تعرف على موقف أوروبا من الحرب الباردة بين أمريكا والصين

عرب وعالم

اليمن العربي

في تحليل للحرب الباردة الجديدة الناشئة بين الولايات المتحدة والصين، قالت وكالة بلومبرغ في تقرير، إنهمن السهل وضع بعض اللاعبين العالميين الرئيسيين مع أحد الجانبين، مثلًا روسيا مع الصين، بينما اليابان مع الولايات المتحدة، لكن ماذا عن أوروبا؟

تعرف على موقف أوروبا من الحرب الباردة بين أمريكا والصين

وأشار التقرير إلى علامة استفهام كبيرة حول الموقف الأوروبي، وسط مؤشرات على أن ألمانيا، المحرك الاقتصادي لأوروبا، تعيد التفكير في علاقاتها التجارية والاستثمارية مع الصين.
ولا تعاني الصناعة الألمانية أوهامًا من خطر أي تحول جوهري، لاعتمادها الهائل على السوق الصينية، إذ أكد ستيفان ولنشتاين، رئيس شركة فولكس فاغن في الصين المنتهية ولايته، الشهر الماضي، أن "أكبر اقتصاد في آسيا لا يزال مفتاحًا لثروات شركة السيارات الألمانية العملاقة، التي اعتمدت على الصين في 40% من مبيعاتها في الربع الأول" من العام.
لكن الميل السياسي في برلين واضح، حيث قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في الشهر الماضي، إنها "جادة للغاية لتقليص اعتماد الاقتصاد الألماني على الصين".
وفي أبريل (نيسان) الماضي، عندما زار المستشار الألماني أولاف شولتس في رحلته الأولى آسيا، قرر التوقف أولًا في اليابان، على عكس أنجيلا ميركل سلفه، التي وضعت الصين في المرتبة الأولى، وسلط شولتس الضوء على أن الرمزية السياسية كانت أولوية في إعداد الرحلة، قائلًا في طوكيو، إنها "ليست مصادفة" أن رحلته الأولى في منصبه قادته إلى تلك المدينة.
في غضون ذلك، حسب بلومبرغ، ضغط المشرعون الألمان لمزيد التدقيق في العلاقات التجارية بين بلادهم والصين، ورغم الضغط الصناعي، فقد دفع الألمان في 2021 عبر قانون سلسلة التوريد الذي يتطلب من الشركات التدقيق في مورديها، في خطوة تستهدف الصين بوضوح، وسط مخاوف من الممارسات في شينجيانغ.
ونقل التقرير عن مجلة "دير شبيغل" الألمانية ووسائل إعلام أخرى، أن وزارة الاقتصاد، بقيادة روبرت هابيك، رفضت في مايو (أيار) الماضي تجديد ضمانات الاستثمار لشركة فولكس فاغن في الصين، بسبب مخاوف على حقوق الإنسان.
كما أثرت الأهمية المتزايدة للجغرافيا السياسية في العلاقات الاقتصادية الألمانية مع الصين، على الخلاف الدبلوماسي بين الصين وليتوانيا.
ووجدت الشركات الألمانية التي حصلت على منتجات من ليتوانيا، بما فيها كونتيننتال مثلًا، منتجات معلقة في الجمارك الصينية.
مخاطر كبيرة
وإذا كانت دولة البلطيق تسمح لتايوان بفتح مكتب تمثيلين فإن أمرًا مماثلًا يمكن أن ينتهي إلى تعطيل العمليات التجارية الألمانية في الصين، فإن ذلك يهدد بمجموعة كاملة من المخاطر التي لم يتسنى التفكير فيها من قبل، ويتمثل أحد الحلول في "توطين" العمليات في الصين، أي تطويقها بسلاسل التوريد الخارجية.
وأظهر استطلاع أجراه "معهد فورسا للأبحاث" في العام الماضي، أن 58% يريدون من برلين اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الصين، حتى لو أثرت على العلاقات الاقتصادية مع الشعب.
ومن المتوقع أن تصدر ألمانيا خطة استراتيجية جديدة للتعامل مع الصين في وقت لاحق العام، ومن المرجح أن تشهد التخلي الرسمي عن نهج ميركل المتمثل في "التغيير من خلال التجارة"، كما تقول يانمي شي، محللة السياسة الصينية في "جافيكال".
وقالت في مذكرة هذا الشهر: "مسرعة تغيير العلاقة ستعتمد على كيفية حل الجدل بين الألمان الذين يفضلون القيم والاستقلال الاستراتيجي، مقابل الذين يقدمون النمو والأرباح".
يرجح أن يكلف الإضراب التاريخي في ميناء فيلكسستو بريطانيا ثمنًا باهظًا مع تأخير وتكاليف سيتحمل المستهلكون القسم الكبير منها.
بدأ الإضراب الذي سيستمر 8 أيام، الأحد وهو الأول منذ ثلاثين عامًا في هذا الميناء لكنه الأهم لقطاع الشحن في المملكة المتحدة.
بالإضافة إلى الإضراب في فيلكسستو على بحر الشمال، شمال غرب لندن، هناك تحرك في عملاق التجارة الالكترونية أمازون، وخدمة البريد الملكي.
وتقول شركة الخدمات اللوجستية Parcelhero: "معًا ستكون لهما عواقب تقدر بمليار جنيه على التجارة وسيؤدي ذلك إلى تأخير كبير".
وتحذر Parcelhero من التكاليف الإضافية التي ستنعكس على المستهلكين في خضم أزمة غلاء في البلاد، مشيرة إلى أن "الحاويات من بلدان مثل الصين، أو اليابان تصل يوميًا إلى فيليكسستو، وتنقل الأدوات المنزلية، وأجهزة الكمبيوتر، والدراجات الهوائية، أو الأطعمة المجمدة".
وتقول جمعية الشحن الدولي البريطانية (بيفا) إن من السابق لأوانه تقييم عواقب الاضراب، لكن في السنوات الماضية كان للاضطرابات في فيليكسستو تأثير كبير على سلاسل التوريد الدولية.

