رسالة من شرق أوكرانيا إلى زعيم كوريا الشمالية (النص)

عرب وعالم

اليمن العربي

ذكرت وسائل إعلام في كوريا الشمالية، الأربعاء، أن دينيس بوشلين زعيم منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا المدعومة من روسيا، أرسل رسالة إلى الزعيم كيم جونج أون.

رسالة من شرق أوكرانيا إلى زعيم كوريا الشمالية (النص)

 

وأضافت الوسائل، أن الرسالة جاء فيها، أن الجانبين سيطوران "تعاونا ثنائيا مفيدا".


وفي يوليو/تموز الماضي، اعترفت كوريا الشمالية باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، لتصبح ثالث دولة فقط تعترف بهما بعد روسيا وسوريا.

وقطعت أوكرانيا على الفور علاقاتها مع بيونج يانج بسبب هذه الخطوة.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن "بوشلين" كتب رسالة لتهنئة كيم في ذكرى تحرير كوريا في 15 أغسطس/ أب، وذلك بعد يومين من تلقي كيم رسالة مماثلة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ونقل التقرير عن رسالة بوشلين: "سكان منطقة دونباس يقاتلون أيضا لاستعادة حريتهم وعدالة التاريخ اليوم، مثلما فعل الشعب الكوري قبل 77 عاما".

وأضافت الوكالة: "الرسالة عبرت عن قناعة بأن تعاونا ثنائيا مفيدا بنفس القدر يتفق مع مصالح شعبي البلدين، سيتحقق بين جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.

ربما كانت 4 سنوات كافية لتتحول فيها كيم يو جونج من مهندسة القمة التاريخية للكوريتين لامرأة حديدية تهدد بالانتقام من الجارة الجنوبية.

مشهد القمة التاريخية بين قائدي الجارتين الكوريتين عام 2018 خطفت فيه الشقيقة الصغرى للزعيم كيم جونج أون الأنظار باعتبارها السيدة الوحيدة بين 6 مندوبين، بعد رحلة من المهام الاستثنائية التي أنجزتها.


صعود مفاجئ ولافت للأنظار عالميا توجته كيم يو جونج في العام التالي مباشرة (2019) بزيارتها إلى المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين لتقديم العزاء في لي هي-هو السيدة الأولى السابقة في الجارة الجنوبية.


ورغم ظهورها المتكرر إلى جوار شقيقها وتركيز وسائل الإعلام العالمية الضوء عليها باعتبارها وريثة محتملة للزعامة في كوريا الشمالية لكن اليوم الخميس كان شاهدا على أول مرة تلقي فيها الشقيقة كيم كلمة في ظهور علني، وفقا لوكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء.

ظهور كيم يو-جونج، الشقيقة الصغرى للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون كان خلال كلمة ألقتها في اجتماع وطني حول إجراءات مكافحة الوباء باعتبارها نائبة لمدير إدارة اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري الشمالي.

وقالت شقيقة الزعيم إن فيروس كورونا المستجد تم إدخاله إلى كوريا الشمالية بواسطة الجارة الجنوبية، مؤكدة أن بلادها تنظر في رد انتقامي قوي ضد سيؤول.

ومضت في لهجتها الحادة بتأكيدها أن الأزمة الوطنية التي واجهتها البلاد هذه المرة، ترجع إلى الجنون المناهض للشمال في كوريا الجنوبية التي تحاول سحق بيونج يانج من خلال تحويل الأزمة الصحية العالمية إلى فرصة.

وأعلنت الشقيقة كيم أن تفشي فيروس كورونا نشأ في منطقة بالقرب من الحدود بين الكوريتين، مما جعل بيونج يانج تشك في إدخال الجنوب الفيروس إلى الشمال، مضيفة: "من الطبيعي أن ننظر إلى أشياء غريبة على أنها وسيلة لإدخال الفيروسات الخبيثة".

وأضافت: "إذا استمر العدو في القيام بأعمال خطيرة يمكن أن تدخل الفيروس إلى جمهوريتنا، فسنرد بالقضاء ليس فقط على الفيروس، ولكن أيضا على السلطات الكورية الجنوبية".
واتهمت الحكومة المحافظة الحالية لكوريا الجنوبية بإعادة المعدات الخاصة بإرسال المنشورات المناهضة للنظام الكوري الشمالي إلى مجموعات المنشقين الكوريين الشماليين لإرسال المنشورات للشمال، والتي تم مصادرتها من قبل الحكومة الليبرالية السابقة في أعقاب رد قوي للبلاد بتفجير مكتب الاتصال المشترك في بلدة كيسونج الحدودية في عام 2020.

 

ونبهت إلى التحركات الظاهرة للحكومة المحافظة نحو إلغاء قانون حظر إرسال المنشورات المناهضة لبيونج يانج إلى كوريا الشمالية، واصفة هذه التحركات بأنها جريمة ضد الإنسانية وأن "كوريا الجنوبية هي عدونا الذي لا يتغير".

كانت كيم يو جونج لا تزال في العشرينات من عمرها في عام 2011 عندما توفي والدها، كيم جونج إيل، وتولى شقيقها السلطة.

وقد جاء أول ظهور لها على الساحة الدولية في عام 2018، عندما عملت كمبعوث خاص في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونج تشانج، بكوريا الجنوبية، والتقت برئيس الدولة، مون جاي إن.

 

في بعض المناسبات، مثل قمم كيم ـ ترامب في سنغافورة وفيتنام، يبدو أنها كانت تعمل كمساعد شخصي لأخيها، تمسك بأقلامه ومنافض السجائر.

ثم في مناسبات أخرى، شوهدت تراقب الأحداث العامة لأخيها من بعيد، وأشارت تقارير إلى أنها تمكنت من إدارة صورة شقيقها العامة كمسؤولة عن الدعاية. وبعد قمة فيتنام الفاشلة في العام 2019، توارى كيم عن الأنظار لمدة شهرين تقريبًا.

حينها بدا أن الدور الجديد الذي لعبته كيم يو جونج كان ضروريا بسبب اختفاء شقيقها على ما يبدو بسبب مرض غير معروف.

تُعرف عشيرة كيم الحاكمة في كوريا الشمالية باسم "سلالة جبل بايكتو"، في إشارة إلى الجبل على حدود البلاد مع الصين حيث تدعي كوريا الشمالية أن كيم يونج إيل ولد، وقاتل والده اليابانيين.

 

وتشبه كوريا الشمالية المجتمعات الأوروبية في أواخر العصور الوسطى وأوائل العصر الحديث.. إنها في الأساس ملكية، حيث يثقون في أفراد الأسرة أكثر من النخب الأخرى.

ولعل هذا النسل هو ما يسمح لكيم يو جونج بالارتقاء إلى مستوى عالٍ في السياسة الكورية الشمالية، على الرغم من التحيز ضد النساء في السلطة في بلد تتلخص فيه المواقف التقليدية في القول الكوري "إذا صاحت الدجاجة، فسوف تدمر الأسرة".

ويعني هذا القول المستخدم في الكوريتين أنه عندما تتحدث المرأة أو تتولى زمام الأمور، لن يأتي أي خير من هذا الأمر.