الانتقالي الجنوبي يُنهي خلافات وتباين القوات الأمنية في أبين

أخبار محلية

اليمن العربي

وضعت القوات العسكرية والأمنية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة أبين، جنوبي البلاد، حدًا لحالة الخلافات والتباين مع القوات الأمنية التابعة للحكومة اليمنية بالمحافظة، بشكل توافقي وسلمي، يراه بعض اليمنيين نادرًا لإنهاء حالة الانقسام في المحافظة المتاخمة لعدن، عاصمة البلاد المؤقتة.

 

وعادت التشكيلات الأمنية التابعة للحكومة اليمنية بأبين، أمس السبت، إلى مدينة زنجبار، مركز المحافظة، وتسلمت مقرّاتها الرئيسية بالمحافظة، من القوات العسكرية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي التي سمحت بقدومها إلى مناطق سيطرتها، قادمة من مدينة ”شقرة الساحلية“ جنوب شرق زنجبار، بعد ثلاث سنوات من المواجهات الدامية التي دارت بين الجانبين في أغسطس/ آب 2019.

 

وكانت قوات محور أبين العسكري، وقوات الحزام الأمني، الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، قد أطلقت مساء الاثنين الماضي، عملية ”سهام الشرق“ العسكرية، لتحرير أبين من الجماعات الإرهابية والعناصر الخارجة عن القانون التي تنشط في مناطق المحافظة، إلى جانب حمايتها للطرقات الرابطة بين مناطق الجنوب، وإيقاف تهريب الأسلحة عبر الشريط الساحلي لأبين.

 

ومنذ العام 2019، تتقاسم القوات العسكرية والأمنية التابعة للحكومة اليمنية ووحدات عسكرية تابعة للجيش اليمني قدمت من محافظة مأرب، شمالي البلاد، سيطرتها على محافظة أبين، مع القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، بعد مواجهات عنيفة شهدتها أبين بين الطرفين، إثر الخلافات المتصاعدة بين الرئاسة اليمنية والانتقالي الجنوبي.

وجاءت عملية التوافق بين القوات الأمنية بمحافظة أبين والقوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، بعد عدة لقاءات رعتها قوات ”حفظ السلام“ التابعة لألوية العمالقة الجنوبية، بتوجيهات ومتابعة من عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، عبدالرحمن المحرمي، قائد ألوية العمالقة، حسب ما ذكره موقعها الرسمي.

 

وأكد المتحدث باسم قوات محور أبين العسكرية، الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، النقيب، محمد النقيب، إن القوات الجنوبية، سلمت قوات الشرطة العسكرية والأمن الخاصة وقوات النجدة بمحافظة أبين، مقرّات عملها بمدينة زنجبار، عاصمة المحافظة.

 

وقال النقيب في تصريحات صحفية، إن القوات المسلحة الجنوبية ستواصل عملية تقدمها لتحرير منطقة ”العرقوب“ الجبلية بالمحافظة وما خلفها من مناطق، والانتشار فيها، خلال الساعات القادمة.

 

وأشار إلى أن القوات العسكرية القادمة من محافظات شمال البلاد والموالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون)، المتمركزة في مرتفعات ”العرقوب“ الجبلية، الفاصلة بين مناطق أبين الساحلية ومديريات المنطقة الوسطى بالمحافظة، ”تشدّ الرحال“ استعدادًا لمغادرتها.

 

وقال المتحدث باسم القوات العسكرية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي بأبين، إن هذه الترتيبات وعملية الانتشار التي تشهدها المحافظة من قبل القوات الجنوبية، تأتي في إطار عملية ”سهام الشرق“ العسكرية، التي جاءت بتوجيهات من رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب مجلس القيادة الرئاسي، اللواء، عيدروس الزبيدي.

 

وأضاف أن هذه العملية العسكرية تسير على قدم وساق، وقد استكملت جزءًا كبيرًا من أهدافها المتعلقة بعملية إعادة الانتشار الرامية إلى تطهير المحافظة من العناصر الإرهابية التي تم تصديرها إلى أبين.


طيّ صفحة الماضي

 

بدوره، قال مدير عام شرطة أبين، العميد، علي ناصر الكازمي، الملقب بـ“أبي مشعل“ الذي وصل إلى زنجبار على رأس القوات الأمنية الحكومية، إن أولويات عمل إدارة أمن أبين حاليًا، استتباب الأمن والاستقرار في جميع مديريات محافظة أبين، المتمثل في مكافحة العناصر الإرهابية في المقام الأول.

 

ودعا الكازمي، في تصريح نشرته صفحة إدارة أمن أبين على فيس بوك، إلى طيّ صفحة الماضي والشروع في بداية صفحة جديدة، هدفها البناء والتشييد، لا الهدم.

 

وأشار إلى أن محافظة أبين، عانت خلال الفترات الماضية من ويل الصراعات، وأن الوقت قد حان للاصطفاف والعمل بروح الفريق الواحد، من خلال التنازلات ونبذ الفرقة والعنف.

 

وذكرت إدارة أمن أبين، أن قواتها الأمنية انتشرت في معسكراتها السابقة، وباشرت إدارة قيادة شرطة المحافظة عملها من مقرها الرئيس بزنجبار، تنفيذًا لاتفاق الرياض، ولمّ شمل المحافظة ودعم ركائز الأمن والاستقرار وغرس مبدأ التصالح والتسامح ووحدة الصف.

 

وحظيت التطورات الجديدة وحالة التوافق التي تشهدها محافظة أبين، بإشادات واسعة من قبل النشطاء اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في المحافظات الجنوبية.

 

وقال العميد خالد النسي، في تغريدة على تويتر، إن عودة قوات الأمن بقيادة أبو مشعل إلى زنجبار خطوة جيدة وفي الاتجاه الصحيح وهي تأتي في إطار التصالح والتسامح الجنوبي وتجاوز الخلافات التي أعاقت الجنوبيين عن أهدافهم، أبين تعاني الكثير على مستوى الأمن والخدمات والفقر وهي تحتاج تعاون الجميع حتى تخرج من وضعها البائس الذي وصلت إليه.

أما الناشط السياسي، صالح الحنشي، فأشار إلى أن المكسب الأكبر مما حصل في أبين، هو أن هذا الإنجاز تحقق دون سقوط قطرة دم واحدة من أي من الطرفين، وهو ما يستحق الاحتفاء وأكثر.

وتابع في منشور على فيس بوك، ”دعوا الناس تتعلم أن هناك طرقا أخرى غير الاقتتال يمكن أن تحل من خلالها الخلافات، وأن هذه الطرق الأخرى هي التي يحق للإنسان أن يفاخر بها، فإذا كان حل الخلافات بالاقتتال ينجز نصرا لطرف واحد، فإن حل الخلافات سلميا ينجز نصرا للطرفين. شجعوا على إشاعة ثقافة الحوار“.