ساحل اليمن يبتلع جواسيس الحوثي.. يتساقطون تباعا

أخبار محلية

اليمن العربي

كشفت شبكة من جواسيس الحوثي سقطت بقبضة المقاومة في اليمن تفاصيل مهمة حول تكتيكات تجنيد المليشيات ومساعيها الحثيثة لاختراق جبهة الشرعية.

 

ولم تكتف مليشيات الحوثي بتكليف عناصر الجهاز "الوقائي"، الجهاز الأمني الأخطر والخاص بالمليشيات، وامتد إلى محاولة الوصول لاستقطاب ضباط وتجار يتم الضغط عليهم بأسرهم وذويهم لإجبارهم في مهمات "خبيثة".

 

وفككت شعبة الاستخبارات في المقاومة الوطنية التي يقودها نجل شقيق الرئيس الراحل طارق صالح، شبكة حوثية من 6 أعضاء بينهم ضباط وعناصر وقائية حوثية تم تدريبها للمهمات الاستخباراتية الخاصة وملاك محلات تجارية جندهم جهاز الأمن والمخابرات للمليشيات.

وبثت المقاومة الوطنية، الخميس، اعترافات جواسيس مليشيات الحوثي التي حولت زراعتهم في أوساط القوات المشتركة لتنفيذ مهام استخباراتية تستهدف جبهة الشرعية؛ حيث تم القبض عليهم قبل أن يكملوا إجراءات الانتساب، والبعض الآخر في فترة التدريب.

 

وتتألف الخلية من "أمين مهيوب أحمد عبدالله عامر- من محافظة تعز، حسن حميد عياش الزبيدي- من محافظة الحديدة وعبدالكريم عبدالله مهدي الحيدري- من محافظة ذمار، مشتاق علي محمد حسن الأسود- من محافظة ذمار، رأفت عبدالرؤوف علي القاضي- من محافظة تعز، بشير عبده محمد الجاب- من محافظة ذمار".

 

تفكيك الخلية الحوثية يأتي ضمن 7 خلايا فككتها شعبة الاستخبارات العامة في المقاومة الوطنية، وتم الإعلان عنها في وقت سابق بينها 3 خلايا تهريب بحري لمليشيات الحوثي من ميناء بندر عباس الإيراني ومن القرن الأفريقي إلى موانئ الحديدة.


فخ العفو العام

 

وتنصب مليشيات الحوثي للجنود المناهضين لها ما يسمى "العفو العام" ليتم القبض عليهم بعد العودة إلى أسرهم وتجنيدهم تحت الترهيب والترغيب للعمل كجواسيس في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية.

 

هذا ما أقر به أعضاء الشبكة الحوثية بشأن "أساليب استدراج مليشيات الحوثي للمخدوعين بدعواتها إلى العودة ومغادرة جبهات القتال ضدها، لكن سرعان ما ينتهي احتفاؤها الزائف بالعائد والزج به في زنازينها وإجبارهم على العمل معها في مهام تجسسية تنتهي بهم إلى السجون".

 

أعضاء آخرون بذات الشبكة أقروا بإرسالهم من قِبل قيادات مرتبطة بما يُسمى جهازي "الأمن والمخابرات" و"الوقائي" وهي الأذرع التجسسية لمليشيات الحوثي والتي تستخدمها في المهام السوداء والأعمال الإجرامية.

 

عضو الشبكة التجسسية رأفت عبدالرؤوف علي القاضي أقر في فيديو الاعترافات، أن بداية التجسس مع المليشيات كانت في الحد الجنوبي للسعودية ضمن قوات الجيش الوطني اليمني وتحديدا اللواء الأول مغاوير عندما تعرف على أحد العناصر المرتبطين بجهاز الأمن والمخابرات الحوثي.

 

وأشار إلى أن قيادي في ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيات الحوثي ويدعى أبو فائز واسمه الفعلي "فايز علي الكردي" أقنعه بالعودة إلى صنعاء وتم اللقاء به واستدراجه لجمع معلومات أمنية عن الجيش الوطني.

 

وبعد 6 شهور من عودته إلى مناطق سيطرة مليشيات الحوثي كلفه الانقلابيون بالنزول إلى الساحل الغربي للالتحاق بمعسكرات المقاومة الوطنية وظل على تواصل مستمر مع أبو فائز قبل أن يتم القبض عليه بعد 25 يوما من قبل شعبة الاستخبارات في القوات المشتركة.  

 

ويمثل القبض على هذه العناصر قبل استكمال إجراءات الانتساب وأثناء فترة التدريب إنجازًا نوعيًا لشُعبة الاستخبارات العامة في المقاومة الوطنية في المقاومة الوطنية.


ابتزاز ومهمات سوداء

 

لا يتوقف ابتزاز مليشيات الحوثي للعائدين إلى مناطق سيطرتها على العسكريين فحسب؛ بل يمتد إلى المدنيين من السكان في مناطق سيطرتها، أحدهم مالك محل تجاري يدعو "بشير عبده محمد الجاب، من محافظة ذمار.

 

ووفقا لاعترافات عضو الشبكة الحوثية التجسسية "بشير الجاب" فقد كان يملك محلا تجاريا في الساحل الغربي لليمن لكن عند عودته إلى مسقط رأسه في مديرية وصاب العالي في ذمار قام المشرف الأمني للمليشيات باعتقاله.

 

وأوضح أن القيادي الحوثي أبو رعد واسمه الغعلي "بشير عزالدين" اعتقله وقام بمساومته للعمل العسكري لصالح المليشيات الانقلابية بعد أن ابتزازه بأسرته وذويه.

 

وقال في اعترافاته: "لقد أبلغتهم أنني لا شأن لي بالعمل العسكري وأنني طالب الله أعول أسرتي من محلي التجاري، لكن تهديدي بالأسرة والعيال والضغط علي ومساومتي".

 

وأوكلت مليشيات الحوثي للعنصر بشير الجاب مهمة ضمان عناصر الأمن الوقائي التابعين للمليشيات المكلفين بالمهمات السوداء في الساحل الغربي.

 

أحد هؤلاء العناصر الذي كفلهم بشير الجاب هو مشتاق علي محمد حسن الأسود من أبناء بلدته، لكنه كان عنصر جهاز ما يسمى الوقائي للحوثيين وتم تجنيده منذ عام 2017 وتدريبه في مديرية "حرف سفيان".

 

وأوضح مشتاق الأسود الذي تم ضبطه ضمن الشبكة التجسسية أنه ظل يقاتل في صفوف المليشيات الحوثية في عدة جبهات في الجوف منها الغيل والأجاشر تحت إشراف القيادي الحوثي أبو كيان قبل أن يكلفه القيادي الحوثي أبو رعد بالنزول للساحل الغربي ويقع بالمصيدة.

 

ووجه عناصر الشبكة الحوثية مناشدات لمليشيات الحوثي والقيادات الانقلابية التي زجت بهم إلى الساحل الغربي بإدراج أسمائهم ضمن كشوفات تبادل الأسرى بعد أن شاركوا في أعمال تجسسية إجرامية لصالح جهازي الأمن والمخابرات وجهاز الأمن الوقائي للانقلابيين.