كيف تشكل العلاقات التاريخية بين الإمارات ومصر نموذجًا يقوم على الثقة والتفاهم؟

عرب وعالم

اليمن العربي

تشكل العلاقات التاريخية بين الإمارات ومصر نموذجًا يقوم على الثقة والتفاهم والمصير المشترك، وتطورت هذه العلاقات الاستراتيجية في السنوات الأخيرة إلى مستويات متقدمة في المجالات السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والعسكرية وغيرها، ما عزز حضورهما باعتبارهما من أهم الفاعلين الأساسيين في المنطقة.

 

ولا شك أن العبارة التي رددها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم".. خير مثال على عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين الإمارات ومصر، ومدى حرص القيادة على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.


 

وتحمل الزيارات المتبادلة بين قيادة البلدين، والتمارين العسكرية المشتركة، دلالات واضحة على العلاقات الطويلة والراسخة بين الإمارات ومصر، وتترجم عمق الروابط الوثيقة بين شعبي البلدين.


 

ويأتي استقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس الأحد، لرئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، علامة جديدة على حرص قيادة البلدين على تعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات، انطلاقًا من ثوابت استراتيجية موحدة تعبر عن مدى التفاهم وتطابق الرؤى تجاه مختلف المستجدات والقضايا وهو ما أسهم في سرعة التجاوب مع التحديات التي شهدتها المنطقة في السنوات الماضية.

وفي سياق متصل، تعكس مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في قمة خماسية دعا لها الرئيس السيسي، والتي تضم: الإمارات ومصر والأردن والبحرين والعراق، مدى حرص الإمارات وقيادتها على توطيد العلاقات بين الدول العربية، من منطلق إيمانها بأهمية التعاون في سبيل حفظ أمن واستقرار المنطقة.


 

وفي مجال التعاون العسكري والأمني، أطلق البلدان شراكات متينة في هذا المجال، بمشاركة جيشيهما في تدريبات عسكرية مشتركة، وتعزيز قدرات قواتهما المسلحة لمواجهة التحديات المختلفة، وتبادل الخبرات العسكرية، والقتالية، وتعزيز الجاهزية العملياتية للقوات المسلحة الإماراتية والمصرية.


 

وكان آخر التمارين العسكرية المشتركة "زايد 3" الذي انطلق بداية أغسطس (آب) 2021 بمشاركة وحدات من القوات الجوية لمصر، والقوات الجوية والدفاع الجوي الإماراتية، واستمر لمدة 10 أيام، وذلك ضمن سلسلة تمارين زايد بين الإمارات ومصر، مناسبةً أخرى لمزيد التنسيق والتعاون بينهما.

ويستند التعاون بين البلدين، الذي أرسى دعائمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على إرث من الخبرات العسكرية المتراكمة وقواعد صلبة، وإرادة سياسية حكيمة، قوية.

وتحتل القوات المسلحة الإماراتية والمصرية مكانة رائدة على المستويين الإقليمي والعالمي بما تملكانه من قدرات عسكرية نوعية ومتطورة وخبرات قتالية عالية تجعلهما قادرتين على مواجهة التحديات التي تهدد أمن المنطقة.

التبادل التجاري

وفي مجال التعاون الاقتصادي بين البلدين، وصل حجم التبادل التجاري غير النفطي بينهما في 2021، إلى نحو 3.7 مليارات دولار، في حين بلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة الإماراتية في مصر قرابة 15 مليار دولار، بينما بلغت الاستثمارات المصرية في الإمارات أكثر من مليار دولار.

وتمثل الإمارات الشريك التجاري الثاني عربيًا، والتاسع عالميًا لمصر، وذلك بعد تضاعف التبادل التجاري غير النفطي، بين البلدين 4 أضعاف بين 2010 و2019.

استقرار المنطقة

وتنطلق المواقف السياسية للبلدين من قضايا المنطقة الرئيسية، من مسلمات أبرزها دعم الحلول السلمية للنزاعات، والمحافظة على مقدرات الشعوب، وصون الأمن، والاستقرار في المنطقة العربية، والحفاظ على وحدة وسلامة دولها.

ولعبت الإمارات ومصر، أدوارًا مهمة في العديد من الملفات الاستراتيجية في المنطقة، ونجحتا بحكمة قيادة الدولتين في تجنيب المنطقة العديد من المحطات التي كان من شأنها الذهاب بها إلى لفوضى والاضطراب.

ويحظى البلدان بحضور ومكانة دولية خاصة، مع ما تتميز به سياستهما من حكمة واعتدال ومواقف واضحة في مواجهة التحديات الإقليمية المرتبطة بإرساء السلام، ودعم جهود استقرار المنطقة، ومكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.

ويرجع تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية إلى ما قبل 1971 الذي شهد قيام دولة الإمارات تحت قيادة الشيخ زايد الذي ترك وصية خاصة بمصر قال فيها: "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم.. وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر.. وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، أن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.. إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة".