المفوضية الأوروبية تؤكد أن أوروبا تواجه أخطر موجة للجفاف في تاريخها

منوعات

اليمن العربي

تشهد أوروبا أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام. جاء ذلك في بيان نشره مركز البحوث المشتركة (JRC) التابع للمفوضية الأوروبية.

المفوضية الأوروبية تؤكد أن أوروبا تواجه أخطر موجة للجفاف في تاريخها

ويتوزع أكثر من نصف أراضي الاتحاد الأوروبي (نحو 64٪)، حسب البيان، في مناطق صدرت فيها تنبيهات أو تحذيرات من الجفاف.
وبحسب الخبراء، فإن الأحوال الجوية الجافة والدافئة في عدد من المناطق الغربية والبحر الأبيض المتوسط ستستمر ​​حتى نوفمبر المقبل.

وجاء في البيان: "يعتقد خبراء مركز البحوث المشتركة أن الجفاف الحالي هو الأسوأ على مدى 500 عام".

وأشارت المفوضة الأوروبية لشؤون المبتكرات والثقافة والتعليم والشباب، ماريا غابرييل، إلى أن ظروف الطقس هذه لها تأثير سلبي على منسوب المياه ومحاصيل الحبوب، وتؤدي إلى وقوع الحرائق في الغابات. وحسب غابرييل، فإن آثار تغيّر المناخ تبدو أكثر وضوحا من عام إلى آخر.
ذكر مركز البحوث المشتركة التابع للمفوضية الأوروبية، أن أوروبا تشهد أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام، منذرا بتعرض 64% من أراضي الاتحاد الأوروبي للجفاف.

أوروبا تشهد موجة جفاف هي الأسوأ منذ 500 عامخبراء أوروبيون ينبهون إلى "تفاقم" الجفاف الحاد في أوروبا ويحذرون من خطر العواصف
وبحسب الخبراء، ستستمر الأحوال الجوية الجافة في عدد من المناطق الغربية ومناطق حوض البحر الأبيض المتوسط ​​حتى نوفمبر، ويعتقد خبراء مركز البحوث المشتركة أن الجفاف الحالي هو الأسوأ منذ 500 عام.

وأشارت المفوضة الأوروبية للابتكار والثقافة والتعليم وشؤون الشباب ماريا غابرييل، إلى أن مثل هذه الظروف المناخية لها تأثير سلبي على مستوى المياه وحصاد الحبوب، وتؤدي إلى حرائق الغابات. ووفقا لغابرييل، فإن تأثيرات تغير المناخ "تصبح أكثر وضوحا كل عام".

وبلغت درجات الحرارة في أوروبا هذا الصيف أرقاما قياسية، ونتيجة لذلك، أضمحلت أنهار كبيرة مثل الدانوب والراين، وفي بعض الأنهار، ظهر ما يسمى بـ "حجارة الجوع" المنبئة بالكوارث وانعدام المحاصيل. كما اندلعت حرائق غابات في البرتغال وإسبانيا وفرنسا وعدد من البلدان الأخرى. وفي بريطانيا، حث المزارعون المواطنين على التعود على نقص الخضار في المتاجر، بسبب الجفاف.
حذر علماء المناخ من "عواقب وخيمة" تهدد الحياة البحرية والبيئة في بلدان حوض المتوسط، إثر سلسلة موجات الحر الشديد التي تعصف بمحيطات العالم.

وقال علماء إنهم سجلوا ارتفاعات استثنائية في درجات الحرارة تتراوح من 3 إلى 5 درجات مئوية أعلى من المعدل الطبيعي لهذا الوقت من العام.

وتجاوزت درجات حرارة الماء بانتظام 30 درجة مئوية في بعض الأيام.

وتصدرت درجات الحرارة الشديدة في أوروبا ودول أخرى حول البحر الأبيض المتوسط عناوين الأخبار هذا الصيف "لكن ارتفاع درجة حرارة البحر لم تثر كثيرين" وفق ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" عن العلماء.

