بكين تجري اليوم آخر المناورات التي أثارت توترات في المنطقة

عرب وعالم

اليمن العربي

وسط أكبر استعراض صيني لقوتها العسكرية منذ تسعينيات القرن الماضي، تجري بكين اليوم الأحد، آخر يوم من مناورات أثارت توترات في المنطقة.


وأثارت زيارة نانسي بيلوسي لتايوان غضب بكين وسلطت الضوء على مفهوم "الالتباس الإستراتيجي" الذي يحكم السياسة الأمريكية حيال الجزيرة منذ عقود والقائم على غموض متعمّد.

 بكين تجري اليوم آخر المناورات التي أثارت توترات في المنطقة

 

وواصلت الصين تدريباتها العسكرية المثيرة للجدل حول تايوان صباح اليوم الأحد، فيما قال الجيش التايواني إن 20 طائرة صينية و14 سفينة حربية شاركت في تدريبات أمس السبت.


في الوقت الذي قامت فيه طائرات صينية دون طيار مجددا بتنفيذ عمليات مراقبة فوق جزيرة كينمن التي تسيطر عليها تايوان، والتي تقع على بعد 10 كيلومترات فقط من مدينة شيامن الساحلية فى البر الرئيسى للصين.

 

في سياق متصل، قالت وزارة النقل في تايوان إن الرحلات عبر مجالها الجوي استؤنفت تدريجيا ظهر اليوم الأحد (بالتوقيت المحلي)، إذ أن أغلب الإشعارات بشأن التدريبات العسكرية الصينية بالقرب من الجزيرة "لم تعد سارية".


وأطلقت الصين المناورات العسكرية غير المسبوقة، ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايبيه الأسبوع الماضي.


ويشير مدى الرد الصيني العسكري والسياسي على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان إلى أن الأزمة الأخيرة في العلاقات بين القوتين الكبريين قد تكون عميقة وبعيدة الأمد، برأي محللين.

وبعدما حرص البيت الأبيض حتى الآن على أن تكون ردود فعله معتدلة نسبيا بمواجهة التصعيد الصيني منذ زيارة نانسي بيلوسي إلى الجزيرة ذات الحكم الذاتي، نددت الرئاسة الأمريكية بسلوك بكين "غير المسؤول" وبعرض القوة الذي قامت به في محيط الجزيرة.

 

إلا أن الدبلوماسية الأمريكية تسعى لعدم التسبب بمزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين التي تشهد بالأساس توترا شديدا، حسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي الذي قال الجمعة: "لا نريد أزمة، لا نسعى لإثارة أزمة" مع الصين.

خفض التوتر
ودعا كيربي بكين إلى خفض التوتر في المنطقة من خلال وقف مناوراتها العسكرية، في وقت تشدد الولايات المتحدة على أن زيارة بيلوسي إلى تايوان لا تعكس أي تغيير في سياسة "صين واحدة" التي تتبعها الولايات المتحدة.

 

غير أن الصين علقت الجمعة أي تعاون مع الولايات المتحدة في موضوع التغير المناخي كما في مجالات أخرى، وباشرت مناورات عسكرية هي الأضخم لها إطلاقا في محيط تايوان.


وسط توترات في مضيق تايوان ومع تخوفات من رد الصين على زيارة رئيسة البرلمان الأمريكي نانسي بيلوسي، نفذت بكين تدريبات تحاكي الهجوم على الجزيرة.

وأثارت زيارة نانسي بيلوسي القصيرة هذا الأسبوع إلى الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي والتي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها حنق بكين، ودفعتها إلى إجراء تدريبات عسكرية لم يسبق لها مثيل من حيث الحجم حاصرت تايوان، وفقا لتقارير غربية أشارت إلى أنها شملت إطلاق صواريخ باليستية فوق العاصمة تايبيه.


وقال مسؤولون في تايوان إن الطائرات والسفن الحربية الصينية أجرت اليوم السبت تدريبات هجوم على الجزيرة، في إطار رد بكين على زيارة بيلوسي لتايوان الذي شمل أيضا وقف المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن قضايا من بينها الدفاع وتغير المناخ.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن سفنا وطائرات صينية متعددة نفذت مهمات في مضيق تايوان اليوم السبت، بعضها عبر خط الوسط، وهو حاجز غير رسمي يفصل بين الجانبين، فيما وصفه الجيش التايواني بأنه محاكاة لهجوم على الجزيرة.


وذكرت الوزارة في وقت لاحق أن تايوان أرسلت طائرات لتحذير 20 طائرة صينية، بينها 14 عبرت خط الوسط، مشيرة إلى أنها رصدت أيضا 14 سفينة عسكرية صينية تقوم بأنشطة حول مضيق تايوان.

وأعلنت قيادة مسرح العمليات الشرقي الصينية أنها واصلت إجراء مناورات بحرية وجوية مشتركة شمال وجنوب غرب وشرق تايوان. وقالت إن تركيزها ينصب على اختبار قدرات النظام على الضربات البرية والهجوم البحري.

وبدأت التدريبات الصينية المتمركزة، في ستة مواقع حول الجزيرة، يوم الخميس، ومن المقرر أن تستمر حتى منتصف نهار الأحد. ووصفت الولايات المتحدة هذه التحركات بأنها تصعيد.

واتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الصين باتخاذ "خطوات غير مسؤولة" بوقف قنوات الاتصال الرئيسية مع واشنطن، وقال إن أفعالها بشأن تايوان تظهر انتقالا من إعطاء الأولوية للحل السلمي نحو استخدام القوة.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض "هذه الأنشطة تصعيد كبير في جهود الصين لتغيير الوضع الراهن. إنها استفزازية وغير مسؤولة وتزيد من مخاطر سوء التقدير".

وأضاف المتحدث "إنهم أيضا يخالفون هدفنا طويل الأمد المتمثل في الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وهو ما يتوقعه العالم".

وقال شخص مطلع على التخطيط الأمني إن السفن الحربية والطائرات الصينية واصلت "الضغط" على الخط الأوسط لمضيق تايوان بعد ظهر اليوم السبت.

وأضاف أن قبالة الساحل الشرقي لتايوان وبالقرب من الجزر اليابانية، قامت السفن الحربية والطائرات دون طيار الصينية بمحاكاة الهجمات على السفن الحربية الأمريكية واليابانية.

وبث الجيش التايواني تحذيرا في أثناء قيامه بنشر قوات استطلاع جوي وسفن للمراقبة ووضع صواريخ على الساحل في حالة تأهب.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية أيضا إنها أطلقت قنابل مضيئة في وقت متأخر أمس الجمعة لتحذير سبع طائرات مسيرة تحلق فوق جزر كينمن وطائرات مجهولة تحلق فوق جزر ماتسو التابعة لها.

ووصلت بيلوسي إلى تايوان في وقت متأخر يوم الثلاثاء الماضي، وهي أعلى مسؤول أمريكي يزور الجزيرة منذ عقود، على الرغم من تحذيرات الصين.

وبعد وقت قصير من مغادرة وفد بيلوسي اليابان، المحطة الأخيرة في جولة آسيوية استمرت أسبوعا، أمس الجمعة، أعلنت الصين أنها أوقفت الحوار مع الولايات المتحدة في عدة مجالات.

وفي حديثه خلال زيارة للفلبين، قال بلينكن إن الولايات المتحدة كانت تسمع من الحلفاء بواعث قلقهم إزاء ما وصفه بأفعال الصين الخطيرة والمزعزعة للاستقرار حول تايوان، لكن واشنطن ستظل ثابتة في تعاملها مع الموقف وتسعى إلى تجنب التصعيد.