خبير بولندي يكشف أن هناك انقسام في الغرب.. بسبب أوكرانيا

عرب وعالم

اليمن العربي

أعلن رئيس برنامج شرق أوروبا بمعهد بولندا للعلاقات الدولية دانييل شيليغوفسكي أن التناقضات بين الدول الغربية بشأن أوكرانيا تزداد تدريجيا ويواجه مؤيدو المفاوضات رغبة واشنطن لدعم كييف.

خبير بولندي يكشف أن هناك انقسام في الغرب.. بسبب أوكرانيا


وأشار شيليغوفكسي في تقريره الجديد إلى التناقضات المتزايدة بين بلدان حلف الناتو والاتحاد الأوروبي فيما يخص السياسة حول الأزمة الأوكرانية وطرق تسويتها.

وأكد أن المجتمع الأوروبي يفقد اهتمامه بالوضع في هذه الجمهورية السوفيتية السابقة، مما يؤدي إلى انخفاض استعداد حكومات بلدان الاتحاد الأوروبي لتكبد الخسائر بسبب دعمها لكييف.

وأضاف: "تحتاج أوكرانيا إلى المزيد والمزيد من المساعدات المالية والعسكرية من شركائها الأجانب وأهمية الدور الرئيسي للولايات المتحدة تزداد، في حين سيصبح الجانب المؤيد للحوار بقيادة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا مؤثرا بشكل متزايد وسيمارس المزيد من الضغط على السلطات الأوكرانية لاستئناف المفاوضات مع روسيا".

وذكر الخبير أنه تسمع في المناقشات العامة في العديد من البلدان وخاصة في ألمانيا المزيد من الدعوات إلى دعم روسيا.

تمكنت أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة من تبديل استراتيجيتها بمساعدة الأسلحة الجديدة، حيث نجحت في إبطاء تقدّم الجيش الروسي.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز: الأمريكية، فإن ترسانة الأسلحة الضخمة بعيدة المدى التي حصلت عليها أوكرانيا مؤخرا مكنتها من استهداف القوات الروسية، وتعطيل خطوط إمدادها، وارغمت موسكو على تبديل معايير القتال، ممّا أتاح للأوكرانيين مجالًا لالتقاط الأنفاس واتخاذ مزيد من القرارات الاستراتيجية.


وشنت القوات الأوكرانية قبل أسابيع هجوما مضادا استهدف 4 جسور تمتد على نهر دنيبرو، في خطوة تهدف إلى عزل آلاف الجنود الروس، وحرمانهم من الإمدادات، حسب مسؤولين غربيين.

ويبدو أن هذه الاستراتيجية حققت بعض النتائج الإيجابية، ورغم عدم قدرة الجيش الأوكراني على تحقيق مكاسب كبرى على الأرض، لكنه تمكّن من إبطاء التقدّم الروسي، ووقف الخسائر الفادحة التي تكبّدها في الأشهر الأخيرة، التي مسّت الروح المعنوية ودفعت جنودًا إلى هجر وحداتهم.


لكن الروس واصلوا ضغطهم في الشرق والجنوب، على مواقع الخطوط الأمامية الأوكرانية، وبعضها يتراجع ببطء، حيث أشار التقدّم التدريجي إلى أن الروس لا تزال لديهم قوات كافية لمواصلة عمليات هجومية، رغم الانتكاسات الناجمة عن الهجمات الأوكرانية.

وقال "صامويل بينديت" خبير الأسلحة الروسية في مركز التحليلات البحرية الأمريكي: "يبدو واضحا أن الأوكرانيين لا يستطيعون مضاهاة الروس في أعداد الجنود أو القطع الحربية، لذا يجب أن تكون أوكرانيا حصيفة جدًا في كيفية تشتيت القوات الروسية".

ونجحت أوكرانيا في صدّ محاولة موسكو للاستيلاء على العاصمة كييف، عبر استخدام وحدات قتالية أصغر وقادرة على التكيّف، مستغلة ميزتها الميدانية لشنّ هجمات خاطفة على القوات الروسية، التي تركّزت في طوابير ضخمة، جعلتها أهدافًا سهلة.

وشرق أوكرانيا تمكّنت روسيا في البداية من الاستفادة من تفوّقها، في أعداد الجنود والقوة النارية، ممّا أنهك القوات الأوكرانية من خلال قصف مدفعي بلا هوادة قبل التحرّك للاستيلاء على أراضٍي، لكن حصول أوكرانيا على مدفعية جديدة بعيدة المدى، مثل منظومة "هيمارس" الصاروخية الأميركية الصنع، مكّنها من إبطاء تقدّم الجيش الروسي وتحويل بعض الانتباه إلى ما يعتبره الجنرالات الأوكرانيون مناطق أكثر فائدة في الجنوب.

وقال قادة أوكرانيون أن الفكرة تكمن في جعل الظروف بالغة الصعوبة، لدرجة تدفع موسكو لسحب قواتها عبر نهر دنيبرو أمام هجوم مضاد أوكراني متوقّع.

ويقوم الأوكرانيون بتنفيذ هجمات تسعى من خلالها إلى تقويض قدرة موسكو على الحفاظ على القوات التي نشرتها في الجبهة. يرى أندري ريجينك، مسؤول عسكري أوكراني بارز سابق، يعمل الآن مستشارًا في مركز استراتيجيات الدفاع، مؤسسة فكرية أوكرانية: "نبحث عن نقاط ضعف للروس، ونحدّد النقاط الحرجة للعدوّ ونستنزفها تدريجًا".