دراسة تربط مرض التوحد بجزء في الدماغ.. ماذا كشفت؟

منوعات

اليمن العربي

يعكف فريق من الباحثين في الولايات المتحدة على طرح تساؤلات ومحاولة تقديم إجابات تتعلق بتطور جزء من مخ الانسان يعرف باسم "القشرة الجديدة" وعلاقة هذا الجزء ببعض الإعاقات والأمراض الذهنية التي تصيب البشر مثل مرض التوحد.

دراسة تربط مرض التوحد بجزء في الدماغ.. ماذا كشفت؟


ويؤكد الفريق البحثي من كلية الطب بجامعة "إيه أند إم" بولاية تكساس الأمريكية أن الدراسة الجديدة تثري حجم معرفتنا بدور القشرة الجديدة لمخ الانسان "نيو كورتيكس" في تفسير التفوق العقلي والذهني لدى البشر مقارنة بغيرهم من الثدييات، وعلاقة هذا الجزء باصابة البعض بإعاقات ذهنية مثل "اضطرابات طيف التوحد".
القشرة الجديدة
وأدرك العلماء منذ سنوات طويلة أن هناك علاقة قوية بين درجة ذكاء الثدييات وتلك الطبقة الجديدة من الخلايا في الجزء العلوي من المخ التي تعرف باسم القشرة الجديدة، ويعتبر هذا الجزء من المخ هو المسؤول عن الوظائف العليا للبشر مثل الفهم والادراك واللغة. وتعكس المساحة المسطحة للقشرة الجديدة مدى تطور القدرات العقلية لفصائل الثدييات المختلفة.
ويعتقد العلماء أن اضطرابات طيف التوحد من بين الأمراض الذهنية التي تتعلق بنمو هذا الجزء من المخ البشري. ومن بين العوامل الأساسية التي تحدد أسس نمو القشرة الجديدة طريقة توزيع وعدد الخلايا الجذعية العصبية التي تقوم بدور الوحدة البنائية للمخ.
رصد سماكة في جزء بالدماغ
وذكر الباحث شيجيانج زي الاستاذ المساعد في كلية الطب وأحد المشاركين في إعداد الدراسة فيتاس إيه بانكايتيس: "من أبرز الأسباب الجينية للإعاقات الذهنية وجود طفرة في جين يطلق عليه اساسًا اسم /إل.إي.إس /1"، مضيفًا أن "هذه الطفرة الجينية تؤدي إلى تكوين مخ أملس السطح، وهي ظاهرة ترتبط بالاعاقات الذهنية".
ومن بين الملاحظات التقليدية لدى المصابين بالأمراض الذهنية أن القشرة الجديدة لديهم تكون أكثر سمكًا من المعتاد، ولقد رصدت دراسات حديثة أن من بين الفروق الشائعة لدى مخ مرضى التوحد أن القشرة الجديدة لديهم تكون أكثر سمكًا بشكل غير طبيعي.
أهمية الدراسة الجديدة
وفي إطار الدراسة التي أجريت بتمويل من المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة ومؤسسة روبرت إيه ويلش وأوردتها الدورية العلمية "سيل ريبتورتس"، يحاول الباحثان فيتاس إيه بانكايتيس وشيجيانج زي الإجابة على هذه التساؤلات.
ويؤكد الباحثان أن نتائج هذه الدراسة تزيح النقاب عن عامل مهم لتحديد مخاطر الإصابة بالتوحد وغيره من الأمراض الذهنية. كما أن فهم القواعد المنظمة لنمو القشرة الجديدة للمخ يمكن أن يحسن فرص ابتكار أدوية ووسائل علاج أفضل لبعض الأمراض العصبية والعقلية.
وذكر شيجيانج زي أنه "في حين ربما تكون هناك أسباب كثيرة لتفسير لماذا يزداد سمك القشرة الجديدة للمخ بدلًا من اتساع رقعتها، فإن الدراسة البحثية التي نقوم بها تفتح مجالًا جديدًا لتفسير لماذا يعاني مرضى التوحد الاضطربات الذهنية من قشرة جديدة للمخ أكثر سمكًا".

وجدت دراسة جديدة للسلوك الخامل أن الأنشطة العقلية السلبية مثل مشاهدة التلفزيون تزيد من احتمال الإصابة بالخرف، بينما يقلل منها استخدام الكمبيوتر مثلًا أثناء الجلوس.
وربطت الدراسة التي أجريت في جامعة ساوث كاليفورنيا بين الجلوس السلبي وبين زيادة مخاطر تطور الخرف في مرحلة لاحقة من العُمر، بينما وجدت تأثيرًا إيجابيًا في حالة النشاط الذهني الإيجابي، مثل القراءة واستخدام الكومبيوتر.
واقترحت الدراسة فرضية أن السلوك الذي يفعله الإنسان أثناء جلوسه يمكن أن يعوّض بعض التأثيرات السلبية لنقص النشاط البدني، فيما يتعلّق بعوامل تطوّر الخرف.
ووفقًا لموقع "ميديكال نيوز توداي"، اعتمدت الدراسة على السجلات الصحية لـ 146651 شخصًا لم يتم تشخيص الخرف لدى أي منهم وقت بداية الدراسة، وتمت متابعة السجلات لمدة 11 عامًا، ووقتها أصيب 3507 منهم بالخرف.
ولاحظ الدكتور ديفيد رايشلان المشرف على الدراسة أن النشاط البدني ليس وحده عامل النشاط المؤثر على عوامل الإصابة بالخرف، وإنما ما يفعله الإنسان خلال فترات سلوكه المستقر.
وأشارت النتائج إلى أن "الدماغ يستخدم الجلوكوز بشكل مختلف عندما نكون نشطين عقليًا من خلال: القراءة، أو حل لغز أو مشكلة، وما إلى ذلك، مقارنة بمشاهدة التلفزيون السلبي. وهناك عوامل أخرى ذات صلة كاستخدام الكمبيوتر، والذي يشمل أنشطة اجتماعية تؤثر على الصحة المعرفية والعقلية".
وقالت الدراسة إنه على الرغم من مستويات الطاقة المنخفضة التي يستهلكها الجسم أثناء الجلوس إلا أن ما تفعله أدمغتنا يختلف بشكل كبير.