ضارة بشكل غير متناسب".
واعتمدت الدراسة على فحص عينات براز لمئات من الأطفال الرضع، مع دراسة التسلسل الجيني لهم.
أظهرت أبحاث من جامعة زيوريخ أن الحد الأقصى لفحص الجينات الذي يوصي به بعض الأطباء قبل الحمل يتعلق بكشف الخطر في 44% من الأزواج المرتبطين بالدم، و5% فقط من الأزواج الآخرين.
وقال الباحثون إن الطفرات غير الوراثية المكتسبة حديثًا سبب رئيسي لمعدل الكشف المنخفض لفحص الجينات قبل الحمل.
ووفقًا لموقع "ساينس دايلي"، يوصي بعض الأطباء بهذا الفحص لكشف ما إذا كان الأبوان يعانيان من نفس الخلل الجيني، فكلاهما يمكن أن ينقل هذا الخلل إلى الطفل، وغالبًا ما تتسبب هذه الحالة في إصابة المولود بمرض خطير.
ويختبر فحص الجينات قبل الحمل 3000 عامل وراثي قد تسبب إعاقات ذهنية واضطرابات في النمو والتوحد واضطرابات أخرى.
وقالت أنيتا راوخ مديرة علم الوراثة الطبية في جامعة زيورخ المشرفة على الدراسة: "تمكّنا من إظهار أن هذا النوع من الاختبارات الجينية الواسعة يمكن أن يكتشف خطر إصابة الطفل باضطراب شديد في النمو في نحو 44% من الحالات إذا كان الوالدان أبناء عمومة، وهو أمر شائع في بعض المجموعات السكانية".
ولا يزال الاختبار يكشف عن نحو 5% من الحالات في الأزواج غير الأقارب، لكن فقط إذا تم التحقيق في جميع الجينات المتنحية المعروفة.
وقالت النتائج: "من المحتمل أن يكون هناك عدة آلاف من الجينات التي لم يتم التعرف عليها بعد، والتي قد تسبب أيضًا اضطرابات في النمو. مثلًا في مجموعة الدراسة التي تم فحصها، ظل سبب اضطراب النمو لدى الأطفال غير معروف في نحو 58% من الحالات".


حذّرت دراسة جديدة من التأثير الضار للأدوات المنزلية والمنتجات التي تحتوي على الميلامين وحمض السيانوريك والأمينات العطرية، بعدما تبين وجودها في كل العينات التي تم أخذها من نساء حوامل، نظرًا لارتباطها بالسرطان والتأثير على نمو الجنين.
وأجريت الدراسة في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وكلية جون هوبكنز للصحة العامة، ووجدت أن الحوامل يتعرضن لهذه المواد الكيميائية من خلال هواء التنفس، والغبار المنزلي، والطعام الملوث بهذه العناصر.
ويدخل الميلامين في صناعة البلاستيك، ويوجد في الأواني والأرضيات وطاولات المطبخ. كما يستخدم حمض السيانوريك كمطهّر ومثبت بلاستيكي ومذيب تنظيف في حمامات السباحة. وتوجد الأمينات العطرية في أصباغ الشعر، والماسكارا، وحبر الوشم، والطلاء، ودخان التبغ، وعادم الديزل.
ووفقًا لموقع "ميديكال إسكبريس"، قام الباحثون بفحص عينات من البول لـ 171 امرأة من عرقيات مختلفة، وكانت دراسات سابقة قد وجدت تأثيرًا سامًا لمادة الميلامين على الكليتين. ويمكن للميلامين أن يقلل من وظائف المخ، إلى جانب تحفيز الإصابة بالسرطان.
وقال جيهاي تشوي، الباحث الأول في الدراسة: "تثير النتائج التي توصلنا إليها مخاوف بشأن صحة النساء الحوامل والأجنة، لأن بعض هذه المواد الكيميائية معروفة بأنها مواد مسرطنة، وذات تأثير سام على نمو الأجنة ". "من الواضح أن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات تنظيمية للحد من التعرض".
وقالت جيسي باكلي كبيرة الباحثين في الدراسة: "إنه أمر مقلق أن نستمر في العثور على مستويات أعلى من العديد من هذه المواد الكيميائية الضارة في النساء ذوات البشرة الملونة".