قرقاش: "ميخائيل جورباتشوف" شخصية تاريخية وتراجيدية في آن واحد

عرب وعالم

اليمن العربي

وصف الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، الأربعاء، ميخائيل جورباتشوف، آخر زعماء الاتحاد السوفياتي، بأنه "شخصية تاريخية وتراجيدية في آن واحد".

وقال قرقاش، عبر تغريدة على تويتر، إن "ميخائيل جورباتشوف الذي رحل عنا أمس شخصية تاريخية وتراجيدية في آن واحد".

قرقاش: "ميخائيل جورباتشوف" شخصية تاريخية وتراجيدية في آن واحد


وأضاف: "سعى لإصلاح الاتحاد السوفياتي والتعاون مع النظام الدولي منهيًا الحرب الباردة والتدخل في أفغانستان وسباق التسلح، ليرى في النهاية تفكك الاتحاد بفعل التاريخ والاقتصاد".

واختتم تغريدته: "العبرة أن التاريخ تكتبه النتائج وليس النوايا".
وتُوفي ميخائيل جورباتشوف، آخر زعيم للاتحاد السوفياتي، مساء الثلاثاء، عن 91 عامًا في روسيا بعد صراع طويل مع المرض.
أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن أسفه لوفاة ميخائيل جورباتشوف، آخر زعيم للاتّحاد السوفياتي السابق، واصفا إياه بأنه "قائد نادر".

وقال بايدن في بيان إنّ جورباتشوف "بصفته زعيمًا لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية عمل مع الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان للحدّ من الترسانتين النوويتين لبلدينا، ممّا أراح الناس في جميع أنحاء العالم الذين كانوا يصلّون من أجل إنهاء سباق التسلّح النووي".


وأضاف أنّ الراحل و"بعد عقود من القمع السياسي الوحشي، اعتمد إصلاحات ديمقراطية" خلال قيادته الاتّحاد السوفياتي، معتبرًا أنّ هذه "كانت تصرّفات قائد نادر - قائد لديه من الخيال ما يكفي ليرى أنّ مستقبلًا مختلفًا ممكن، ومن الشجاعة ما يكفي للمخاطرة بحياته المهنية كلّها لتحقيق ذلك".

وأضاف أنّ "النتيجة كانت عالمًا أكثر أمانًا وأكثر حرية لملايين الأشخاص".

من جهتها، قالت "مؤسسة ريجان" في تغريدة إنّها "حزينة لرحيل رجل كان في يوم من الأيام خصمًا سياسيًا لرونالد ريجان وانتهى به الأمر ليصبح صديقًا له".

وتوفي آخر زعيم للاتحاد السوفياتي عن 91 عامًا مساء الثلاثاء في روسيا، حسب ما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن المستشفى.

وقال "المستشفى المركزي العيادي" التابع للرئاسة الروسية في بيان أوردته وكالات "إنترفاكس" و"تاس" و"ريا نوفوستي" إنّه "مساء الثلاثاء وبعد صراع طويل مع مرض خطير، توفي ميخائيل سيرغييفيتش جورباتشوف".

وجورباتشوف الذي وصل إلى السلطة في 1985، أطلق سلسلة إصلاحات سياسية واقتصادية هدفت إلى تحديث الاتحاد السوفياتي الذي كان يعاني من أزمات حادّة.

وكان جورباتشوف من أنصار التقارب مع الغرب وفاز في 1990 بجائزة نوبل للسلام لتفاوضه مع ريجان على اتفاقية تاريخية للحدّ من الأسلحة النووية، كما اعتُبر قراره بمنع الجيش السوفياتي من التدخّل للحؤول دون سقوط جدار برلين قبل عام من ذلك عاملًا أساسيًا في الحفاظ على السلام.
توفي ميخائيل جورباتشوف، آخر زعيم للاتحاد السوفياتي، عن 91 عامًا في روسيا، حسب وكالات الأنباء الروسية.

وقال "المستشفى المركزي العيادي" التابع للرئاسة الروسية في بيان أوردته وكالات "إنترفاكس" و"تاس" و"ريا نوفوستي" إنّه "مساء الثلاثاء وبعد صراع طويل مع مرض خطير، توفي ميخائيل سيرغي جورباتشوف".


وجورباتشوف الذي وصل إلى السلطة العام 1985، أطلق موجة إصلاحات سياسية واقتصادية هدفت إلى تحديث الاتحاد السوفياتي الذي كان يعاني من أزمات حادّة، لكن فشلها أدى تفكك الاتحاد.

وكان جورباتشوف من أنصار التقارب مع الغرب وفاز عام 1990 بجائزة نوبل للسلام.

وبين 1990 و1991 تولّى جورباتشوف منصب رئيس الاتحاد السوفياتي قبل أن يضطر في النهاية إلى الاستقالة في 25 ديسمبر/ كانون الأول، في خطوة أدّت لانهيار الاتحاد السوفياتي.

