دولة الإمارات.. أول بلد في المنطقة تحتضن مقرا للمعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

أصبحت دولة الإمارات أول بلد في المنطقة تحتضن مقرا للمعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه، ضمن جهودها الرامية لتحقيق الحياد المناخي.

دولة الإمارات تحتضن أول مقر إقليمي للمعهد العالمي لاحتجاز الكربون

 

وأعلنت مدينة مصدر، المركز الإقليمي للابتكار التكنولوجي والبحث والتطوير في أبوظبي، عن افتتاح أول مقر إقليمي للمعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه في الشرق الأوسط.


حضر الافتتاح جيراد دانييلز، الرئيس التنفيذي العالمي للمعهد، الذي كان يزور المنطقة في إطار جولة استمرت خمسة أيام، رافقه خلالها الدكتور محمد أبو زهرة، الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه، وجيف إريكسون، المدير العام لعلاقات العملاء.

ويعدّ المعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه مؤسسة بحثية دولية تعمل على تعزيز تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه بما يدعم الجهود الرامية لتحقيق الحياد المناخي.

ويسعى المعهد إلى التعاون بشكل وثيق مع الشركاء المعنيين ومؤسسات القطاع العام لتحقيق الأهداف المتعلقة بالتقاط واستخدام وتخزين ثاني أكسيد الكربون في المنطقة خلال الأشهر والسنوات المقبلة.


وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، رئيس مجلس إدارة "مصدر" - بهذه المناسبة -: " بفضل توجيهات القيادة، تساهم دولة الإمارات بدور رائد في استخدام التكنولوجيا المتقدمة للحد من تداعيات تغير المناخ، ومن الأمثلة على ذلك تكنولوجيا التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، حيث تعتبر دولة الإمارات أول دولة في المنطقة تقوم بتطبيق هذه التقنية على نطاق صناعي واسع".

وأوضح: يأتي تأسيس مقر المعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه ضمن مدينة مصدر كخطوة إضافية تدعم جهود دولة الإمارات في هذا المجال، حيث يتماشى هدف المعهد الرامي إلى تسريع عملية تبني تقنيات احتجاز الكربون مع الدور الذي تلعبه "مصدر" كحاضنة ومحفزة للجهود التي تركز على ابتكار التكنولوجيا النظيفة.

وأضاف: نتمنى للمعهد تحقيق نجاحات مميزة ليواصل مساهماته القيمة في دعم جهود خفض الانبعاثات، خاصة في ضوء استعدادات دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ /COP28/ في عام 2023.

وتابع: افتتاح مقر المعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه في الشرق الأوسط ضمن مدينة مصدر يعكس التزام دولة الإمارات و"مصدر" بالسعي للتوصل إلى حلول عملية للحد من تداعيات تغير المناخ.

وأكد الجابر على أهمية تقنيات احتجاز الكربون كإحدى الوسائل الفعالة التي يعتمد عليها العالم في مواجهة تغير المناخ، حيث نشهد تنامي الوعي بفعالية هذه التقنيات وبأن تطبيقها على نطاق واسع يشكل عاملًا أساسيًا لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.

ومن خلال تأسيس مقره الإقليمي الجديد ضمن مدينة مصدر، سيستفيد المعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه من البنية التحتية الرقمية المميزة لمدينة مصدر، والأطر التشريعية المتطورة، وغيرها من مبادرات البحث والتطوير التي تركز على الاستدامة.

وينضم بذلك المعهد إلى عدد من المؤسسات والشركات البارزة التي تتخذ من مدينة مصدر مقرًا لها، وتشمل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، وشركة سيمنز انرجي، حيث تمتلك الأولى مقرًا دائمًا والثانية مقرًا إقليميًا ضمن المدينة التي تمثل مجمعًا حضريًا مستدامًا.

وتشمل قائمة الأسماء البارزة التي تتخذ من مدينة مصدر مقرًا لها، جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، هانيويل، وحدة دعم الابتكار التكنولوجي التي تشكل حاضنة للشركات الناشئة وأول وحدة من نوعها في المنطقة تركز على دعم وتسريع تطوير شركات ناشئة في مجال الاستدامة.

من جانبه، قال جيراد دانييلز: بعد سنوات من التطلعات الطموحة، نشهد اليوم الاستفادة بشكل فعلي من الفرص المتاحة في مجال احتجاز وتخزين الكربون ضمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وإن ما يتم إحرازه من تقدم في هذا المجال يعتبر واعدًا.
وأضاف: هذه المنطقة تمتلك كافة المقومات لتلعب دورًا رياديًا واسع النطاق في سوق احتجاز وتخزين الكربون وجهود التحول في قطاع الطاقة. ومع تأسيس مقر إقليمي جديد للمعهد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، فإننا نتطلع إلى المساهمة بدور فاعل في هذا المجال.

ويعتبر احتجاز وتخزين الكربون تقنية مبتكرة تساهم في الحد من تأثير تغير المناخ من خلال احتجاز غاز ثاني أكسيد الكربون، ويتم ذلك عادة من خلال التقاطه من مصدر محدد ضمن منشأة صناعية، ليتم بعد ذلك تخزينه تحت سطح الأرض قبل أن ينتشر ويؤثر سلبًا على الغلاف الجوي. وتوجد حاليًا ثلاث منشآت لالتقاط وتخزين الكربون في منطقة الخليج العربي، والتي تستحوذ على 10% من حجم غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتم التقاطه باستخدام هذه التقنية في العالم سنويًا.

وإلى جانب قيام وفد المعهد بزيارة مدينة مصدر في أبوظبي لافتتاح المقر الإقليمي للمعهد، التقى الوفد أيضًا بعدد من الشركاء الرئيسيين في دبي والمملكة العربية السعودية، لمناقشة الفرص المتاحة لتوسيع نطاق الجهود في مجال احتجاز وتخزين الكربون.