ما هو مدى العلاقة بين نمط الحياة غير الصحي وخطر الإصابة بالخرف؟

منوعات

اليمن العربي

أثبت علماء جامعة أوسلو، وجود علاقة بين نمط الحياة غير الصحي وارتفاع مستوى الكوليسترول والخرف.

ما هو مدى العلاقة بين نمط الحياة غير الصحي وخطر الإصابة بالخرف؟

 

وتشير مجلة JAMA Network Open إلى أن علماء جامعة أوسلو، اكتشفوا أن نمط الحياة الذي يساعد على ارتفاع مستوى الكوليسترول في جسم الإنسان، يزيد أيضا من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وهذا يتعارض مع الرأي السائد، الذي يفيد بأن تناول العقاقير المخفضة لمستوى الكوليسترول، يمكن أن يؤثر في الصحة النفسية، إذا استخدمت لفترة طويلة.
وكانت نتائج دراسة سابقة اشترك فيها 1.8 مليون متطوع، قد كشفت أن ارتفاع مستوى الكوليسترول مرتبط بخطر الإصابة بالخرف. بيد أن هذا لم يشمل الأشخاص الذين ورثوا ارتفاع مستوى الكوليسترول، ويتبعون نظاما غذائيا صحيا.

ولكن الباحثين في الدراسة الجديدة، اكتشفوا أن الكوليسترول نفسه والعقاقير المخفضة لمستواه، ليست مرتبطة بالخرف، بل نمط الحياة غير الصحي الذي يسبب ارتفاع مستوى الكوليسترول.

وقد أظهرت نتائج متابعة الحالة الصحية لـ 3500 شخص يعانون من ارتفاع مستوى الكوليسترول الوراثي خلال 10 أعوام، عدم وجود ما يشير إلى خطر إصابتهم بالخرف، بغض النظر عن تناولهم للأدوية المخفضة لمستوى الكوليسترول من عدمه.

وعادة ما يطلق على مستوى الكوليسترول المرتفع "القاتل الصامت"، لأنه لا تظهر له أي أعراض، ولا يوجد تحسن من تناول الأدوية المخفضة للكوليسترول. ولكن التخلي عن تناولها يؤدي إلى تنشيط العمليات الضارة بالجسم، حيث تتراكم لويحات الكوليسترول في الشرايين، التي يمكن أن تسبب في نهاية المطاف احتشاء عضلة القلب أو الجلطة الدماغية.

توصلت مراجعة رئيسية إلى أن أفضل طريقة للحماية من الخرف هي الحفاظ على تنشيط العقل، عن طريق ممارسة بعض الهوايات اليومية.

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يقرؤون الكتب بانتظام أو يعزفون الآلات الموسيقية أو يحتفظون بمذكرات شخصية لديهم خطر أقل بنسبة 23 في المائة للإصابة بهذه الحالة.

كما وجد تحليل عشرات الدراسات التي شملت مليوني شخص في منتصف العمر وكبار السن أن النشاط البدني كان ثاني أفضل شيء للحفاظ على الدماغ.

وأشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بحياة اجتماعية نابضة بالحياة تقل لديهم فرص مخاطر الإصابة بالخرف بنسبة 7 في المائة عن الأشخاص المنعزلين.

وقال الباحثون إن الانضمام إلى النادي أو التطوع أو قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلات أو الذهاب إلى المناسبات الدينية كان لها تأثير إيجابي.

قال المؤلف الرئيسي الأستاذ لين لو، من جامعة بكين: "هذا التحليل التلوي يشير إلى أن النشاط له فوائد، وهناك الكثير من الأنشطة التي يسهل دمجها في الحياة اليومية والتي قد تكون مفيدة للدماغ".

