خبير: القهوة ليست مصدرا للطاقة

منوعات

اليمن العربي

أعلن الدكتور سيرغي أوبلوجكا، خبير التغذية الروسي، أن القهوة ليست مصدرا للطاقة كما يعتقد الكثيرون، ويثبت ذلك بمثال مقنع.

خبير: القهوة ليست مصدرا للطاقة

 

ويشير الخبير في حديث لراديو "سبوتنيك"، إلى أن الناس يتمتعون بشرب القهوة، ما خلق اعتقادا خاطئا أنها تمنح الطاقة للشخص المتعب. ولكن الكافيين لا يعطي أي شيء جديد للجسم، سوى أنه ينشط ما كان موجودا بالفعل.


ويقول، "يعتقد الناس أن القهوة مصدر للطاقة. أي إذا تعب الشخص وخارت قواه، عليه شرب القهوة للحصول على الطاقة اللازمة. ولكن في الواقع هذا ليس صحيحا. لأن الكافيين يحفز فقط احتراق احتياطيات الطاقة الداخلية. أي أنه يسرع عمل الخلايا، لإنتاج الطاقة من الاحتياطيات المتاحة. وكيميائيا، يحفز عملية التمثيل الغذائي، وليس مصدرا للطاقة".

ويضيف، "الكثيرون لا يفهمون كيف تعمل القهوة لذلك يستخدمونها بصورة خاطئة. فعندما يشعر الشخص بإرهاق شديد، وعمليا لم تبق لديه مصادر داخلية للطاقة، يستمر في تحفيز نفسه بالكافيين. بيد أنه في هذه الحالة، قد يكون تأثيره عكس ذلك، حيث بدلًا من الطاقة، يصاب بالتهيج وفقدان حاد في التركيز. وهذا ما يحدث عادة مع سائقي السيارات، حيث يعتقدون أنهم سيحصلون على الطاقة بمساعدة الكافيين، ولكن بعد شرب القهوة ينامون على الفور تقريبا".

ويضيف، إذا كان الشخص يشعر بالتعب والإرهاق، فعليه النوم وليس شرب القهوة بكميات كبيرة.

تعد الفوائد الصحية للقهوة موضوعا مثيرا للجدل هذه الأيام، ويتحدث البعض عن كونها صحية تماما، بينما يقول آخرون أن هناك عواقب صحية يجب البحث عنها، فما حقيقة أثر القهوة؟

أشار بعض أخصائيو التغذية إلى أن القهوة لها فوائد كثيرة ولها بعض التأثيرات الجانبية على صحة بعض الأشخاص تبعا للكمية والنوع:

قد يعيق النوم
يشير أخضائي التغذية تريستي بيست إلى أن شرب القهوة في أي وقت من اليوم، قد يعيق النوم ليلا، بسبب تأثير القهوة على الدماغ.

يقول بيست: إحدى الطرق الأساسية التي تؤثر بها القهوة على الدماغ هي تفاعلها مع الناقل العصبي الأدينوزين، يلعب هذا الناقل العصبي دورا في تعزيز النوم لأنه يتراكم على مدار اليوم، ومع ذلك فهو مشابه في التركيب الجزيئي للكافيين، مما يعني أنه يتنافس مع الكافيين على مواقع المستقبلات في الدماغ، ويفوز الكافيين ويسبب تأثيرا مثبطا لـ الأدينوزين".

وفقًا لـ بيست:"هذا سبب كبير لعدم تمكن الكثير من الناس من النوم أو قلة النوم عندما يشربون القهوة في وقت معين من اليوم".

و يضيف بيست: "بصرف النظر عن احتمال تعطيل نومك، فقد وُجد أن للقهوة تأثير إيجابي على صحة عقلك وإدراكك".

يقول بيست: "إن التأثير المفيد للقهوة على الدماغ هو قدرتها على تحسين وظائف المخ والوظائف المعرفية، يعزز الكافيين إطلاق النواقل العصبية المفيدة بما في ذلك الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين، وهذا يؤدي إلى تحسين وقت رد الفعل والمزاج والفهم، وامتداد الانتباه".

بينما ثبت بالتأكيد أن للكافيين تأثيرات معرفية إيجابية يتم إجراء المزيد من الأبحاث حاليا حول إمكانية أن تأتي بعض هذه الفوائد المعرفية أيضا من القهوة منزوعة الكافيين، مما يعني أن مضادات الأكسدة في هذا المشروب قد تلعب دورا كبيرا أيضا.

يقول مورجن كلير: "القهوة بشكل طبيعي مليئة بمضادات الأكسدة القوية المعروفة بأنها تساعد في صحة الدماغ، تمنع مضادات الأكسدة وأكثر من مائة مادة نشطة بيولوجيا في القهوة تلف الأوعية والشرايين، وبالتالي قد تساعد في تروية الدم (القوة الصحية التي يمر بها الدم في جميع أنحاء الجسم)، مما يعني تدفق الدم الصحي إلى الدماغ".

