بسبب زيارتها لتايوان.. الصين تفرض عقوبات على نائبة أوروبية

عرب وعالم

اليمن العربي

قررت الصين اعتماد عقوبات على نائب وزير النقل والمواصلات الليتواني وتعليق جميع أشكال التبادل مع وزارة النقل والإتصالات الليتوانية.

وأعلنت السلطات الصينية،في بيان على موقع وزارة الخارجية الصيني اليوم /الجمعة/، تعليق التبادل والتعاون مع ليتوانيا في مجال النقل البري الدولي أيضا.
وأوضحت أن ذلك يأتي على خلفية قيام نائب وزير النقل والمواصلات في ليتوانيا أجني فايسيوكيفيتشيتو بزيارة منطقة تايوان الصينية.


وأكدت الخارجية الصينية، أن الزيارة تنتهك مبدأ "الصين الواحدة" وتتدخل بشكل خطير في الشؤون الداخلية للصين وتقوض سيادة الصين ووحدة أراضيها. 

 

كيف ومتى بدأت الأزمة ؟


بدأت أزمة الصراع القائم بين الصين وجزيرة تايوان في عام 1895، حين انتصرت اليابان في الحرب الصينية- اليابانية الأولى، واضطرت بكين في عهد حكومة تشينغ إلى التنازل عن جزيرة تايوان لليابان.

في أعقاب الحرب العالمية الثانية، استسلمت اليابان وتخلت عن سيطرتها على الأراضي التي أاستحوذت عليها من الصين، وبدأت جمهورية الصين، باعتبارها أحد المنتصرين في الحرب، في حكم تايوان بموافقة حلفائها، الولايات المتحدة وبريطانيا.

خطوة أخرى على طريق الانفصال
لم تأتي الرياح بما تشته به سفن بكين فبعد بضع سنوات من الانتصار اندلعت حرب أهلية في الصين، وهزمت قوات ماو تسي تونغ الشيوعية قوات الزعيم آنذاك تشيانغ كاي شيك ليهرب تشيانغ وبقايا حكومته إلى تايوان في عام 1949 ويجعلونها مقرا لحكومتهم بينما بدأ الشيوعيون المنتصرون حكم البر الرئيسي باسم جمهورية الصين الشعبية، وقد اعتبر كلا الجانبين، أنذاك، إنهما يمثلان الصين كلها.

منذ ذلك سيطرت مجموعة حزب «الكومينتانج» المعادية للشيوعية على السياسة في جزيرة تايوان البالغ تعدادها 1.5 مليون شخص وتمثل 14 في المئة فقط من تعداد سكان تايوان. وبما أن الزعيم الهارب إلى تايوان وريث ديكتاتورية واجه تشيانغ تشينغ كو، نجل القائد تشيانغ، مقاومة من السكان المحليين المستائين من حكمه الاستبدادي، وتحت ضغط من حركة ديمقراطية متنامية، بدأ بالسماح لعملية التحول الديمقراطي وقد قاد الرئيس لي تنغ هوي، المعروف باسم «أبوالديمقراطية” في تايوان، تغييرات دستورية نحو نهج سياسي أكثر ديمقراطية، ما أدى في النهاية إلى انتخاب تشن شوي بيان، أول رئيس من خارج حزب الكومينتانغ في الجزيرة عام 2000.

فتيل العداء يشتعل مجددًا
بدأت العلاقات بين الصين وتايوان تتحسن في الثمانينيات وقد طرحت الصين صيغة تعرف باسم «دولة واحدة ونظامان» تمنح بموجبها تايوان استقلالية كبيرة إذا قبلت إعادة توحيد الصين، وبالفعل تم إنشاء هذا النظام في هونغ كونغ لاستخدامه كعرض لإغراء التايوانيين بالعودة إلى البر الرئيسي. ورغم تايوان رفضت العرض، إلا لاأنها خففت من القواعد الخاصة بالزيارات والاستثمار في الصين.

محاولات تقارب لم تكتمل
وفي عام 1991، أعلنت تايوان انتهاء الحرب مع جمهورية الصين الشعبية في البر الرئيسي وأجريت محادثات محدودة بين الممثلين غير الرسميين للجانبين، لكن بكين ظلت مصرة على أن حكومة جمهورية الصين التايوانية (ROC) غير شرعية، ما تسبب في تعثر إمكانية عقد الاجتماعات بين الحكومات.

تحسن في العلاقات
وفي عام 2000 عندما انتخبت تايوان «تشين شوي» رئيسا، شعرت بكين بالقلق؛ إذ أيد الانفصال التام و«الاستقلال” وعقب إعادة انتخاب تشين في عام 2004، أصدرت الصين «قانون مناهضة الانفصال”، والذي نص على حق الصين في استخدام «الوسائل غير السلمية” ضد تايوان حال حاولت «الانفصال” عن الصين.

وخلف تشين شوي في الرئاسة ما يينج جيو، الذي سعى بعد توليه منصبه في عام 2008، إلى تحسين العلاقات مع الصين من خلال الاتفاقيات الاقتصادية، وبعد ثماني سنوات وفي عام 2016، انتخبت الرئيسة الحالية لتايوان تساي إنج ون التي تقود لحزب الديمقراطي التقدمي (DPP)، وهو حزب يميل نحو الاستقلال الرسمي النهائي عن الصين. ساءت العلاقات مجددا بين الصين وتايوان بعد تولي تساي إنغ ون سدة الرئاسة في تايوان.