شبكة توزيع الغاز الألمانية تحسم الأمر بشأن تنفيذ قرار ملء المستودعات بالغاز

اقتصاد

اليمن العربي

قال رئيس وكالة الشبكة الفيدرالية الألمانية كلاوس مولر، إن قرار ملء جميع مرافق تخزين الغاز الألمانية بنسبة 95٪ بحلول نوفمبر، غير ممكن التحقيق على أرض الواقع.

 شبكة توزيع الغاز الألمانية تحسم الأمر بشأن تنفيذ قرار ملء المستودعات بالغاز

 

وأضاف في مقابلة مع وكالة بلومبرغ: "لا يمكنني أن أعدكم بأن جميع مرافق التخزين في ألمانيا، ستكون ممتلئة بنسبة 95٪ في نوفمبر، حتى لو كانت ظروف العرض والطلب جيدة".

وتابع كلاوس مولر القول: "في أحسن الأحوال، فقط ثلاثة أرباع هذه المرافق ستحقق هذا الهدف".

ووفقا لرئيس الشبكة الفيدرالية الألمانية، التي تشرف على توزيع الغاز في ألمانيا، في الوقت الراهن تتم عملية تعبئة المستودعات بالغاز بشكل "أسرع قليلا من ذي قبل"، لكن هذه "ليست إشارة إلى أنه يمكننا الاسترخاء".
ونوه مولر بأن مستوى تعبئة مستودعات الغاز الألمانية يبلغ حاليا نسبة 77٪، ولكن هناك مخاطر من خريف بارد بشكل غير عادي والمزيد من انقطاع الإمدادات.

وقال: "على هذه الخلفية، سيكون من الصعب تحقيق الهدف الذي حددته الحكومة الفيدرالية الألمانية وهو تحقيق تعبئة للمستودعات بنسبة 85٪ مع حلول أكتوبر".

ارتفعت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، بعد تراجع حاد أمس، وجاء الارتفاع بعد بيانات أشارت إلى انخفاض في مخزونات الخام في الولايات المتحدة.

وبحلول الساعة 08:11 بتوقيت موسكو، صعدت العقود الآجلة للخام العالمي مزيج "برنت" بنسبة 0.78% إلى 94.06 دولار للبرميل.

في حين زادت العقود الآجلة للخام الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 0.87% إلى 87.30 دولار للبرميل، وفقا للتداولات.

وأفاد معهد البترول الأمريكي (API) بأن مخزونات النفط انخفضت بواقع 448 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 12 من شهر أغسطس الجاري.

كذلك كشف تقرير المعهد عن تراجع مخزونات البنزين بمقدار 4.5 مليون برميل في الفترة نفسها، مع انخفاض مخزون المقطرات بمقدار 759 ألف برميل.

ومن المقرر أن تصدر البيانات الرسمية عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في وقت لاحق اليوم الأربعاء.

قال الخبير سيرغي كولوبانوف، إن القيود المفروضة على توريد الغاز إلى أوروبا والتدابير الطارئة لتوفيره، تجعل السوق شديدة الحساسية لأي معلومات سلبية قد تؤثر على استهلاك الغاز.

وأضاف كولوبانوف، الذي يشغل منصب نائب رئيس قسم "اقتصاد قطاع الطاقة" في مركز الدراسات الاستراتيجية: "يؤثر الهيجان المرتبط بالقيود المفروضة على إمدادات الغاز إلى أوروبا والتدابير الطارئة لتوفيره، على هذه السوق ويجعلها شديدة الحساسية تجاه أية معلومات سلبية قد تكون مرتبطة باستهلاك الغاز أو إمداداته".


وعزا الخبير، الارتفاع الحالي في الأسعار إلى خبرين: انخفاض إمدادات الغاز من الجزائر إلى إيطاليا، وتدني مستوى المياه في الأنهار في الدول الأوروبية، مما يهدد بتقييد حركة الملاحة.

وقال: "يرى المراقبون أن ضحالة المياه في الأنهار الأوروبية، سيخلق صعوبات في نقل الفحم والمازوت كوقود بديل للغاز لمحطات الطاقة، عن طريق النقل النهري، مما قد يزيد الطلب على الغاز في مواجهة استمرار ارتفاع درجات حرارة الجو وزيادة الطلب على الكهرباء لتكييف الهواء".

ونوه الخبير، بأن ضخ الغاز في مستودعات الغاز تحت الأرضية لا يزال مستمرا بوتيرة قوية ووصل بالفعل إلى ما يقرب من 75٪، مما يسمح لنا بالاعتقاد أنه سيصل مستوى 90٪ بحلول نوفمبر.

يوم الاثنين الماضي، تجاوزت أسعار العقود الآجلة للغاز في أوروبا، ولأول مرة منذ بداية مارس مستوى 2400 دولار لكل ألف متر مكعب. وفي يوم الثلاثاء، تجاوز هذا المؤشر علامة 2600 دولار.

قال لوكاش كوفاندا كبير الاقتصاديين في مصرف Trinity Bank، في مقالة لصحيفة Lidovky، إن ألمانيا قد تضطر بشكل مهين لتشغيل "السيل الشمالي-2"، بسبب تراجع احتياطي الغاز هناك.  

وحسب اعتقاده، من المرجح أن توافق برلين على هذه الخطوة المهينة لها، بسبب استمرار الجفاف وانخفاض منسوب المياه في نهر الراين، مما يعيق شحن وإمداد محطات الطاقة الألمانية بالفحم.

وأضاف الخبير: "هذا يزيد بشكل كبير من احتمال أن تجد ألمانيا نفسها في وضع أكثر صعوبة في الخريف أو الشتاء، وقد تضطر إلى اعتماد نظام التقنين والتوزيع المحدد لموارد الطاقة أو التشغيل المخزي لخط أنابيب السيل الشمالي -2".
ويرى الخبير أن الصعوبات التي قد تواجهها ألمانيا، ستلعب دورها لصالح الجانب الروسي.

وقال: "يحاول الخضر والمدافعون عن البيئة، بما في ذلك من صفوف السياسيين الألمان، إلقاء اللوم على الارتفاع الحاد في أسعار الكهرباء على الرئيس فلاديمير بوتين، أو بالأحرى على عمليته الخاصة في أوكرانيا. لكن السبب في الواقع يكمن في المقام الأول في الفشل الفادح لسياسة الطاقة التي تم الترويج لها والمعروفة باسم انتقال الطاقة. وأدى إلى تفاقم ذلك بشكل قاتل اعتماد ألمانيا على الغاز الروسي".