يُعتقد أن نحو 900000 شخص يعيشون مع الخرف في المملكة المتحدة، ومن المتوقع أن تزداد المعدلات مع شيخوخة السكان، وبحسب الدراسة فإن عدد الأشخاص الذين سلبت ذاكرتهم منهم في الولايات المتحدة أعلى بنحو سبع مرات،

ولا يوجد علاج لهذا المرض، مما يعني أن الأطباء يمكنهم فقط وصف الأدوية التي تخفف من أعراضه، ويوصي الأطباء باتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مع وجود أدلة تظهر أن كلاهما يمكن أن يقي من الخرف.

تضمن التحليل التلوي مراجعة 38 دراسة من جميع أنحاء العالم شملت 2.1 مليون شخص لم يعانوا من الخرف، تراوحت أعمارهم بين 45 و93 في بداية الدراسة، تم بعد ذلك مراقبة المشاركين لمدة تتراوح بين ثلاث سنوات و44 عاما، خلال فترة الدراسة أصيب 74700 شخص بالخرف.

تم توفير المعلومات حول هواياتهم من خلال الاستبيانات أو المقابلات، وتم تعريف الأنشطة الترفيهية على أنها تلك التي يشارك فيها الأشخاص من أجل التمتع أو الرفاهية، تم تقسيمهم إلى أنشطة عقلية وجسدية واجتماعية.

و تشمل الأنشطة العقلية القراءة أو الكتابة من أجل المتعة، ومشاهدة التلفاز، والاستماع إلى الراديو، ولعب الألعاب أو العزف على الآلات الموسيقية، واستخدام الكومبيوتر وصنع الأشياء يدويا.

قال الباحثون إن هذه الهوايات تساعد في الحفاظ على الذاكرة وتحسينها، وسرعة المعالجة، ومهارات التفكير والاستدلال، ومنع التدهور العقلي.

لكنهم قالوا إن النتائج التي ظهرت في مشاهدة التلفزيون لا تزال غير حاسمة، وأشارت دراسات سابقة إلى أن الناس أكثر عرضة للإصابة بالمرض إذا شاهدوا الكثير من التلفاز، لأن عقولهم تنطفئ لفترات طويلة.

تضمنت الأنشطة البدنية في الدراسات المشي والجري والسباحة وركوب الدراجات واستخدام آلات التمرين وممارسة الرياضة واليوغا والرقص، وثبت أن التمارين الرياضية تحافظ على صحة القلب وتدور الدم بشكل طبيعي.

يمكن أن تزيد مشاكل القلب من خطر الإصابة بالخرف عن طريق قطع تدفق الدم إلى الدماغ، وتجويع الخلايا العصبية للأكسجين، وتسريع موت الخلايا.

كان حضور فصل دراسي أو الانضمام إلى ناد اجتماعي أو التطوع أو زيارة الأقارب أو الأصدقاء أو حضور الأنشطة الدينية من بين الأنشطة الاجتماعية الأكثر شيوعا في التحليل.

ويعتقد الباحثون أن قضاء الوقت مع الآخرين قد يحمي الدماغ عن طريق زيادة الاتصال الاجتماعي والتحفيز العاطفي، مع تقليل مخاطر الاكتئاب والتوتر وهما عاملان من عوامل الخطر للخرف.

قال البروفيسور لو عالم الأعصاب في الجامعة الصينية: "أظهرت الدراسات السابقة أن الأنشطة الترفيهية مرتبطة بفوائد صحية مختلفة، مثل انخفاض خطر الإصابة بالسرطان، وتقليل الرجفان الأذيني، وتصور الشخص لرفاهيته".

وأشارت الدراسة إلى وجود أدلة متضاربة على دور الأنشطة الترفيهية في الوقاية من الخرف، حيث وجد البحث أن الأنشطة الترفيهية مثل صناعة الحرف اليدوية أو ممارسة الرياضة أو التطوع كانت مرتبطة بتقليل خطر الإصابة بالخرف.

وقال إن الدراسات المستقبلية يجب أن تشمل مجموعة أكبر من الناس وأن تراقب المشاركين لفترة أطول "للكشف المزيد من الروابط بين الأنشطة الترفيهية والخرف".