جماجم ومؤرخون وقبر الشهيد.. ماكرون يُصالح الجزائر

عرب وعالم

اليمن العربي

منذ عامين تسابق فرنسا والجزائر الزمن لمحو تاريخ حقبة الاستعمار عبر إعادة جماجم مقاومي الاستعمار ثم لجنة مشتركة لإعادة كتابة التاريخ.

 

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومن قلب الجزائر، عبر الخميس عن رغبته في بناء مستقبل لعلاقات البلدين من خلال مواجهة ماض استعماري مؤلم.

كما زار ماكرون برفقة وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة مقام الشهيد الذي يخلد ذكرى حرب الاستقلال عن فرنسا (1954-1962)؛ حيث وضع إكليلا من الزهر ووقف دقيقة صمت.

 

وبعد لقائه بالرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، في أول يوم من زيارة تستمر 3 أيام، قال ماكرون: "لدينا ماض مشترك معقد ومؤلم.. وقد منعنا في بعض الأحيان من التطلع إلى المستقبل".


محاولات تخفيف آثار الاستعمار

 

ولاستكمال طريق علاج جراح الماضي، أزاح ماكرون الستار عن لجنة مشتركة مع مؤرخين من كل من الجزائر وفرنسا سيتم تشكيلها لدراسة ما يحويه أرشيف البلدين عن الحقبة الاستعمارية.

 

محاولات ماكرون لتخفيف آثار الحقبة الاستعمارية بدأت بالفعل في يوليو/تموز عام 2020 بعد أن استعادة الجزائر رفات 24 من المقاومين الجزائريين للاستعمار، كانت جماجم بعضهم معروضة في متحف بالعاصمة الفرنسية باريس.

وتحيي السلطات الجزائرية كل عام ذكرى مجزرة فرنسية، ارتكبت هناك قبل 177 عاما، راح ضحيتها مئات مقاومي الاستعمار.

 

وتصادف المجزرة 12 أغسطس/ آب من كل عام، وهي مناسبة يستحضر فيها الجزائريون هول الفاجعة، التي راح ضحيتها أكثر من 2000 شهيد حرقا، وفق السلطات ووسائل الإعلام المحلية.

وخلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرسمية الأولى إلى الجزائر، عام 2017، أعلن الاتفاق وقتها على إنهاء قضية جماجم الشهداء المثارة بين البلدين.

 

ولم يكتف ماكرون حينها بذلك، بل دعا إلى "ضرورة الوصول لحل نهائي لقضية الذاكرة الذي ظلت لسنوات محور نقاش وخلاف بين البلدين".

واليوم تتزامن زيارة ماكرون مع الذكرى الستين لانتهاء الحرب وإعلان استقلال الجزائر عام 1962، لكنه قال إنه مصمم قبل كل شيء على توجيهها نحو "الشباب والمستقبل".

 

وتعتبر الجزائر أن زيارة ماكرون في مستهل ولايته الرئاسية الثانية تأتي للأهمية التي توليها باريس لتعزيز علاقاتها مع الجزائر كشريك استراتيجي له وزنه واعتباره، ولتقديرها للدور المحوري الذي تؤديه الجزائر في المنطقة، فضلا عن العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية على الساحة الدولية.

ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا باتت الجزائر، وهي من بين أكبر عشرة منتجين للغاز في العالم، مُحاورا مرغوبا للغاية للأوروبيين الساعين إلى تقليل اعتمادهم على الغاز الروسي.