وكان جورباتشوف آخر زعيم من حقبة الحرب الباردة لا يزال على قيد الحياة.

وأمضى جورباتشوف القسم الأكبر من العقدين الماضيين على هامش الحياة السياسية في روسيا، ودعا، بشكل متقطّع، كلًا من الكرملين والبيت الأبيض إلى إصلاح العلاقات مع تصاعد التوترات بينهما إلى المستوى الذي كانت عليه خلال الحرب الباردة منذ ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014 ثم العملية العسكرية بأوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي.

وأمضى جورباتشوف سنيّ حياته الأخيرة بين المستشفى والمنزل، إذ تردّت صحّته كثيرًا كما أنّه فرض على نفسه الحجر الصحّي الوقائي خلال فترة جائحة كوفيد-19.

وكان جورباتشوف موضع تقدير كبير في الغرب الذي كان يسمّيه تحببًا "غوربي".

وفاز الراحل بجائزة نوبل للسلام في 1990 لتفاوضه مع الرئيس الأمريكي في حينه رونالد ريغن على اتفاقية تاريخية لنزع الأسلحة النووية، كما اعتُبر قراره بمنع الجيش السوفياتي من التدخّل للحؤول دون سقوط جدار برلين قبل عام من ذلك عاملًا أساسيًا في الحفاظ على السلام.


وشهد عهد جورباتشوف تحولات كبرى في سياسة البلاد الداخلية والخارجية، ومحاولات إصلاحية أدى فشلها إلى تفكك الاتحاد واستقلال الجمهوريات المكونة له، مع الاستحواذ على سلطة تئن تحت وطأة عقود من الركود الاقتصادي، بسبب التراجع المستمر لمعدلات النمو والفاعلية الإنتاجية، وتكاليف الحرب الباردة، وبرامج سباق التسلح مع الأمريكيين، وخسائر الاستنزاف الحربي جراء التورط في المستنقع الأفغاني، وأزمة الحريات في الدولة.

عندما تولى جورباتشوف زعامة الاتحاد السوفياتي في عام 1985، كان الاتحاد السوفياتي إحدى القوتين العظميين الأكبر في العالم. وبحلول عام 1989، كانت إصلاحاته السياسية الليبرالية، والتي عرفت باسمي "البيريسترويكا" و"الغلاسنوست"، قد غيّرت الشيوعية السوفياتية إلى الأبد، وصنعت له أعداء على اليمين وعلى اليسار على حد سواء.

وتضمنت سياساتُه الإصلاحية الداخلية في خطوطها العريضة الاهتمامَ بالديمقراطية وحقوق الإنسان، والتحول إلى اقتصاد السوق، وإلغاء احتكار الحزب الشيوعي للسلطة وحظر التعددية الحزبية، وزيادة استقلالية المؤسسات المحلية، وإطلاق سراح مئات السجناء السياسيين.
وعلى مستوى السياسة الخارجية، عمل جورباتشوف على إبعاد علاقات بلاده الدولية عن العسكرة، ويسعى لتحسين روابطه مع الدول الغربية الرأسمالية والحد من التسلح، وبدءا من ديسمبر/ كانون الأول 1987 وقعت موسكو وواشنطن عدة اتفاقيات للتخلص من الصواريخ النووية المتوسطة المدى في البلدين، كما خفضت موسكو قواتها التقليدية بأوروبا الشرقية.

وخلال 1988-1989 أمر بسحب جميع القوات التي شاركت في الغزو السوفياتي لأفغانستان عام 1979 لمساندة الحكومة الشيوعية فيها، واكتمل ذلك الانسحاب في فبراير/ شباط 1989، وفي 7 ديسمبر/ كانون الأول 1988 ألقى جورباتشوف كلمة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أعلن فيها نهاية الحرب الباردة.

ولم يستطع جورباتشوف تطبيق خططه الإصلاحية كما ينبغي، فإضافة إلى كارثة مفاعل تشيرنوبل النووي في أبريل/ نيسان 1986، واجهته منذ عام 1989 مشكلات اقتصادية كبيرة في الإنتاج والتوزيع، واضطرابات قومية في مختلف الجمهوريات السوفياتية، وأحداث عالمية حاسمة مثل انهيار جدار برلين وخروج دول أوروبا الشرقية من العباءة الشيوعية.

ويعد جورباتشوف أحد رجال الدولة المقدرين لدى الكثير من الروس، لأنه وضع حدًا للنظام الشمولي الذي خلقه لينين وستالين، وحرّر الروس من الخوف حتى يعبّروا عن آرائهم بحرية، وأنهى الاحتكار الشيوعي للسلطة، وأجرى انتخابات تنافسية، وإضافة إلى ذلك، عبّد الطريق أمام أوروبا الشرقية لتخرج من فلك موسكو، من دون عنف في الغالب، وعلى المستوى الخارجي، يصفه الإعلام الغربي بأنه "رجل الديمقراطية الأول في روسيا".