يضيف كلير:"القهوة قد تكون مفيدة أيضا في الطرق الوقائية، مضادات الأكسدة الموجودة في القهوة تحارب أيضا الجذور الحرة (أي الضرر) الذي يصيب خلايا الجسم، مما قد يوفر تأثيرا وقائيا ضد أمراض الدماغ."

و يتابع كلير: "بالنسبة للجزء الأكبر يمكن للقهوة أن تلعب دورا إيجابيا في صحة دماغك، ومع ذلك ستتأثر هذه الفوائد بكيفية شربك للقهوة، لذا ضع في اعتبارك مقدار الكريم والسكر المضاف الذي تستخدمه".

يحظى شرب القهوة بشعبية واسعة حول العالم، حيث يعد جزءا أساسيا من روتين كثير من الناس في الصباح.
ولسوء الحظ، فإنه مثل معظم الأطعمة والمشروبات، فإن الإفراط في شرب القهوة يمكن أن يساهم في تفاقم مشكلات صحية، بينها الغلوكوما، وهي حالة صحية يتلف فيها العصب البصري الذي يربط العين بالدماغ. وإذا لم يتم تشخيصها وعلاجها مبكرا، فقد يؤدي ذلك في النهاية إلى العمى.

وقد يؤدي استهلاك كميات كبيرة من القهوة يوميا إلى زيادة خطر الإصابة بالغلوكوما بالنسبة لأولئك الذين لديهم استعداد وراثي للمرض.

وتقترح شركة Vision Direct للعناية بالعيون أن "الاستهلاك المفرط" للمشروب الساخن الشائع حول العالم، يمكن أن يسبب الغلوكوما بسبب كمية الكافيين التي يحتويها.

وتقول الشركة: "إن تجاوز الكمية الموصى بها باستمرار قد يؤثر على صحتك ورؤيتك، حيث يعرضك لخطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل الغلوكوما".

وتشرح Vision Direct: "من المعروف أن المشروبات المحتوية على الكافيين تزيد من ضغط الدم  وكذلك الضغط في عينيك. والمستويات العالية باستمرار من ضغط العين تسبب الغلوكوما، لذلك يمكن بسهولة أن يكون هناك رابط بين عادة تناول القهوة وأحد الأسباب الرئيسية للعمى في العالم".

وبشكل أكثر تحديدا، خلصت دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد في عام 2012 إلى وجود صلة بين شرب ثلاثة أكواب أو أكثر من القهوة وخطر الإصابة بالغلوكوما، أو كما تعرف بـ "الزرق".
وتوضح Vision Direct: "يحدث هذا عندما يؤدي تراكم السوائل في العين إلى زيادة الضغط على الأعصاب البصرية. وعلى الرغم من أن هذه الدراسة يمكن أن تظهر رابطا، إلا أن هذا لا يعني أنه إذا شربت الكثير من القهوة، ستصاب بالتأكيد بمرض الغلوكوما. على سبيل المثال، كان للعديد من المشاركين في الدراسة تاريخ عائلي من الغلوكوما، والذي ثبت أنه عامل رئيسي في تطوير الحالة. والأمر كله يتعلق بكيفية تعامل الجسم مع الكافيين، لذلك فهو بعيد كل البعد عن المقاربة التي تتناسب مع الجميع".

ومن ناحية أخرى، تقول الشركة إن الاستهلاك "المعتدل" للقهوة يرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بالسكري وأمراض الكبد والخرف وحتى بعض أنواع السرطان.

وتابعت: "تحتوي حبوب البن الخام على حمض الكلوروجينيك (CGA)، وهو أحد مضادات الأكسدة التي تساعد على خفض ضغط الدم وتحسين الدورة الدموية. ويمكن أن يساعد CGA في حماية الجسم من حالة تسمى نقص الأكسجة الناتجة عن نقص الأكسجين. وشبكية العين معرضة بشكل خاص لنقص الأكسجة، لذا فإن شرب القهوة يمكن أن يساعد في منع أي ضرر لعينيك ورؤيتك".
وأشارت Vision Direct: "أظهرت الاختبارات باستخدام CGA في أنقى صوره أنه يمكن أن يمنع تدهور شبكية العين، ولكن لا يزال هناك دليل قوي على أن شرب القهوة يمكن أن يساعد في ذلك".

وتخلص الشركة إلى أنه "بشكل عام، ما يزال من غير الواضح تماما كيف تؤثر القهوة على البصر ولماذا يبدو أن لها تأثيرات مختلفة عن المشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي ومشروبات الطاقة. وكما هو الحال مع كل شيء، من الجيد الاستمتاع بالقهوة باعتدال ومحاولة الحفاظ على الكمية الأدنى من جرعة الكافيين اليومية الموصى بها والتي تبلغ 400 مغ".