وكالة ناسا تتأهب للعودة إلى القمر بصاروخ عملاق

تكنولوجيا

اليمن العربي

يواجه الفريق الفني لوكالة الفضاء الأمريكية صعوبة في ملء أحدث صاروخ مقرر انطلاقه من فلوريدا إلى القمر قبل ساعات قليلة من الموعد المحدد.

 

ومن المقرر أن ينطلق أحدث صاروخ تابع لناسا لأول مرة اليوم الاثنين، وقد بدأ ملء الخزانات بتأخير ساعة تقريبًا بسبب ارتفاع خطر الصواعق في منتصف الليل.

أيضا كان من المقرر أن تستمر العمليات ساعات عدة حتى ملء الصاروخ بأكثر من 3 ملايين لتر من الهيدروجين والأكسجين السائل شديد البرودة.

لكن قرابة الساعة الثالثة صباحًا بالتوقيت المحلي، رُصد تسرب محتمل أثناء ملء الطبقة الرئيسية بالهيدروجين، ما أدى إلى توقف العمليات مؤقتًا.

وبعد إجراء اختبارات، استؤنفت العمليات بصورة طبيعية أخيرًا، مع استمرار الفرق الموجودة في الموقع بمراقبة الموقف عن كثب.


ولن يتمكن صاروخ "إس إل إس" البرتقالي والأبيض، والبالغ علوّه 98 مترًا، من الإقلاع في حالة هطول أمطار أو عواصف رعدية.

وبعد نصف قرن على رحلة "أبولو" الأخيرة، من شأن مهمة "أرتيميس 1" أن تؤذن بإطلاق البرنامج الأمريكي للعودة إلى القمر، والذي يُفترض أنه سيتيح للبشرية لاحقًا الوصول إلى المريخ على متن المركبة عينها.

وسيتم إطلاق الكبسولة "أوريون" غير المأهولة في مدار حول القمر، للتحقق من أن المركبة آمنة لنقل رواد فضاء في المستقبل، بينهم أول امرأة وأول شخص من أصحاب البشرة الملونة يمشيان على سطح القمر.

 

وقال رئيس "ناسا" بيل نيلسون في نهاية الأسبوع الفائت: "هذه المهمة تحمل أحلام وآمال الكثير من الناس"، مضيفًا: "نحن الآن جيل أرتيميس".

وفي مؤشر إلى التغييرات الحاصلة، ستعطي أول مديرة لعمليات الإطلاق في وكالة "ناسا"، تشارلي بلاكويل تومسون، إشارة "الانطلاق" النهائية.

وتمثل النساء 30% من القوة العاملة في غرف الإطلاق، بعدما كان عددهن يقتصر على امرأة واحدة في مهمة "أبولو 11".

وبعد دقيقتين من الإقلاع ستعود أجهزة الدفع إلى المحيط الأطلسي، وبعد ثماني دقائق ستنفصل الطبقة الرئيسية بدورها.

من ثم بعد حوالى ساعة ونصف ساعة، سيؤدي دفع أخير للطبقة العليا إلى وضع الكبسولة في طريقها إلى القمر، فيما يستغرق الوصول إلى هناك أيامًا عدة.

ومن المتوقع أن يحضر العرض ما بين مئة ألف شخص ومئتي ألف، بينهم نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس.
قال بيل نيلسون مدير وكالة "ناسا" الأمريكية للفضاء، إن الهبوط الجديد لرواد الفضاء على سطح القمر سيهدف إلى ضمان بقاء الإنسان هناك

وأضاف نيلسون لشبكة "إن بي سي" الأمريكية: "نحتاج إلى التركيز على البقاء على القمر لفترة أطول من مجرد الهبوط والبقاء هناك لمدة يومين ثم المغادرة".


وأكد مدير "ناسا" أن البشرية ستذهب إلى القمر "للعيش والدراسة هناك"، معتبرا أن حجم هذه المهام هو الذي يجعل الاستعدادات لهبوط رواد الفضاء على سطح القمر تستغرق وقتا طويلا.

وتابع نيلسون: "بمجرد أن نذهب إلى القمر، سنعيش وندرس هناك. سنطور تقنيات جديدة، كل هذا من أجل الذهاب إلى المريخ مع أشخاص آخرين". وأوضح أنه لا يعتبر أنه من الممكن على المدى القصير لشخص ما أن يعيش على القمر بالمعنى المعتاد عموما.


وتأتي تصريحات نيسلون، قبل ساعات من استعداد وكالة ناسا لإطلاق مهمة "أرتيميس 1" إلى القمر، الإثنين، باستخدام أقوى صواريخها على الإطلاق، في رحلة تستمر شهرا.


وتتم عملية الإطلاق من مركز "كينيدي" للفضاء في فلوريدا، حيث سيجري إرسال صاروخ نظام الإطلاق الفضائي، حاملا كبسولة "أوريون" ما يدشن عودة "ناسا" إلى سطح القمر.

وبات الصاروخ البرتقالي والأبيض العملاق البالغ ارتفاعه 98 مترًا موجودًا منذ أسبوع في موقع الإطلاق الشهير "39B" بمركز كينيدي للفضاء.

وتمثل عملية الإطلاق المهمة الأولى في برنامج "أرتيميس" التابع للوكالة، والذي من المتوقع أن يشهد هبوط رواد فضاء على القمر في مهمته الثالثة عام 2025. ورغم أن "أرتيميس 1" لن يحمل رواد فضاء، ولن يهبط على القمر، فإن المهمة حاسمة لإثبات أن صاروخ "ناسا" الضخم وكبسولة الفضاء قادرانا على القيام برحلات مأهولة إلى القمر في مرحلة لاحقة.

 

وتأخر إطلاق "أرتيميس 1" لسنوات، حيث تجاوز البرنامج الميزانية المرصودة، إذ قدر المسؤولون في عام 2012 أن صاروخ نظام الإطلاق الفضائي سيكلف 6 مليارات دولار لتطويره، على أن يتم إطلاقه بحلول عام 2017.

ومع ذلك، لم يطلق حتى الآن، وكلف تطويره أكثر من 20 مليار دولار، وتضخمت تكلفة إطلاقه للمرة الأولى إلى 4.1 مليار دولار من 500 مليون دولار كانت مقدرة في البداية.

وتأتي عملية الإطلاق المقررة الإثنين بعد 50 عامًا على آخر رحلة أمريكية إلى القمر ضمن برنامج "أبولو". ومع أن رحلة الصاروخ الجديد لا تعدو كونها تجريبية، ولن تكون مأهولة، لكنها تكتسي أهمية رمزية كبيرة بالنسبة إلى ناسا التي تستعد لهذا الإقلاع منذ أكثر من عقد.

وتأمل وكالة الفضاء الأمريكية أن يجسّد هذا البرنامج مستقبلها، وأن يثبت أنها لا تزال قادرة على المنافسة في ظل طموحات جهات عدة من أبرزها الصين وشركة "سبايس إكس".