تراجع الأسهم الأوروبية موسعة سلسلة خسائرها لثالث جلسة

اقتصاد

اليمن العربي

تراجعت الأسهم الأوروبية  الثلاثاء موسعة سلسلة خسائرها لثالث جلسة مع قلق المستثمرين حيال زيادات حادة في أسعار الطاقة.

كما يأتي الانخفاض وسط توقعات اقتصادية ضعيفة بعد بيانات أظهرت انكماش نشاط الشركات في منطقة اليورو هذا الشهر.

تراجع الأسهم الأوروبية موسعة سلسلة خسائرها لثالث جلسة


وأنهى المؤشر ستوكس 600 جلسة التداول منخفضا 0.4 بالمئة ليهبط لأدنى مستوى في نحو شهر.

وأظهر مسح أن نشاط الشركات في منطقة اليورو انكمش لثاني شهر على التوالي في أغسطس آب بينما أجبرت أزمة تكلفة المعيشة المستهلكين على خفض الإنفاق في حين ألحقت قيود الإمدادات ضررا بالمصنعين.


وفي ألمانيا، تعًمق الاتجاه النزولي في أغسطس آب بينما شهدت الشركات ضعفا في الطلب بسبب ارتفاع التضخم وتزايد أسعار الفائدة والضبابية الاقتصادية.

ومن ناحية أخرى، ارتفع مؤشر نشاط المصانع إلى 49.8 في أغسطس آب من 49.3 في الشهر السابق، متجاوزا توقعات المحللين البالغة 48.2. وتراجع المؤشر داكس القياسي للأسهم الألمانية 0.3 بالمئة بعد تلك البيانات.

وقفزت أسعار الغاز في الاتحاد الأوروبي 13 بالمئة الليلة الماضية إلى ذروة قياسية مع تضاعفها في شهر واحد.

وقالت روسيا إنها ستوقف إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر خط الأنابيب نورد ستريم 1 لثلاثة أيام في نهاية هذا الشهر.

وخالفت أسهم شركات السيارات والبنوك اتجاه السوق مع ارتفاعهما 1.1 بالمئة و0.3 بالمئة على الترتيب. وقادت أسهم الطاقة المكاسب مع صعودها 3.5 بالمئة بينما قفزت أسعار النفط بدعم من مخاوف حيال شح في الإمدادات.

قفزت عقود الغاز الأمريكية الآجلة نحو 7% خلال تعاملات الإثنين، لتقترب من ملامسة حاجز 10 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية.

وذلك بدعم من توقعات لطلب قوي وأسعار قياسية في أوروبا ومخاوف حيال توفر الوقود.
وصعدت عقود الغاز الطبيعي تسليم سبتمبر أيلول 34 سنتا، أو 3.6 بالمئة، إلى 9.676 دولار للمليون وحدة حرارية عند الساعة 1350 بتوقيت جرينتش بعد أن قفزت نحو سبعة بالمئة إلى 9.982 دولار، وهو أعلى مستوى في 14 عاما، في وقت سابق في الجلسة.

وما زالت الأسعار العالمية مرتفعة قرب 84 دولارا للمليون وحدة حرارية في أوروبا و57 دولارا في آسيا.


وقال عملاق الغاز الروسي جازبروم الجمعة الماضية إن روسيا ستوقف إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا لثلاثة أيام في نهاية الشهر عبر خط الأنابيب الرئيسي إلى المنطقة، مما يزيد الضغوط على أوروبا بينما تسعى لإعادة ملء مخزوناتها من الوقود قبيل الشتاء.

وفي سياق متصل بأزمة إمدادات الغاز وتأثيرها على قارة أوروبا، أفادت الهيئة المشرفة على قطاع الطاقة في ألمانيا الخميس الماضي، أنّ البلاد قد لا تحقق هدف ملء خزّاناتها الذي حدّدته حكومة أولاف شولتس.

وحذّر رئيس الهيئة كلاوس مولر من حصول نقص في مناطق عدّة في الشتاء، مشيرًا إلى أنّ الأمر لا يتعلّق "بشتاء واحد، بل بفصلي شتاء على الأقل، ويمكن أن يكون الشتاء الثاني أكثر صعوبة".

وكانت شركة "تريدينج هاب يوروب"، وهي شركة محاصة لمشغلي شبكات نقل الغاز، قد أعلنت رفع أسعار الغاز في ألمانيا؛ حيث أعلنت أن البلاد ستضيف تكاليف "رسومًا" إضافية على عملاء الغاز ستبلغ 2.4 سنت لكل كيلووات/ساعة.

يأتي هذا في إطار محاولة ألمانيا دعم المستوردين المتضررين من التكاليف الإضافية بسبب تراجع إمدادات الغاز الروسي.

وتحاول أوروبا بصعوبة وقف اعتمادها على إمدادات الغاز الروسي، الذي تعومل عليه ألمانيا بصورة خاصة، والذي تستخدمه موسكو كأداة ضغط في إطار غزوها لأوكرانيا.

وفي المانيا تفرض الدولة ضريبة جديدة موضع جدل على الغاز اعتبارا من الأول من تشرين الأول/أكتوبر ستتسبب بزيارة كلفة الاستهلاك على الأفراد والشركات بنسبة 2.4 سنتا للكيلوواط/ساعة.

وحتى لو أن الحكومة وعدت بالتخفيف من وطأة الزيادة على الأكثر فقرا، يرى محلّلو دويتشه بنك أن "صدمة فاتورة أكتوبر/ تشرين الأول ستؤدي إلى انفخاض في طلب الأسر".

وتتأثر الكهرباء بشكل تلقائي بتطوّر أسعار الغاز، إذ تعاني السوق من تكلفة محطّات الغاز (والفحم) التي يتم اللجوء إليها لضمان توازن النظام.

وقال المحلّلون في ريستاد إنرجي إنّ ما ساهم في ارتفاع الأسعار "مستويات منخفضة من الرياح (للتوربينات الهوائية) بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الفحم والغاز".

في الوقت نفسه، أدّى الصيف الحار إلى الحدّ من إنتاج الكهرباء، إذ أثّرت موجة القيظ على أنظمة تبريد محطات الطاقة النووية، كما منع الجفاف الزوارق من إيصال الفحم إلى محطات الطاقة الألمانية.

إلا أن موجة الحرّ تحفّز على استهلاك الكهرباء للحصول على التكييف والتهوئة، ما يحدّ من التراجع الاعتيادي في الاستهلاك خلال فصل الصيف.

وتخطت كلفة الكهرباء تسليم العام المقبل في المانيا لأول مرة 500 يورو للميجاواط/ساعة، مقابل ما يزيد بقليل عن 300 يورو في مطلع يوليو/ تموز.

وقال جون بلاسار المحلل لدى "ميرابو" إنّ "هذه قد تكون أكبر أزمة طاقة في أوروبا منذ جيل على الأقل".