عاجل.. مقتدى الصدر يعتذر للشعب العراقي ويجدد اعتزاله السياسة

عرب وعالم

اليمن العربي

قال مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري بالعراق، إنه يعتذر للشعب العراقي، المتضرر الوحيد مما يحدث.

عاجل..  مقتدى الصدر يعتذر للشعب العراقي ويجدد اعتزاله السياسة

 

وأضاف في مؤتمر صحفي، يعقده حاليا، إثر الاحتجاجات الدامية في بغداد، "كنا نأمل أن تكون هناك احتجاجات سلمية لا بالسلاح".


وجدد الصدر اعتزاله السياسة، الذي أعلن عنه أمس الإثنين، قائلا "لن أعود إليها نهائيا".

وتابع: "أحزنني ما يحدث في العراق، والقاتل والمقتول في الاشتباكات في النار، ووطننا أسير للفساد والعنف، أسير مطأطئ الرأس الآن، وبئست الثورة التي يشوبها العنف".

وأردف قائلا: "كنا نأمل أن تكون هناك احتجاجات سلمية لا بالسلاح، أنتقد ثورة التيار الصدري الآن".

وقدم الصدر الشكر لقوات الأمن، التي وقفت حيادية بين جميع الأطراف، حسب تعبيره.


الصدر قال أيضا إنه لا يوافق ولا يريد الآن، أي مظاهرات حتى لو كانت سلمية،  مهددا أنصاره بالتبرئ منهم إذا لم ينسحبوا.

ووجه الصدر أنصاره بالانسحاب من البرلمان خلال ساعة واحدة، مهددا بموقف آخر إن لم يطيعوه.
أكد الرئيس العراقي برهم صالح أن الدم العراقي خط أحمر، وذلك في معرض تعليقه على الأحداث التي شهدتها البلاد اليوم الإثنين.

وقال صالح في تغريدة على "تويتر" "تثبّتوا في قتامِ العِشْوةِ، واعْوجاجِ الفتنةِ عندَ طُلوعِ جَنينها، وظُهورِ كمينها، وانْتِصابِ قُطبِها، وَمدارِ رَحاهَا، تبدأُ في مَدارجَ خَفيّةٍ، وتؤولُ إِلى فظاعَةٍ جليَّةٍ، شِبابُها كَشِبابِ الْغُلام".


وأضاف أن "الدم العراق خط أحمر".

ومن جانبه، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، على اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الموقف وتجنب أي عنف في العراق.

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في بيان، إن "الأمين العام يتابع بقلق الاحتجاجات الجارية في العراق اليوم، والتي دخل خلالها المتظاهرون إلى المباني الحكومية، وهو قلق بشكل خاص بشأن التقارير عن وقوع إصابات"، لافتا إلى أنه "يدعو إلى الهدوء وضبط النفس، ويحث جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة على اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الموقف وتجنب أي عنف".

وأضاف أن "الأمين العام يحث بقوة جميع الأطراف والجهات الفاعلة على رفع مستوى خلافاتهم والانخراط، دون مزيد من التأخير، في حوار سلمي وشامل بشأن طريقة بناءة للمضي قدما".

إدانة أوروبية
وبدوره، دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف في العراق إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

وذكرت بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق في بيان مقتضب "ندعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".

وفي وقت سابق، دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) جميع الأطراف إلى الامتناع عن العنف فورًا.

وذكر (يونامي) في بيان مقتضب تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، "ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن العنف فورًا"، لافتا إلى أن "ضبط النفس والتهدئة ضروريان لكي يسود صوت العقل".

وشهدت بغداد، اليوم الإثنين، اقتحام متظاهرين القصور الرئاسية في بغداد بعد ساعات من إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي بشكل نهائي وغلق كافة المؤسسات.
قررت المحكمة الاتحادية العليا في العراق إرجاء عقد الجلسة التي كانت مقررة اليوم الثلاثاء، للنظر في دعوى حل البرلمان.

وبررت المحكمة قرار التأجيل، بأنها لم تنظر في الدعوى المعروضة أمامها بسبب حظر التجوال، المفروض من القوات الأمنية منذ أمس.


وأمس الإثنين، أعلنت العمليات المشتركة بالعراق حظر التجول الشامل في العاصمة بغداد، بدءا من الساعة 3:30 عصرا، بالتوقيت المحلي.

وذلك إثر اقتحام محتجين غاضبين على قرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزال السياسة، القصر الجمهوري.

ويشمل الحظر -الذي لم يلق آذانا مصغية لدى المحتجين- المركبات والمواطنين كافة.

ويحتدم الصراع بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، منذ أمس الإثنين، ووصل التوتر في بغداد إلى حدّ سقوط أكثر من 20 قتيلا، وإصابة العشرات.

واتجهت الأنظار اليوم الثلاثاء، إلى المحكمة الاتحادية، للحسم بشأن حل البرلمان، وهو المطلب الصدري الأبرز، الذي طالب به أنصار الزعيم مقتدى الصدر، قبل وبعد اعتزاله، للخروج من الأزمة السياسية.

ورغم أن الأزمة العراقية مرشحة لكل السيناريوهات، إلا أن قرار المحكمة الاتحادية اليوم، بشأن حلّ البرلمان من عدمه، يعدّ مصيريا، وقد يكون خطوة نحو تهدئة الشارع الغاضب من الوضع السياسي، وانسداد طرق الحل.

وسبق أن أجلت نفس المحكمة الأربعاء الماضي موعد البت في الدعوى المرفوعة، إلى 30 أغسطس/ آب؛ أي اليوم الأربعاء.

وطالب الصدر قبل إعلان اعتزاله السياسة، صراحة المجلس الأعلى للقضاء، بحل البرلمان، وبالتوجه إلى انتخابات مبكرة، يحدد رئيس الجمهورية برهم صالح موعدها المناسب، ودعوة الناخبين إليها.

وجاء قرار الصدر الاعتزال السياسي، إثر منحه مهلة للمحكمة الاتحادية، للبت في الدعوى التي رفعها مواطنون عراقيون، لحل البرلمان، وانتهت تلك المهلة قبل يوم من القرار المفاجئ لزعيم التيار.

وتواجه دعوى حل البرلمان معارضة قوية من قوى "الإطار التنسيقي"، الموالية لإيران، كما لا تلقى تأييدا صريحا من باقي القوى الكردية والسنية، غير أنها لا تبدي اعتراضا علنيا على ذلك.