مقتل داريا دوغينا يعيد تاريخ الاغتيالات السياسية في روسيا

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن مقتل الصحفية الروسية داريا دوغينا فتح فصلًا جديدًا في تاريخ الاغتيالات السياسية في روسيا.

 

وترى الصحيفة الأمريكية أن مقتل دوغينا يعيد الأذهان إلى فوضى التسعينيات التي أعقبت تفكك الاتحاد السوفيتي، عندما كانت السيارات المفخخة إحدى حيل موسكو في التسعينيات، لكنها ندرت بعد سيطرة بوتين على البلاد.

 

ووفقا للصحيفة فقد شهدت الأعوام الأخيرة حملة استهداف واسعة لرجال الأعمال والصحفيين في أوكرانيا، وفي الأسابيع الماضية، تم استهداف شخصيات موالية لروسيا في الأجزاء التي تسيطر عليها موسكو.

 

وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من قدرة أوكرانيا على استهداف أفراد في المناطق الخاضعة لروسيا بالقرب من خط المواجهة، إلا أنه لم يكن هناك ما يشير إلى أنها قد تشن هجومًا جريئًا بالقرب من العاصمة الروسية.

 

كان مقتل دوغينا عملية جريئة لأنه حدث بالقرب من الضاحية المتلألئة المعروفة باسم روبليوفكا، موطن الفيلات المترامية الأطراف للطبقة الحاكمة في روسيا.

وكتب المحلل السياسي المؤيد للكرملين، سيرغي ماركوف، على حسابه على شبكة تليجرام الاجتماعية: "روبليوفكا يرتجف". "هذا العمل الإرهابي هو رسالة لهم: خافوا، ربما تكون أنت التالي."

 

ووفقا للصحيفة، ألقى المقربون من دوغينا، والمعلقون المؤيدون للكرملين، باللوم على أوكرانيا، بينما افترض بعض منتقدي الكرملين الروس أن الهجوم كان ذريعة من قبل مؤيدي الحرب لدفع بوتين، إلى تصعيد الصراع.

 


استهداف أنصار بوتين

 

واستهداف أنصار الرئيس بوتين البارزين لم يبدأ مؤخرا. فقد قُتل الصحفي الأوكراني البارز أولي بوزينا، الذي كان له موقف مؤيد لروسيا ودافع عن توثيق العلاقات بين أوكرانيا وروسيا عام 2015 في جريمة لم تكشف ملابساتها حتى اليوم.

 

واليوم كشفت الشرطة الروسية كافة المعلومات عن منفذ الانفجار الذي استهدف ابنة الفيلسوف والمفكر الروسي الشهير، وقالت إنها امرأة وحددت مواصفاتها وطريقة دخولها وخروجها من موسكو.

 

ونشر مركز العلاقات العامة التابع لوكالة الأمن الفيدرالي الروسي، الإثنين، مقطع فيديو للمواطنة الأوكرانية ناتاليا فوفك، المشتبه بها في قتل الصحفية داريا دوغينا.

وقال الجهاز الروسي، في بيان: "ثبت أن الخدمات الخاصة الأوكرانية هي التي أعدت الجريمة وارتكبتها. والجاني مواطنة أوكرانية تدعى ناتاليا بافلوفنا فوفك، ولدت عام 1979".

 

وأظهر الفيديو لحظة دخول فوفك إلى روسيا مع ابنتها، حيث نشرت الوكالة أيضا لقطات من الكاميرات المزروعة بالقرب من المنزل الذي عاشت فيه دوغينا.

 

وفي يوم الجريمة، كانت فوفك وابنتها المشتبه بها، في مهرجان تقليدي للأدب والموسيقى، حيث كانت داريا حاضرة كضيف شرف.

 

وأضاف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في بيانه: "بعد انفجار محكوم لسيارة تويوتا لاند كروزر برادو يقودها دوغين، غادرت فوفك وابنتها عبر منطقة بسكوف إلى إستونيا".

 

واختتمت "نيويورك تايمز" تقريرها بقول: ”مهما كانت المواقف، فتح الهجوم فصلا جديدا من تاريخ الاغتيالات بين روسيا وأوكرانيا“.