الاخوان وخطاء الحسابات والتوقعات

أحمد عقيل باراس
أحمد عقيل باراس

 مارس اخوان اليمن ( الاصلاح ) طوال تاريخهم ذكى نادر يحسدون عليه في تعاملهم مع مختلف الاحداث التي شهدتها اليمن اذ ظلو طوال تلك السنوات دون كلل أو ملل يتحينون الفرص للانقضاض على السلطة وحكم اليمن، فمن رحله البحث عن السلطه التي ابتدئت منذ دورهم في حركه 1948م واغتيال الأمام يحيى الطاعن بالسن إلى دورهم في احداث شبوه الأخيرة وماتلاها من تداعيات، مرورآ بادوارهم في احداث نهايه سبعينيات القرن الماضي اثنا اضطرابات المناطق الوسطى، ومواقفهم من الوحده وتذكيتهم للخلافات بين صالح والبيض وافشالهم لكل محاولات التقارب التي جرت بينهما  وصولآ لمشاركتهم الفاعله في غزو الجنوب واجتياحه العام 1994م، لتتغير مواقفهم بعد ذلك ويظهرو تعاطفآ مع الحزب الاشتراكي والتوافق معه ومع احزاب أخرى بانبثاق تكتل يضمهم جميعا باسم اللقاء المشترك،وبلغ تذاكيهم اوجه في احداث 2011م عندما قامو بسرقه تضحيات الشباب واختطافهم لحركتهم ليكشفو بعدها عن وجههم القبيح كمتعطشين وطالبين للسلطه معتبرين أنفسهم الوريث الشرعي لحكم صالح،وبجحود تنكرو لكل التوافقات التي تمت بينهم وبين القوى الاخرى في السابق مبدين في نفس الوقت في حكمهم فسادآ لا يضاهيه أي فساد من قبل.

لقد حاول الاخوان في اليمن منذ ظهورهم الاولي وحتى يومنا الحاضر تسويق أنفسهم كحزب اسلامي سياسي تنويري معتدل وعملو على تكوين علاقات وثيقه مع عدد من القوى المحليه السياسيه والقبليه في الداخل ومع عدد من التنظيمات والاحزاب ذات التوجه نفسه في الخارج مستغلين تركيبه المجتمع اليمني وعلى وجه الخصوص الثقل القبلي للشيخ عبدالله الأحمر ( رحمه الله ) ورغبه هذه الاحزاب العقائديه الخارجيه من الحصول على موطئ قدم لها باليمن. وكعاده الاحزاب السريه العقائديه التي عاشت تحت الأرض لاكثر من ثمانون عامآ فان انتهازيتهم لم تظهر بشكل جلي إلا خلال السبع السنوات الماضيه من عمر حرب 2015م عندما ارادو ممارسة نفس الدور بالتذاكي واستغلال جميع القوى لصالحهم  وهذه المره عن طريق بوابه التحالف العربي لتحقيق مالم يستطيعون تحقيقه في السابق من حلمهم القديم الجديد المتمثل في حكم اليمن لكنهم هذه المره وقعو في شر أعمالهم اذ لم يقدرو الموقف حق تقديره واخطاو في توقعاتهم حيث اغرتهم انتصاراتهم الوهميه في البداية على التحالف بالتمكن من فرض ارادتهم عليه واختطاف السلطة واصبحت الحكومة كلها مواليه لهم وتم تمكينهم من القرار الاداري في جميع مؤسسات الدولة في جميع المناطق التي لم يكن لهم أي دور في تحريرها  مستغلين الحلم والنفس الطويل الذي مارسه تجاههم التحالف العربي حتى غدا الكثيرين يعتقدون ان التحالف بات اسير لرغبه الاخوان غير أن ما ابداه التحالف  اليوم من موقف منهم وقيامه بالتوقف عن مهادنتهم ووقفه لعبثهم ولعبهم بالنار يجعلنا نتاكد أن الصمت عن حماقاتهم طوال السبع سنوات الماضيه ماهو الا سياسه النفس الطويل والاحتواء التي اختطها التحالف العربي بقياده المملكه العربية السعودية ودوله الامارات العربية المتحده مع شركائهم المحليين ولرغبته في اعطائهم الفرصه لتصحيح مساراتهم حتى لا يؤثر على سير المعركه للتحالف والشعب اليمني الرئيسه التي يخوضونها ضد الحوثيين وهذا ماجعل الاخوان يتمادون في اشعال الحرائق والحروب الداخلية لدرجة خوضهم لعشرات المعارك جنوبا في مقابل صفر معركه شمالا واخرها معركه شبوه  .

من ينظر لسياسه الاخوان يجد أنها بعيده كل البعد عن الدين وتخضع في مجملها لمبدا الربح والخسارة فهم يجمعون بين الشي ونقيضه هم سلطه ومعارضه وتجدهم مع صالح وضده وضد الوحده ومدافعين عنها وضد الحزب الاشتراكي ومتحالفين معه ومع التحالف ويعملون على افشاله ومع الانفتاح وهم منغلقين ومع المشاركه في السلطة وهم يحتكرونها لذلك فان  الشعب في الجنوب والشمال سيضل  مدينآ للتحالف العربي مرتين لمساعدته في تحرير ارضه من الحوثيين اولآ ومن كسره لهيمنه الاخوان ثانيآ وسيسجل التاريخ للتحالف العربي أنه الوحيد الذي تمكن من فهم طبيعه هذا التنظيم ورسم نهايتة التي ظلت حلم بعيد المنال لعقود من الزمان لمعظم اليمنيين في الشمال في خطوه لم يستطع أن يسبقه اليها أحد لا صالح أو البيض ولا اي من القوى المحلية الاخرى التي ظهرت مؤخرا.وكم نتمنى من اخواننا المغرر بهم الذين مازالو في صف الاخوان ان يعو جميعآ الدرس ويتوقفو عن التعلق باوهام فالاخوان صفحه وانطوت واصبحت جزء من الماضي  وليكونو على ثقه بأن الوطن يتسع لهم جميعا ولا يبنى إلا بجهود الجميع.