انخفاض أسعار النفط اليوم الإثنين

اقتصاد

اليمن العربي

انخفضت أسعار النفط، اليوم الإثنين، لتحوم قرب أدنى مستوياتها منذ عدة أشهر بعد أن ألحق الركود ضررا بآفاق الطلب وأشارت بيانات إلى انتعاش بطيء في واردات الصين من النفط الخام الشهر الماضي.

وتراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 74 سنتا أو 0.8 في المئة إلى 94.18 دولار للبرميل بحلول الساعة 0039 بتوقيت جرينتش.

انخفاض أسعار النفط اليوم الإثنين


وسجلت أسعار أقرب شهر للتعاقد أدنى مستوياتها منذ فبراير/شباط الأسبوع الماضي متراجعة 13.7 في المئة ومسجلة أكبر انخفاض أسبوعي لها منذ أبريل/نيسان 2020.

وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 88.34 دولار للبرميل، بانخفاض 67 سنتا، أو 0.8 في المئة مواصلا الخسائر بعد انخفاضه9.7 في المئة الأسبوع الماضي.


وأظهرت بيانات جمركية أن الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، استوردت 8.79 مليون برميل يوميا من الخام في يوليو/تموز، ارتفاعا من أدنى مستوى منذ أربع سنوات في يونيو/حزيران ولكنها لا تزال أقل 9.5 في المئة عن مستواها قبل عام.

في وقت تراجعت فيه أسعار النفط والمشتقات العالمية حاليا، بسبب المخاوف من حدوث ركود في الاقتصاد الأمريكي، إلا أن مستقبل الأسعار يتجه للمراوحة عند مستويات مرتفعة قرب 100 دولار للبرميل.


حاليا، تعيش أسواق النفط ظروفا طارئة غير مرتبطة بأساسيات السوق، وهو ما يهدئ المخاوف من مستقبل الأسعار للفترة المقبلة، لكن الأزمة الحقيقية المرتبطة بقطاع الطاقة التقليدية، له علاقة بالاستثمار في القطاع.


نهاية العام الماضي، كشف تقرير لمؤسسة (آي إتش إس ماركت)، ومقرها لندن، بالتعاون مع منتدى الطاقة العالمي، أكبر منظمة دولية لوزراء الطاقة من 71 دولة، تقريرا هاما بشأن الاستثمارات في صناعة الطاقة.


وأشار التقرير إلى أن الاستثمار في الاستكشاف والتنقيب في قطاع النفط والغاز انخفض في عام 2021 للعام الثاني على التوالي عند 341 مليار دولار، أقل بنسبة 25% تقريبًا من مستويات عام 2019.

لكن اليوم، وبعد عام من تراجع الاستثمارات، تشهد معظم الاقتصادات انتعاشا بعد الركود الناجم عن تفشي وباء كورونا نتيجة تعهد الحكومات بخطط "تحسين إعادة البناء"، وتسريع التحول نحو طاقة خضراء نظيفة واقتصاد منخفض الكربون.

ومرد هذا التراجع في استثمارات الطاقة التقليدية، نتيجة تعهد الحكومات بخطط "تحسين إعادة البناء"، وتسريع التحول نحو طاقة خضراء نظيفة واقتصاد منخفض الكربون.

وأظهرت وقائع التقرير أن تحولات الطاقة بطيئة، ومن الصعب تحقيق الاختراقات التكنولوجية، وعلى الرغم من سعي البلدان الحثيث إلى إزالة الكربون؛ فإن العالم سيظل بحاجة إلى النفط والغاز لضمان إمدادات موثوقة من الطاقة خلال المدة الانتقالية.

وتتطلب توقعات الطلب طويل الأجل لحالة أساسية لدى شركة "آي إتش إس ماركت" أن يمثل النفط والغاز 55% من الطلب على الطاقة الأولية في 2030، وهو أعلى قليلًا من مستويات عام 2020.

وفي أكثر من مناسبة قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، أن سبب ارتفاع أسعار النفط في 2022، يعود بشكل رئيس إلى ضعف الاستثمار في القطاع.

كذلك، أكد أمين عام منظمة أوبك هيثم الغيص الأسبوع الماضي، أن ضعف الاستثمارات في قطاع النفط في المنبع والمصب، أثر على الأسعار ودفع بها إلى قمة عام 2008 قرب 140 دولارا للبرميل.

وليس ضعف الاستثمار في إنتاج النفط، سبب في ارتفاع الأسعار، بل هناك أيضا ضغط الاستثمار في تكرير النفط وهو ما ظهر بوضوح في الولايات المتحدة.

هذا العام، هاجم الرئيس الأمريكي جو بايدن شركات الطاقة في بلاده التي تربح كثير على وقع أزمة تضخم تشهده الولايات المتحدة، للمرة الأولى منذ نوفمبر/تشرين ثاني 1981.

لكن الأمير السعودي عبد العزيز بن سلمان، رأى أن أحد أسباب ارتفاع المشتقات، هو ضعف الاستثمار في التكرير، مشيرا إلى أن السوق تحتوي على طاقة فائضة، لكن لا تتوفر محطات التكرير الكافية للاستهلاك العالمي.

وكشف تقرير مؤسسة (آي إتش إس ماركت)، عن أن الاستثمار غير الكافي في الاستكشاف والتنقيب والتكرير، قد يؤدي إلى مزيد من التقلبات في الأسعار ويفضي إلى عواقب اقتصادية معاكسة.