الصين تحث واشنطن على "عدم الخطأ في التقدير" بشأن هذا الأمر

عرب وعالم

اليمن العربي

حثت الخارجية الصينية الولايات المتحدة على "عدم الخطأ" في التقدير بشأن عزم الصين على "الدفاع عن سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها" على خلفية زيارات المشرعين الأمريكيين لتايوان.

الصين تحث واشنطن على "عدم الخطأ في التقدير" بشأن هذا الأمر 

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين، خلال مؤتمر صحفي له، يوم الجمعة، إنه "فيما يتعلق بزيارة (رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي) بيلوسي الاستفزازية إلى منطقة تايوان الصينية، فإن سياق الأحداث وسببها ومسارها أمور واضحة تماما".

وأضاف أن الولايات المتحدة "هي من تراجعت عن الوفاء بالتزامها بمبدأ الصين الواحدة، وقوضت سيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها، وليس العكس".


وشدد وانغ على أن "رد فعل الصين الحازم على الاستفزاز الأمريكي منطقي ومشروع ومبرر، وقد تم تفهمه ودعمه على نطاق واسع من قبل المجتمع الدولي".

وأشار إلى أن "الحل الوحيد لهذه المشكلة هو العودة إلى الالتزام بالبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، ومبدأ الصين الواحدة، بدلا من التنصل من المسؤولية وتجاهل اللوم، ناهيك عن التصرف بتهور لخلق أزمة أكبر".

وأضاف "مصممون بحزم على الدفاع عن سيادتنا الوطنية ووحدة وسلامة أراضينا. نحث الجانب الأمريكي على عدم الخطأ في التقدير بشأن هذا الأمر".

كتبت صحيفة "South China Morning Post " أن الزعيمين الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ، سيظهران في قمة مجموعة العشرين (G20) في إندونيسيا تحديا للهيمنة الغربية.


وأشارت الصحيفة إلى أن التوتر في العلاقات بين موسكو وبكين من جهة والغرب من جهة أخرى، على الأرجح، سيلقي بظلاله على اجتماع مجموعة العشرين وستكون له تداعيات على دول أخرى، بغض النظر عن موقفها من الأزمة الأوكرانية أو التوتر الصيني الأمريكي بشأن تايوان.

ونقلت عن الرئيس الإندونيسي، جوكو فيدودو، تصريحا أشار فيه إلى أن "الخصام بين الدول الكبرى يثير قلقا بالفعل"، مؤكدا أن بلاده تسعى لجعل هذه المنطقة سلمية ومستقرة، "لكي يكون بإمكاننا ضمان النمو الاقتصادي، وأعتقد أن إندونيسيا ليست الدولة الوحيدة التي تريد ذلك، فالدول الآسيوية تريد نفس الشيء".

من جهته ذكر محلل مجلة "Oxford Political Review"، برايان فونغ، أن زيارة شي جين بينغ إلى جزيرة بالي الإندونيسية ستكون أول زيارة له إلى الخارج منذ بداية جائحة كورونا، قائلا: "يهدف قرار شي جين بينغ (لحضور قمة بالي) إلى إظهار موقع القوة والشفافية من أجل تعميق واستئناف الحوار (مع العالم كله) على المستوى الذي كان موجودا قبل الجائحة".

وأضاف أن قرار الرئيس الروسي لحضور القمة "يحمل طابعا أكثر رمزية، وهو محاولة من روسيا المحاصرة لإظهار أنها لا تزال تلعب دورا مركزيا، وتعتمد على النظام العالمي".

كما عبر برايان فونغ عن شكه في أن يرى العالم الخارجي في ذلك علامة أساسية على استعداد الصين للانفتاح، أو علامة على عودة روسيا إلى الساحة الدولية.

أما الخبير في العلاقات الدولية من الجامعة الإندونيسية، غاجا مادا نور رحمت يوليانتورو، فعبر عن اعتقاده بأن "المشاركة الشخصية للزعيمين الصيني والروسي (في القمة) يمكن اعتبارها شكلا لمعارضتهما للهيمنة الغربية في منظومة السياسة الدولية".

وقال: "سيستخدم شي جين بينغ هذه الفعالية لعرض موقف بكين من مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية في العالم الحديث بشكل مباشر".

وتابع رحمت يوليانتورو أن المشاركة الشخصية لجميع زعماء مجموعة العشرين في القمة ستظهر أن السياسة الخارجية الإندونيسية منفتحة وحرة ولا تخضع لأي طرف واحد، وتسعى للأمن العالمي والسلام.

تحت العنوان أعلاه، كتب فلاديمير سكوسيريف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول إعلان عن التفاوض بين واشنطن وتايبيه لإبرام اتفاقية للتجارة والاستثمار تضرب بعرض الحائط مصالح الصين.

وجاء في المقال: وجهت الولايات المتحدة ضربة ملموسة أخرى لهيبة بكين، بتفاوضها على اتفاقية تجارية مع تايوان. تحتل الجزيرة المرتبة التاسعة بين الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. لكن النقطة الأساسية في هذه الصفقة سياسية. فبعد زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ووفد من أعضاء الكونغرس إلى تايوان، تستعرض واشنطن عزمها على زيادة دعم الجزيرة ذات الحكم الذاتي، متجاهلة تماما احتجاجات بكين والمناورات العسكرية الصينية حول الجزيرة.

وفي الصدد، قال نائب مدير معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ألكسندر لومانوف، لـ "نيزافيسيمايا غازيتا": "المفاوضات بين الولايات المتحدة وتايوان عملية مديدة. وأقرب شيء يمكن توقيعه سوف يكون في نهاية العام 2023. لكنني أرى أن المفاوضات بحد ذاتها علامة على الدعم السياسي لتايوان، ومصدر إزعاج قوي للصين. فمن الواضح أن الولايات المتحدة لا تريد تخفيف التوترات بعد زيارة بيلوسي، بل ولا تنوي منح الصين فرصة للاسترخاء".

وبحسب لومانوف، الاتفاق التجاري، جزء من لعبة التصعيد الأمريكية في مضيق تايوان. فالولايات المتحدة تستفز الصين لاتخاذ إجراءات صارمة. يقولون إنهم يحترمون مبدأ الصين الواحدة، لكنهم يفعلون ما يريدون، سواء عبر زيارة البرلمانيين إلى تايوان أو عقد اتفاقية اقتصادية معها. في الواقع، هم يقنعون الصين بشكل متزايد بأن السبيل الوحيد للخروج هو استخدام القوة لحل المشكلة. إنهم يريدون حشر الصين في الزاوية واكتساب التفوق التكتيكي.

يعرف الأمريكيون أن الصين ليست مستعدة لعملية عسكرية. كما أنها ليست مستعدة في الوقت الحالي لمواجهة عقوبات كتلك التي تم فرضها على روسيا. وهي ممكنة إذا بدأت بكين عملية ضم الجزيرة. لدى الولايات المتحدة هذه الميزة التكتيكية، لكنها قد تخسرها في غضون سنوات قليلة.