الصين: نقدر بشدة موقف بوتين تجاه زيارة بيلوسي لتايوان

عرب وعالم

اليمن العربي

صرح المتحدث باسم الخارجية الصينية، وانغ وين بين، بأن الصين تقدر بشدة تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي إلى تايوان.

الصين: نقدر بشدة موقف بوتين تجاه زيارة بيلوسي لتايوان

 

جاء ذلك في إفادته الصحفية، اليوم الأربعاء، حيث قال الدبلوماسي، ردا على أسئلة الصحفيين للتعليق على تصريحات الرئيس الروسي: "إن الصين تقدر بشدة الموقف الذي عبر عنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حيث تمثل تصريحاته الأخيرة تجسيدا للمستوى الرفيع من التعاون الاستراتيجي بين الصين وروسيا، فضلا عن إظهار الدعم المتبادل الثابت والمستدام بين البلدين، لا سيما في القضايا التي تطال المصالح الأساسية للطرفين".


كما أشار وانغ وين بين إلى أن أكثر من 170 دولة أعربت عن رأي عادل بشأن الزيارة، وأكدت على التزامها بمبدأ "الصين الواحدة"، ودعم جهود الصين في حماية سيادتها الوطنية ووحدة أراضيها، مؤكدا على أن الصين مستعدة لمواصلة العمل مع المجتمع الدولي لدعم أهداف ومبادئ ميثاق هيئة الأمم المتحدة بشكل مشترك، لإرساء دعائم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد صرح، في خطابه أمام المشاركين والضيوف لمؤتمر موسكو العاشر للأمن الدولي، بأن زيارة بيلوسي لتايوان "لم تكن مجرد رحلة لشخص سياسي غير مسؤول، بل كانت استعراضا وقحا لعدم احترام سيادة بلد آخر، واستفزاز مخطط له بعناية". ووفقا له، فقد حاولت الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى، عمدا، صب الزيت على النار، وإثارة الوضع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وكانت زيارة نانسي بيلوسي لتايوان، يومي 2 و3 أغسطس الجاري هي أول زيارة يقوم بها رئيس مجلس نواب أمريكي إلى تايوان منذ عام 1997، ما يجعلها زيارة أرفع مسؤول أمريكي للجزيرة منذ 25 عاما.

 

قال دميتري بيريشيفسكي مدير إدارة التعاون الاقتصادي بالخارجية الروسية، إن المواجهة المحتملة بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان ستؤدي حتما إلى تدهور الوضع في الاقتصاد.

وشدد بيريشيفسكي، على أن الولايات المتحدة ستواجه نتيجة لذلك فترات عصيبة.

وأضاف: "بالطبع، إذا رغب الأمريكيون في مواجهة جدية مع الصين، فإن الوضع الاقتصادي سيتدهور وسيصبح حتما أسوأ، لأن الصين قوة اقتصادية عالمية يمكن مقارنتها بالاقتصاد الأمريكي، وستصبح الأمور صعبة جدا بالنسبة للأمريكيين في هذه الحالة".

تصاعد توتر الوضع حول تايوان، بعد الزيارة الأخيرة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، والتي كانت أول زيارة لرئيس مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان منذ عام 1997.

قبل ذلك حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ، الإدارة الأمريكية من أن "الذي يلعب بالنار يخاطر بحرق يديه"، لكن البيت الأبيض أكد للجانب الصيني الالتزام بسياسة "الصين الواحدة"، لكنه نأى بنفسه عن الزيارة، وقال إن بيلوسي تتخذ قراراتها بنفسها.

أعلنت الدائرة الصينية لضمان الأمن البحري، أن الصين ستجري في الفترة ما بين 17 و19 أغسطس الجاري تدريبات عسكرية في مياه البحر الأصفر بالقرب من سواحل ولاية شاندونغ في شرق البلاد.


ودققت الدائرة أن التدريبات العسكرية ستجري في الفترة بين الساعة 08:30 من اليوم الأربعاء حتى الساعة 17:00 من 19 أغسطس الجاري بالتوقيت المحلي، مذكرة أن مرور السفن في المناطق المذكورة في موقع الدائرة أثناء التدريبات محظور.

وأجرى الجيش الصيني أمس الثلاثاء مناورات عسكرية في 5 مناطق لبحر الصين الجنوبي بالقرب من سواحل ولاية غوانغدونغ، والاثنين الماضي – بالقرب من جزر بينخو الواقعة في جنوب مضيق تايوان.

ولا تزال المناورات والتدريبات العسكرية النشيطة للجيش الصيني في مختلف المناطق بما فيها مياه البحر والأجواء حول تايوان، مستمرة منذ بداية الشهر الجاري، وذلك ردا على زيارة الوفدين الأمريكيين إلى الجزيرة، حيث زارها الوفد الأول برئاسة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، في 2 و3 أغسطس الجاري والوفد الثاني برئاسة السيناتو إيد ماركي في 14 و15 أغسطس الجاري.

قالت صحيفة "سانكي"، إن مجموعة سرية من مستشاري زعيم تايوان تشيانغ كاي شيك، وبينهم ضابط من جيش اليابان الإمبراطوري، وضعوا في ستينيات القرن الماضي استراتيجية هجوم مضاد ضد الصين.

وأضافت الصحيفة اليابانية، أنه تم العثور على هذه الوثيقة، التي وضعها في عام 1965 المدعو كويتشي إيتوجوي المقدم السابق في الجيش الإمبراطوري الياباني، في فرنسا لدى أحد أقارب هذا العسكري الراحل.

من المعروف أن إيتوجوي خدم في الجيش الياباني في منشوريا وسنغافورة وعاد إلى اليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لكنه غادر في عام 1951 إلى تايوان، حيث أصبح مستشارا عسكريا لزعيمها.

وتضمنت الخطة المذكورة أعلاه 3 مراحل، تحتوي كل واحدة منها على شرح تفصيلي لانتشار القوات الجوية والبحرية والبرية، وكذلك الكمية المطلوبة من الذخيرة والإمدادات الغذائية.

ووفقا للخطة، يجب أن تستمر عملية الهجوم المضاد لمدة شهر ونصف، وافترضت تنفيذ عملية إنزال مفاجئ للعسكريين في مقاطعة فوجيان الصينية، وبعد ذلك كان يجب اقتحام أراضي مقاطعتي جيانغسو وآنهوي.


انقطعت العلاقات الرسمية بين الحكومة المركزية في الصين القارية وسلطات تايوان في عام 1949، بعد هزيمة قوات الكومينتانغ بقيادة تشيانج كاي شيك في حرب أهلية مع الحزب الشيوعي الصيني، وانتقال هذه القوات إلى تايوان. وفي أواخر الثمانينيات تم استئناف الاتصالات التجارية وغير الرسمية بين الجزيرة والبر الرئيسي للصين.