ويقلل جوناثان أوينز الاستاذ في جامعة سالفورد من تأثير الإضراب، ويقول إن السلع التي تصله تُطلب قبل فترة طويلة ولا تدخل ضمن شبكات إنتاج "في الوقت المناسب".
ويضيف "يتوقع أن يكون هناك مخزون كاف في سلاسل التوريد للمنتجات الرئيسية" مشيرًا إلى أن المشاكل ستظهر بعد التهافت على الشراء يؤدي إلى إفراغ المخزون بسرعة.
ويسعى القطاع التجاري من جانبه إلى تخفيف القلق. ويشدد أندرو أوبي المسؤول عن الغذاء والاستدامة في جمعية تجار التجزئة، على أن الموزعين "سيضعون خطط طوارئ" لإعادة توجيه الحاويات إلى موانئ أخرى، أو استخدام وسائل نقل أخرى".
ويضيف "لن تتأثر المنتجات الغذائية الطازجة لأنها تنقل أساسًا عبر دوفر" على القناة.

منذ أزمة كورونا وتأثيرها على سلسلة التوريد الدولية، تبنى العديد من الشركات منطق "فقط في حالة" بدل "في الوقت المناسب" كما يقول إيان ماثيسون المتحدث باسم بيفا BIFA.
وذكر أن القطاع أصبح أكثر مرونة بعد تطوير طرق إمداد بديلة منذ الأزمات التي سببها الوباء، ثم ازدحام الموانئ مع استئناف التسليم بعد رفع إجراءات العزل.
ومع ذلك يسبب الأمر معضلة لشركات الشحن الدولية.
وأوضح متحدث باسم شركة الشحن ميرسك، أحد عمالقة القطاع، أن الشركة "لديها ثلاث سفن اضطرت إلى تجنب فيليكسستو خلال هذا الإضراب".
وأضاف "ستفرغ السفن حمولتها المخصصة للمملكة المتحدة في موانئ أخرى" خاصةً لندن، وأنتويرب في بلجيكا ولوهافر في فرنسا، وستصل إلى المملكة المتحدة مع تأخير بأكثر من أسبوع".
وأضاف راينر هورن أن السفن الأخرى المقرر وصولها إلى فيليكسستو، عُدلت مواعيدها حتى لا تصادف أسبوع الإضراب.
وتابع "نحاول عادة تجنب تغيير برنامج مناوبة السفن" لأنه بعد تفريغ حمولتها المعدة للاستيراد غالبًا ما تجدول لإعادة شحن أخرى للتصدير، ما قد يحدث اضطرابات في جداول الشحن الدولية المعقدة.
يبدو أن المباحثات بين الإدارة ونقابات الموظفين وصلت إلى طريق مسدود في الميناء الإنجليزي، إذ صوتت الغالبية العظمى من العاملين في الميناء وعددهم 1900 موظف، لصالح الاضراب.
ويطالب عمال الأرصفة بزيادة رواتبهم 10%، مشيرين إلى تضخم من رقمين يتوقع أن يصل إلى 13% في أكتوبر (تشرين الأول) أو أكثر.
تعتقد الإدارة أن عرضها زيارة 7% ومكافأة 500 جنيه إسترليني "عادل" وتندد بتأثير الإضراب على سلسلة التوريد في المملكة المتحدة، لكنها تقول إنها تعمل مع زبائنها "لتخفيف وطأة الاضطرابات".