وموجات الحرارة البحرية أطول وأكثر تواترا وشدة "بسبب تغيّر المناخ الذي يسببه الإنسان" يقول تقرير الوكالة.

وقال يواكيم جارابو، الباحث في معهد علوم البحار في برشلونة إن الوضع "مقلق للغاية.. نحن ندفع النظام الطبيعي بعيدا جدا، علينا اتخاذ إجراءات بشأن قضايا المناخ في أقرب وقت ممكن".

وجارابو، واحد من فريق من العلماء، نشر مؤخرا تقريرا عن موجات الحر في البحر الأبيض المتوسط بين عامي 2015 و2019.

ويشير جارابو إلى أن البحار تخدم الأرض من خلال امتصاص 90٪ من الحرارة الزائدة، و30٪ من ثاني أكسيد الكربون المنبعث في الغلاف الجوي عن طريق إنتاج الفحم والنفط والغاز، ويحمي تأثير امتصاص الكربون كوكبنا، من تأثيرات مناخية أكثر قسوة.

وقال جاربو إن هذا كان ممكنا لأن المحيطات والبحار كانت في حالة جيدة وأضاف: "لكننا الآن دفعنا المحيط إلى حالة مختلة وظيفيًا".

ويقول التقرير إن هذه الظواهر أدت إلى "نفوق هائل" للأنواع البحرية، وتأثر نحو 50 نوعا من الحياة البحرية بما في ذلك الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية، على طول آلاف الكيلومترات من سواحل البحر الأبيض المتوسط، وفقا للدراسة التي نُشرت في مجلة "غلوبال تشانج بايولوجي".

والوثيقة لفتت إلى أن الوضع في شرق حوض البحر الأبيض المتوسط مريع بشكل خاص.

من جهته، صرح جيل ريلوف، عالم الأحياء البحرية في معهد أبحاث علم المحيطات والبحيرات في إسرائيل، وأحد مؤلفي الورقة البحثية، بأن المياه قبالة إسرائيل وقبرص ولبنان وسوريا هي "النقطة الأكثر سخونة في البحر الأبيض المتوسط".

ومتوسط درجات حرارة البحر في الصيف يزيد هناك باستمرار عن 31 درجة مئوية.

وقال إن ارتفاع درجة حرارة البحار يدفع العديد من الكائنات إلى حافة الهاوية، "لأنه يتم تجاوز درجة الحرارة المثلى في كل صيف".

وفي حين أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على الأرض يجب أن تنخفض بشكل كبير إذا أريد الحد من ارتفاع درجة حرارة البحر، يبحث علماء المحيطات على وجه التحديد عن سلطات لضمان حماية 30٪ من المناطق البحرية من الأنشطة البشرية مثل صيد الأسماك، مما يمنح الأنواع فرصة للتعافي ثم التكاثر.

يذكر أن نحو 8٪ من مساحة البحر الأبيض المتوسط محمية حاليا.

وتحدث موجات الحر عندما يستمر الطقس الحار بشكل خاص على مدى عدد محدد من الأيام، دون هطول أمطار أو رياح قليلة.

وتساعد موجات حرارة الأرض في إحداث موجات حرارية بحرية ويميل الاثنان إلى "تغذية" بعضهما البعض في دائرة دافئة.

وأصبحت موجات حرارة الأرض شائعة في العديد من البلدان حول البحر الأبيض المتوسط، مع آثار جانبية دراماتيكية مثل حرائق الغابات والجفاف وخسائر المحاصيل وارتفاع درجات الحرارة بشكل خطير.

ويقول العلماء إن موجات الحرارة البحرية قد يكون لها أيضا عواقب وخيمة على البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط وأكثر من 500 مليون شخص يعيشون هناك "إذا لم يتم التعامل معها قريبا، سوف يتم استنفاد مخزون الأسماك وستتأثر السياحة سلبا، حيث يمكن أن تصبح العواصف المدمرة أكثر شيوعًا على الأرض".