تحذير أممي من تزايد خطر حدوث "مواجهة نووية" في ذكرى هيروشيما

عرب وعالم

اليمن العربي

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الإثنين، من أن خطر حدوث مواجهة نووية عاد للظهور بعد عقود.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي في طوكيو بعد حضوره مراسم في هيروشيما لإحياء ذكرى مرور 77 عاما على إلقاء أول قنبلة ذرية في العالم على تلك المدينة اليابانية.


ودعا الأمين العام للأمم المتحدة الدول النووية إلى الالتزام بعدم البدء باستخدام هذه الأسلحة.

وفي ذات السياق، اعتبر غوتيريش أنّ أيّ هجوم على محطّات للطاقة النوويّة هو عمل "انتحاري"، داعيًا إلى وقف العمليّات العسكريّة في محيط محطّة زابوريجيا بأوكرانيا حتّى يتسنّى للوكالة الدوليّة للطاقة الذرّية الوصول إليها.


وأضاف: "آمل بأن تنتهي هذه الهجمات. في الوقت نفسه، آمل بأن تتمكّن الوكالة الدوليّة للطاقة الذرّية من الوصول إلى محطّة" زابوريجيا، الأكبر في أوروبا، والتي شهدت منذ الجمعة عمليّات قصف تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتّهامات بشنّها.

وأحيت مدينة هيروشيما اليابانية، السبت، ذكرى مرور 77 عاما على إلقاء أول قنبلة ذرية في العالم عليها، في وقت تتصاعد فيه حدة التحذيرات عالميا من المخاطر المترتبة على سباقات التسلح النووي.

ووفق محللين فإن مرور نحو 8 عقود على تلك الفاجعة الإنسانية، لا يعني أن احتمالات تكرارها قد باتت معدومة.

واعتبروا أن توازن الرعب وحده يكاد يكون هو العائق أمام استخدام السلاح النووي مجددا، في حين أن المطلوب هو تعزيز التعاون الأممي أكثر لتطوير التشريعات والآليات الدولية لتحريم السلاح النووي وتجريم استخدامه، وليس فقط الحد من انتشاره.

 تحذير أممي من تزايد خطر حدوث "مواجهة نووية" في ذكرى هيروشيما


بعد أكثر من 75 عاما، لا تزال المشاهد المأساوية الناجمة عن قنبلة هيروشيما النووية، تطارد "سيتسوكو ثورلو"، إحدى الناجيات من القنبلة.

ووفقا لصحيفة ديلي إكسبريس البريطانية، كانت ثورلو تقطن على بعد ميل واحد فقط من "نقطة الصفر"، حيث سقطت القنبلة النووية. وكانت تبلغ من العمر 13 عامًا فقط عندما سقطت القنبلة.

وتبلغ ثورلو من العمر 90 عامًا وهي الآن ناشطة في مجال مناهضة السلاح النووي، وألقت كلمة عندما فازت منظمة الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية "آيكان" بجائزة نوبل للسلام قبل خمس سنوات.

وفي مقابلة عام 2017 مع صحيفة ناشيونال بوست الكندية، روت ثورلو ذكرياتها بشأن الانفجار.


وقالت "رأيت الوميض الأبيض والأزرق في جميع أنحاء النافذة. ثم وجدت نفسي أحلق في الهواء؛ كنت أطفو في الجو. ودوى انفجار قوي سوى جميع أنحاء مباني المدينة بالأرض".


ومع أنّ الساعة كانت 8:15 صباحًا، إلا أن الظلام كان يلف السماء، وفق رواية الناجية.

وأضافت: "عندما استعدت الوعي في الظلام الدامس كان الصمت يلغف المكان، علمت بما حدث. وحاولت تحريك جسدي، لكنني لم أستطع، لذلك استسلمت للموت حتى تم إنقاذي".

ووصفت ثورلو كيف أنقذها رجل "قوي"، وحثها على "عدم الاستسلام"، متابعة وهي مغلقة عيناها وتتذكر المشاهد المروعة: "كان الجميع شبه عراة".

وأوضحت "كانت ثيابهم ممزقة، وشعرهم منتصب، وجلودهم ولحومهم محترقة".

وكانت أجزاء من أجسادهم مفقودة وبعضهم كان يحمل مقل عيونهم وسقطوا مغشيا عليهم. أما البعض فقد انفجرت أمعاؤهم.

وأضافت "كان هذا مشهدا مؤلما تعلمنا خلاله كيفية السير على الجثث وتمكنا من الفرار إلى التلال".

وقالت: "من الغريب أن تعتقد أن الناس سوف يصرخون طلبًا للمساعدة، لقد كان كل شيء هادئًا للغاية - بلا صوت تقريبًا".

ومضت موضحة "لم يكن لدى أحد هذا النوع من القوة الجسدية والنفسية للصراخ... في تلك الليلة جلسنا على التل وشاهدنا المدينة تحترق."


وتوفي ثمانية من أفراد عائلة ثورلو وعانت هي نفسها من نزيف اللثة وفقدان الشعر ومتلازمة الإشعاع الحادة مثل العديد من الأشخاص.

اليوم، تحمل هي والناجون الآخرون اسم "هيباكوشا"، وهو مصطلح ياباني يُطلق على من تأثروا بقنبلة أو نشاط إشعاعي ناجم عن الهجمات النووية على اليابان في الحرب العالمية الثانية.

حتى الآن، لا تزال الأرقام الدقيقة لضحايا القنبلة النووية في ذلك اليوم الرهيب غير معروفة، لكن التقديرات تشير إلى وقوع 135000 ضحية عندما ضربت القنبلة هيروشيما و64000 آخرين عندما ضربت أخرى مدينة ناجازاكي بعد 3 أيام فقط.

في صباح يوم 6 أغسطس/ آب 1945، شوهدت طائرة أمريكية تحلق فوق هيروشيما، وفي نحو الساعة 8:15 صباحا ألقيت قنبلة نووية تزن نحو 4400 كيلوجرام تدعى "الولد الصغير" فوق المدينة المورقة، التي يقطنها الآن مليوني شخص.

استسلمت اليابان للحلفاء بعد ستة أيام من إلقاء القنبلة الثانية، التي أطلق عليها الاسم الرمزي "الرجل البدين"، على ناجازاكي لتنتهي الحرب.