تقرير يكشف عن ارتفاع أسعار النفط

اقتصاد

اليمن العربي

صعدت أسعار النفط اليوم الخميس، بفعل تصاعد المخاوف المرتبطة بقلة الإمدادات، وسط اضطراب الصادرات الروسية واحتمال خفض كبار منتجي النفط للإنتاج، والإغلاق الجزئي لمصفاة في الولايات المتحدة.
وزاد خام برنت 59 سنتًا أو 0.6% إلى 101.81 دولار للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط 42 سنتًا أو 0.4% إلى 95.31 دولارًا للبرميل.

تقرير يكشف عن ارتفاع أسعار النفط


ولامس الخامان أعلى مستوياتهما في ثلاثة أسابيع أمس الأربعاء، بعد أن لوح وزير الطاقة السعودي باحتمال خفض تكتل أوبك+ الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها الإنتاج لدعم الأسعار.
كما لا تزال المناقشات بخصوص اتفاق إيران النووي متعثرة، مما يثير شكوكًا بخصوص استئناف صادرات النفط الإيرانية.
وفي الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم أعلنت شركة بي.بي إغلاق بعض وحدات مصفاتها وايتينج في إنديانا بعد حريق نتج عن ماس كهربائي أمس الأربعاء، والمصفاة التي تعمل بطاقة 430 ألف برميل يوميًا مورد رئيسي للوقود إلى وسط الولايات المتحدة ومدينة شيكاغو.
ولا تزال المحادثات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإيران لإحياء الاتفاق النووي مستمرة، وتقول إيران إنها تلقت ردًا من الولايات المتحدة على النص "النهائي" الذي صاغه الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي.

ارتفع خام برنت القياسي اليوم الأربعاء متجاوزا 100 دولار للبرميل بعد أن أشارت السعودية هذا الأسبوع إلى أن أوبك قد تبحث خفض الإنتاج.


وخفض إنتاج النفط من أوبك يأتي ردا على ضعف السيولة في سوق العقود الآجلة للنفط ومخاوف حيال تراجع للاقتصاد العالمي.

وبحلول الساعة 0850 بتوقيت جرينتش، بلغ خام برنت تسليم أكتوبر/ تشرين الأول أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، وجرى تداوله بارتفاع 1.30دولار، أو 1.3 %، عند 101.52 دولار للبرميل.
وزاد الخام الأمريكي 1.18 دولار، أو 1.3 % أيضا، إلى 94.92 دولار للبرميل.
وارتفع كلا العقدين أمس الثلاثاء بعد أن أشار وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إلى إمكانية خفض الإنتاج بسبب ضعف السيولة في سوق العقود الآجلة والمخاوف حيال الاقتصاد الكلي.
لكن مصادر في أوبك قالت لرويترز في وقت لاحق إن تخفيضات الإنتاج المحتملة في مجموعة أوبك+، التي تضم منظمة أوبك وحلفاءها، ستتزامن على الأرجح مع عودة إيران إلى أسواق النفط إذا توصلت إلى اتفاق نووي مع الغرب.
وقال مسؤول أمريكي كبير لرويترز يوم الاثنين إن إيران تخلت عن بعض مطالبها الرئيسية بشأن إحياء الاتفاق.
وقالت مصادر إن إنتاج أوبك+ أقل بالفعل من المستهدف بواقع 2.9 مليون برميل يوميا، مما سيعقد أي قرار بشأن التخفيضات أو كيفية حساب خط الأساس لتقليص الإنتاج.

وقال ستيفن برينوك المحلل في بي.في.إم "تشير توقعات أسعار النفط والإمدادات إلى أن خفض أوبك+ ليس له ما يبرره في الوقت الحالي".
وأضاف "إمدادات النفط العالمية قد تتضرر مع اقتراب موسم ذروة الأعاصير في الولايات المتحدة".
 

وانخفضت مخزونات الخام الأمريكية بنحو 5.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 19 أغسطس آب، وفقا لمصادر السوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأمريكي، مقابل تقديرات المحللين بانخفاض قدره 900 ألف برميل في استطلاع أجرته رويترز.

م تكن أسعار النفط الخام عالميا تحمل ذلك الألم الذي توقعه المستهلكون حول العالم، باحتمالية وصول البرميل لمستوى قياسي غير مسبوق.

في مارس/آذار الماضي، وعلى وقع الحرب الروسية الأوكرانية، صعد سعر برميل برنت إلى 139 دولارا، بأعلى مستوى منذ يونيو/حزيران 2022، حينها توقعت الأسواق أن الأسوأ لم يأت بعد.


لذلك، فإن الفكرة القائلة بأن العقوبات الضمنية أو الصريحة على النفط الروسي ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار، كانت بلا أساس على الإطلاق حتى تاريخ اليوم 24 أغسطس/آب 2022.


وارتفعت الأسعار بعد أن حظرت الولايات المتحدة وكندا الواردات الجديدة ردا على غزو أوكرانيا، ووجدت شركات النفط الغربية التي تتعامل بشكل قانوني في الخام الروسي نفسها تقدم اعتذارا عن وارداتها، قبل أن تقرر الحظر بحلول نهاية 2022.

أمام هذه المحاولات لخفض الاعتماد الغربي على النفط الروسي، وجدت الخام طريقه نحو الشرق، حيث قامت الدول الآسيوية بسعادة باقتناص البراميل الروسية بخصم من السعر العالمي للنفط.

ونتيجة لذلك، انخفضت أسعار النفط إلى ما دون المستوى الذي كانت عليه عشية الحرب الروسية في أوكرانيا، خاصة وأن مشتري الشرق هم من كبار مستهلكي الخام عالميا، كالهند والصين.
بالأرقام، الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، بمتوسط يومي 10 ملايين برميل يوميا، ووصل في بعض الأحيان إلى 11 مليون برميل يوميا، بينما الهند ثالث أكبر مشتر بعد الصين والولايات المتحدة، بمتوسط يومي 4.2 ملايين برميل يوميا.

وفقا لبيانات من رويترز، تضاعفت حصة الصين والهند من شحنات النفط الروسية من نحو 20% إلى أكثر من 40% مقارنة بالعام الماضي من إجمالي الصادرات.

وانخفضت أسعار النفط الخام إلى ما دون 94 دولارا لبرميل برنت الأسبوع الماضي، أي أقل بكثير من 100 دولار، وخفض أعمق مما توقعته العديد من بنوك وول ستريت في وقت مبكر من هذا العام.