باحثون يكشفون أن مضادات الاكتئاب ليست مؤثرة

منوعات

اليمن العربي

ما لا يعلمه الكثيرون، هو أن أدوية الاكتئاب الأكثر شيوعًا والتي يحرص ملايين الاشخاص على تناولها، لا تؤثر من خلال إصلاح "اختلال التوازن الذي يصيب الناقلات العصبية للدماغ"، مثلما تزعم أو توحي الكثير من إعلانات الدعاية للأدوية، حسب ما تقوله الصحفية الأمريكية المعنية بالاخبار العلمية، فاي فليم.


ويرجع ذلك إلى أن الاكتئاب لا ينتج عن حدوث اختلال للتوازن الكيميائي، حسب ما ورد في تحليل جديد نُشر في صحيفة "موليكيولار سايكاتري" العلمية.
وتوضح فليم في تقرير نشرته وكالة "بلومبرف" للأنباء، أن ذلك لا يعني بالضرورة أنه يجب على ما يتناولون هذه الأدوية المعروفة باسم "مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية"، أن يتوقفوا عن تناولها.
من ناحية أخرى، استخدمت دراسة جديدة أخرى بيانات سريرية لإظهار أنه لا يزال من الممكن مساعدة بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب، إلا أن الحصول على فهم واضح بشأن كيفية عمل هذه الأدوية وتوقيت عملها، هو أمر مهم لأنها تحظى بشعبية كبيرة.
كما أظهرت دراسة شاملة أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن أكثر من 13% من الأمريكيين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما قالوا إنهم أخذوا "مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية" خلال الفترة بين عامي 2015 و.2018
وقام الفريق الذي أعد الدراسة، برئاسة علماء في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بدمج نتائج لعدد 232 تجربة مختلفة تقارن "مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية" مع الأدوية الوهمية لمرضى الاكتئاب. وبذلك، كان لديهم شيئ أشبه بتجربة عملاقة شملت أكثر من 73 ألف مريض. وما توصلوا إليه هو أن الأدوية الحقيقية تعمل بشكل أفضل من الأدوية الوهمية، ولكن لدى نحو 15% فقط من المرضى.
وتعد إحدى الملاحظات المهمة بشأن بيانات تجربة الدواء، هي أن تأثير الأدوية الوهمية كبير جدا، حيث تحسنت حالات نحو ثلثي المرضى الذين كانوا يتناولون الادوية الوهمية. أما هؤلاء الذين تناولوا الأدوية الحقيقية كانوا أكثر تحسنا بشكل طفيف، وكان حجم تحسنهم أفضل قليلا من أولئك الذين كانوا يتناولون الادوية الوهمية.
من ناحية أخرى، يقول أحد معدي الدراسة، وهو إيرفينج كيرش، المدير المساعد لمركز دراسات الأدوية الوهمية في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن هناك فرقا بين تأثير الأدوية الوهمية والاستجابة للعلاجات الوهمية لدى تجربة معينة، حيث أن تأثير الأدوية الوهمية هو ظاهرة نفسية تجعل الأشخاص يشعرون بتحسن بسبب إدراكهم أنهم يحصلون على العلاج.
قال فريق من الباحثين إنهم ربما اكتشفوا سبب إيمان النرجسيين بنظريات المؤامرة أكثر من غيرهم. وشهد العالم رواجًا لنظريات المؤامرة مع تفشي جائحة كورونا، واشتداد الأزمات السياسية في بعض البلدان، وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في انتشارها.
والنرجسيون، كما وصفهم علم النفس، لديهم معتقدات حول تفوقهم واستحقاقاتهم، ويميلون إلى امتلاك ثلاث سمات محددة: العصابية، والعداء، والانبساط الوكيل. ويعتقد الباحثون أن هذه السمات الثلاث هي التي تجعل النرجسيين أكثر عرضة لنظريات المؤامرة.
واقترح الباحثون أن جنون العظمة يمكن أن يؤدي إلى الانفتاح على نظريات المؤامرة، وأن الحاجة إلى البقاء تحت السيطرة خلال أوقات عدم اليقين، مثل الوباء، يمكن أن تدفع النرجسيين إلى تبنّي الادعاءات الغريبة ليجعلوا أنفسهم يشعرون وكأنهم لا يزالون مسيطرين على ما لديهم.
وبحسب الدراسة، يبرز العداء عندما يتحدى الآخرون وجهات نظرهم فيما يتعلق بنظريات المؤامرة، والتي لا تعمل إلا على تعزيز دعمهم لها.
وتُعرَّف العصابية على أنها ميل للتفاعل العاطفي وغير العقلاني مع المعلومات، أما العداء فيتعلّق بالعدوان تجاه الآخرين وآرائهم، وهو وسيلة لتحقيق السيطرة على الأحداث أو الآخرين. ويرتبط مصطلح الانبساط الوكيل بالسلوك الحازم تجاه الآخرين الذي يضعهم تحت تأثير جاذبية وسحر الشخصية النرجسية.
ونُشر البحث في مجلة "كورنت أوبينيون إن سيكولوجي"، وتكون فريق البحث من 3 باحثين من جامعتي كامبريدج وكنت والأكاديمية البولندية للعلوم، والباحثون هم: ألكساندرا سيتشوكا ومارتا مارشليوسكا وميكي بيدلستون.