دميتري ميدفيديف: روسيا ستحقق أهدافها في الصراع في أوكرانيا بشروطها الخاصة

اقتصاد

اليمن العربي

قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، اليوم الإثنين إن روسيا ستحقق أهدافها في الصراع في أوكرانيا بشروطها الخاصة.

وحذر ميدفيديف، الذي يوصف بأنه أقرب حلفاء الرئيس فلاديمير بوتين من أن الغرب لديه خطة طويلة الأجل لتدمير روسيا.

دميتري ميدفيديف: روسيا ستحقق أهدافها في الصراع في أوكرانيا بشروطها الخاصة


وأضاف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، في مقابلة مع وكالة "تاس" الروسية: "روسيا تقوم بعملية عسكرية خاصة في أوكرانيا وتحقق السلام بشروطنا".

ووصف ميدفيديف حرب عام 2008 في جورجيا، وتوسيع حلف شمال الأطلسي غربا، وحرب أوكرانيا بأنها جزء من محاولة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها لتدمير روسيا.


ونقلت عنه تاس قوله "الهدف واحد: تدمير روسيا".

وتسيطر القوات الروسية وحلفاؤها حاليا على مساحات شاسعة من الأراضي في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، وكذلك في جنوب البلاد، بعد شن "عملية عسكرية خاصة" بدأت في 24 فبراير/ شباط الماضي.


رأت مجلة "فورين أفيرز" أن كل شهر إضافي من الحرب الأوكرانية يتزايد معه خطر الانقسام الأوروبي، الذي ظهرت بوادره بالفعل.

فبعد مرور ستة أشهر على انطلاق العملية الروسية في أوكرانيا، ظهرت مؤشرات على معاناة أوروبا من الاستمرار في مسار حرب مكلفة.


ومع ارتفاع التضخم وأزمة الطاقة والتهديد المتزايد بالركود بدأ القادة الأوروبيون يتحدثون بشكل متزايد حول التداعيات الاجتماعية والاقتصادية للصراع وآثاره السياسية والجيوسياسية.

ورغم المظهر الخارجي للإجماع، هناك توترات محتدمة حول كيفية التعامل مع الحرب؛ فألمانيا -على سبيل المثال- تباطأت بشأن إرسال شحنات الأسلحة الموعودة إلى أوكرانيا.


وفي إيطاليا، حيث سقطت الحكومة الائتلافية لرئيس الوزراء ماريو دراجي، هناك معارضة سياسية متزايدة للدعم العسكري لكييف بين الأحزاب الشعبوية في البلاد.

وأمضى الأوروبيون أسابيع في المشاحنات بشأن حزمة سادسة تستهدف النفط الروسي، والتي أوقفها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
وسط هذه التحديات، يلوح في الأفق سؤال أكبر حول المدة التي يمكن أن تصمد خلالها الوحدة الأوروبية، أثناء الحرب، وما الذي قد يتسبب في انهيارها.

وترى المجلة أن عدم إحراز تقدم في إنهاء العنف المتصاعد في أوكرانيا، قد لا يكون أكبر تهديد للتحالف الأوروبي، لكن الهدوء النسبي في الصراع، هو الذي يشكل هذا التهديد، إذ قد يسمح لموسكو بإغراء بعض دول الاتحاد الأوروبي للضغط على كييف لتقديم تنازلات، خاصة إذا استمرت أزمة الطاقة في التفاقم.

خلال المرحلة الأولى من الحرب، أظهر الاتحاد الأوروبي وحدة لم تشهدها بروكسل من قبل، فقد تمكن في غضون أسابيع من الموافقة على أكثر العقوبات قسوة التي تم تنفيذها على الإطلاق. لكن هذا الزخم بدء في التراجع منذ ذلك الحين. فعلى الرغم من اتفاق دول الاتحاد الأوروبي على فرض حظر نفطي على روسيا، على سبيل المثال، إلا أنه حدث بفارق زمني سمح لروسيا بالتكيف. وبدلًا من حظر الاتحاد الأوروبي للغاز الروسي، قامت موسكو بوقف ضخ الغاز إلى ست دول - بلغاريا والدنمارك وفنلندا ولاتفيا وبولندا وهولندا. علاوة على ذلك، خفضت شركة غازبروم الروسية المملوكة للدولة من تدفق الغاز بشكل كبير إلى بقية أوروبا.

وتشير "فورين أفيرز" إلى أن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لأوروبا هو عودة الانقسامات الجيوسياسية القديمة. فهناك انقسامات متزايدة بين شرق القارة وغربها، حيث تطالب الدول الواقعة على حدود أوكرانيا، مثل دول البلطيق وبولندا، بالعدالة عبر العقوبات والدعم العسكري القوي لأوكرانيا، فيما تميل دول في أوروبا الغربية، مثل إيطاليا وفرنسا وألمانيا نحو التسوية مع روسيا.

ووفقا للمجلة فقد يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ضرب وحدة الدول الأوروبية، في سياق العملية العسكرية بأوكرانيا، وذلك بتخفيف هجومه بشكل متعمد. لكن هذا لا يعني أن أهداف الكرملين قد تغيرت، وبخاصة السعي وراء مشروع أيديولوجي ليس من السهل ردعه.

لكن المرجح أن يضطر الكرملين إلى تكييف استراتيجيته، بما في ذلك السماح بتخفيض مؤقت في الأعمال العسكرية، مثل تقليل الهجمات الصاروخية الروسية على المدن الأوكرانية، على سبيل المثال، أو تقليل نيران المدفعية على نطاق أوسع، للسماح لقواته بإعادة التجميع؛ فمثل هذا التغيير يعني أن وتيرة الحرب في الأشهر المقبلة يمكن أن تتغير وفقًا للضعف النسبي وإعادة تشكيل القوة العسكرية الروسية.

وبالتالي، فإن الخطر الأكبر الذي يواجهه القادة الأوروبيون هو أنه إذا هدأت العمليات الروسية في أوكرانيا وبدأت موسكو في التلميح إلى نوع من التسوية أو الهدنة، فقد يقع الأوروبيون في فخ.

وهنا ترى المجلة أنه هذه الدعوة إلى التسوية أو الهدنة، لن تكون سوى وسيلة لكسب الوقت للتحضير للجولة التالية من القتال، بعد بضعة أشهر.. وإذا دعمت بعض الدول مثل هذه الخطوة فقد تزيد من تقسيم أوروبا، حتى لو ساعدت الكرملين في إطالة أمد الحرب.

وخلص التقرير  إلى القول، إن ”كل إغراء بالسعي إلى التسوية مع روسيا سيكون قويًا، لا سيما بالنظر إلى أنه من المحتمل أن يحدث في وقت تتزايد فيه الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والجيوسياسية في القارة.. وإذا تزامن انخفاض العنف في أوكرانيا مع أزمة طاقة متصاعدة في أوروبا، فقد يؤدي ذلك بالقادة الأوروبيين ليس فقط إلى المجادلة والتردد، بل إلى الانقسام كليًا".