كيسنجر عن النزاع في أوكرانيا: يجب أن ينتهي بمفاوضات

عرب وعالم

اليمن العربي

صرح وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر بأن النزاع في أوكرانيا يجب أن ينتهي بمفاوضات.

وقال كيسنجر في تصريح لشبكة "سي إن إن" الإعلامية، إن "هذا يجب أن ينتهي بمفاوضات. ويمكنني الافتراض بأن روسيا ستبقى في نهاية المطاف كدولة، وأوكرانيا ستبقى كدولة أيضا، والوضع سيتغير جذريا لأن أوكرانيا تم تسليحها من قبل الناتو، وهي مرتبطة بالناتو بشكل وثيق، وعلاقات معينة مع الناتو ستبقى".

كيسنجر عن النزاع في أوكرانيا: يجب أن ينتهي بمفاوضات

وتابع: "أعتقد أن الاقتراحات لأوكرانيا بالانضمام إلى الناتو كانت خطأ، لكن ذلك من أمور الماضي، نظرا لما حدث".


وأشار إلى أنه "سجب أن تكون هناك مفاوضات، وأود أن أحذر من إطالة أمد الحرب إلى ما لا نهاية له، لأن ذلك سيشبه الحرب العالمية الأولى أكثر فأكثر، وقد يكون هناك تصعيد. وآمل بأن دول الناتو ستتفق في ما بينها بشأن كيفية إنهاء النزاع، وإلى أي نتائج قد تؤدي المفاوضات".

وعارض كيسنجر تقديم أي تنازلات لروسيا، معتبرا أن القوات الروسية "يجب أن تنسحب إلى الخط الذي كان قبل النزاع".

وأضاف أنه على دول الناتو أن تقرر كيف ستبني العلاقات مع روسيا لاحقا، و"ما إذا ستكون هي جزءا من أوروبا، أو خل ستكون معقلا للصين على حدود أوروبا"، مشيرا إلى أن يفضل الخيار الأول.

قال وزير الدفاع الأوكراني، إن بلاده تؤمن أن استراتيجية استهداف عمق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا ستقوض قدرتها على السيطرة.

وأضاف ألكسي ريزنيكوف، خلال حوار مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن القوات الأوكرانية التقليدية تفتقر إلى الأسلحة والذخيرة التي يحتاجون إليها لشن هجوم بري شامل لاستعادة الأراضي من الروس، مشيرًا إلى أنه يتوقع تسليم كميات كافية من الأسلحة في النهاية بما يتماشى مع الالتزامات التي قطعها بالفعل شركاء أوكرانيا الغربيين.

وفي غضون ذلك، تسعى أوكرانيا إلى إضعاف القدرات العسكرية الروسية من خلال مهاجمة أكثر مرافقها العسكرية حساسية من الداخل.


وأوضح: "نستخدم استراتيجية لتدمير مخزوناتهم، ومستودعاتهم، ومقراتهم، ومقرات القيادة.. إنه ردنا على تكتيكات مفرمة اللحم".

وتحقيقا لهذه الغاية، حسب ريزنيكوف، تنشط أوكرانيا "قوة للمقاومة" تحت قيادة القوات الخاصة الأوكرانية لشن هجمات خلف الخطوط الروسية.


وجرى تشكيل هذه القوات في يناير/كانون الثاني بما يتماشى مع القانون الذي تم تمريره العام الماضي، وتم تنشيطها خلال الأسابيع الأخيرة في الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا.

ولفتت بعض الانفجارات الهائلة في شبه جزيرة القرم على مدار الأسبوع الماضي الانتباه للاستراتيجية الناشئة، ولدور القوات الخاصة الأوكرانية في تنفيذها.

وقال مسؤولون أوكرانيون، تحدثوا مع "واشنطن بوست" شريطة عدم كشف هويتهم، إن تلك القوات مسؤولة عن انفجارات القرم، والتي استهدفت قاعدة جوية روسية الأسبوع الماضي، ومستودع ذخيرة، وقاعدة جوية، الثلاثاء.

وكرر ريزنيكوف الموقف الرسمي للحكومة الأوكرانية بأنه لا يمكنها تأكيد أو نفي تورط أوكرانيا في هجمات القرم.

لكن ضرب مثل تلك الأهداف يشكل بالفعل جزءًا من الاستراتيجية العسكرية الأوكرانية الحالية.


وأضاف: "لديهم مستودعات كاملة من الذخيرة في القرم ويوصلونها إلى جنوب أوكرانيا، البر الرئيسي. لذا نحن بحاجة إلى تدميرها، كما فعلنا في حملة كييف، لقطع خطوط الإمداد الخاصة بهم".

وكان يشير إلى الطريقة التي اعترضت بها القوات الأوكرانية خطوط الإمداد الروسية وإجبارهم في النهاية على التراجع من منطقة كييف في الأسابيع الأولى من الحرب.

وحتى الأسبوع الماضي، افترضت القوات الروسية أنها آمنة في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014، لأنها كانت خارج نطاق الترسانة الأوكرانية الحالية.

وكانت أوكرانيا تسعى للحصول على أسلحة ذات مدى أطول من الولايات المتحدة، لكن أحجمت الولايات المتحدة عن ذلك، مستشهدة بمخاوف من أن تستخدم أوكرانيا هذه الأسلحة لمهاجمة الأراضي الروسية وربما تشعل حربا أوسع نطاقا.

لكن لا تستخدم أوكرانيا الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة في الهجمات، مما يقلل من المخاوف المحتملة داخل واشنطن حول أن الهجمات على القرم، التي تعتبرها موسكو أراضي روسية، قد تؤدي إلى تصعيد.


وقال ريزنيكوف إن نقل القتال إلى القرم سيعيق قدرة روسيا أكثر على مواصلة العمليات العسكرية في جنوب البلاد، ولا سيما منطقة خيرسون، والتي أشارت أوكرانيا إلى أنها ستكون الهدف الأول لهجومها المضاد المستقبلي لاستعادة الأراضي من روسيا.